ماذا تريد اسرائيل بالضبط؟؟؟- الاسير محمد عيسى القواسمي - سجن النقب الصحراوي
جاء كيري... ذهب كيري... سيأتي كيري.. اجتمع كيري ... سوف يجتمع كيري ...
جميل أن تتحرك مرة أخرى مشاعر شعبنا نحو أمنيات انهاء الجمود السياسي وانهاء الاحتلال الاستعمراي الاسرائيلي, فمن
حقنا أن ننظر نحو شمس الحرية الكاملة.
ولكن قرائتنا العلمية للعقلية الصهيونية الاسرائيلية , تتطلب منا أن نقنن التفائل وأن نقنن المشاعر وأن نعلم أن حكومة اسرائيل الحكومية بقيادة نتنياهو لها استراتيجية واضحة محددة المعالم , وهي الحديث الكثير عن الأمن وعن أبعاد الأمن وعن ضرورة الأمن وعن السلام الأمني وعن أمن السلام , واحاديث كثيرة جدا واشاعات اكثر حول هذا الموضوع دون ان يرتبط الامن بالحل النهائي وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة.
ماذا تريد اسرائيل بالضبط؟؟ وماذا تريد منا أن نفعل ؟؟ بالحرف . فهي لا تتوقف عن قمع الاحتجاجات السلمية ضد جدار الفصل العنصري بالقوة المفرطة في نعلين وبلعين وبيت لحم والخليل , ولا تألوا جهدا في تهويد مدينة القدس ديموغرافيا وجغرافيا , كل ذلك يتزامن مع جهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري لإنهاء الجمود السياسي بين السلطة الفلسطينية والحكومية الاسرائيلية, ويتزامن ايضا مع مناداة بعض القيادات الاسرائيلية بدعوة الجانب الفلسطيني في العودة الى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة وفي الوقت نفسه يطلق نائب وزير الجيش الاسرائيلي داني دانون وغيره من اليمين الاسرائيلي المتطرف بأن حكومة اسرائيل لا تعترف بدولة فلسطين وأنه لن يكون هناك دولتين لشعبين .
وقبل ذلك وحتى الان والحكومية الاسرائيلية تشهد أكبر حملة تحريض ضد القيادة الفلسطينية التي تحاول اسرائيل اضعافها سياسيا واقتصاديا كي تظهر للعالم أنه ليس هناك شريك فلسطيني لإحلال السلام في المنطقة .
وهذا كله يدعونا الى التساؤل: ما الذي تريده الحكومة الاسرائيلية حقا من الشعب الفلسطيني وقيادته ؟؟ فهي لا تريد احتجاجات سلمية على انتهاكاتها الفظة للقانون الدولي , ولا تريد أن يمارس شعبنا حقه الطبيعي والمشروع في تقرير المصير , ولا تريد من شعبنا وقيادته ممارسة الحق السياسي في المحافل الدولية للمطالبة بالحقوق المشروعة والثابتة والتي اقرها المجتمع الدولي بأسره , كما أنها لا تريد بالطبع أن يلجأ شعبنا لمقاومة احتلالها الغير مشروع هو ما اعتبرته " ارهابا ". ما يدفع الى الاعتقاد ان الحكومة الاسرائيلية تريد من شعبنا الفلسطيني وقيادته ان يقف مكتوف الايدي , لا بل أن يكمم أفواهه ولا يطالب
بأي حق لا منها ولا من المحافل الدولية وأن يرقب انتهاكاتها المتواصلة صبح مساء للقانون الدولي وعدوانها المستمر على ارضنا وحقوقنا , وأن نشاهد تمدد الاستيطان وتوسعه ومصادرة اراضينا الفلسطينية لإستكمال جدار الفصل العنصري دون أن نبِت ببنت شفة , كما انها تريد من شعبنا أن يلتزم الصمت وهو يعاني يوميا من احتلالها وحواجزها العسكرية والحد من حرية تنقله على تراب وطنه ومنعه من الوصول الى اماكنه المقدس في القدس , وعزل المدينة المقدسة وافراغها من سكانها المقدسيين ومواصلة جلب المزيد من المستوطنين بإحلالهم محل اهلها الاصليين دون ان يحرك شعبنا الفلسطيني ساكنا .
هذا ما تريده الحكومة الاسرائيلية المتطرفة عندما تحظر الاحتجاجات السلمية وتقمعها بالقوة وعندما تحظر علينا التوجه للمؤسسات الدولية وعندما تصف نضالنا ضد احتلالها بالارهاب.
انما يجب ان يقال هنا لنتنياهو وغيره من قادة اسرائيل أن من ينتهك الاتفاقيات الموقعة هو حكومة اسرائيل وان من يرفض الشرعية الدولية هو حكومة اسرئيل وأن من ينكر حق شعبنا الفلسطيني الحرية والاستقلال هو حكومة اسرائيل فهي التي داست بدباباتها وجرافاتها وعنجهيتها كل الاتفاقيات وعلى رأسها اتفاقية اوسلو الحكومة الاسرائيلية هي المسؤولة عن غياب الامن والاستقرار والسلام في المنطقة ,بإصرارها على اطماعها التوسعية وعلى احتلالها الابشع في تاريخ
الامم .
كما يجب ان يدرك نتنياهو وغيره من قادة اليمين الاسرائيلي ان شعبنا الفلسطيني له كامل الحق في الدفاع عن وجوده وعن هويته وحقوقه الثابتة والمشروعة واننا لن ننتظر اذنا من نتنياهو او غيره للتعبير عن رأينا وممارسة حقنا في روض الاحتلال غير المشروع وفي روض الشروط التي تحاول حكومة اسرائيل ادلاؤها علينا قيادة وشعبا , وهي شروط اقل ما يقال فيها انها تعكس نوايا عدوانية ولا تمت بالسلام بصلة " فأسرائيل التي تلد الحروب لن تحبل بالسلام "
وفي المحصلة ترتكب حكومة اسرائيل وقادتها خطأ جسيما اذا ما اعتقدوا ان بإمكانهم التشدق بشعارات السلام لتظليل العالم في الوقت الذين يمارسون فيه القتل والهدم والتجريف والترحيل على ارض لا تمت لهم بأي صلة تاريخية او جغرافية او حتى ديموغرافية فالاستيطان والاحتلال هما من حرما شعبا كامل من ابسط حقوقه .
وقد ترتكب الحكومة الاسرائيلية حماقة كبرى اذا ما اعتقدوا ان شعبنا الفلسطيني تنقصه الارادة والتصميم لمواصلة نضاله المشروع لإنتزاع حريته واقامة دولته على ترابه الوطني , ويجدر بحكومة اسرائيل المتطرفة قبل ان تتحدث عن الانتهاكات ان تنظر الى نفسها في المرأة لترى قوة احتلال غير مشروع تمارس منذ عقود طويلة ابشع الانتهاكات الانسانية وانها تقف في الخندق المعادي لحرية ولحقوق الشعوب في تقرير مصائرها وفي الخندق المعادي للشرعية الدولية وقرارتها , وهو ما يجب على نتنياهو وغيره من قادرة اسرائيل معالجته حتى يمكن شق الطريق نحو سلام حقيقي في هذه المنطقة فإن رفضت حكومة اسرائيل ان تتساوى معنا في الحرية والاستقلال فعلى المقاومة الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني ان تجعلها ترضخ لقبول فكرة التعادل في الألم والمعاناة .