الأخوان والرهان على ساحة أمريكا......- الأسير ماهر عرار - سجن النقب
بالتزامن مع التغير السياسي الذي أنتهى بعزل نظام الحكم الأخواني الماسوني،نشطت اللوبيات الاخوانية على الساحة الأمريكية ،لفقدانها الرهان على أي دعم عربي بعد الأطاحة برجلها ابن العياط ،وقد تواطأت الحركة الأخوانية وباعت شرفها (هذا ان كان لديها شرف اساسا) وحرضت الأمريكي الأمبريالي على محاربة مصر والضغط على أوربا لحصار نظام مصر الجديد ..
هذا التحرك أظهر سذاجة الأخوان وعهر مبادئهم وجهلهم في فضاءات السياسة الدولية ،ليس أدل على ذلك من فشلهم الذريع والمذل على الساحة الأمريكية (في معركة الخيانة والتأمر التي هي بالاساس سجلهم التاريخي تجاه المنطقة) حيث فات الاخوان أن للسياسة الأمريكية أعتبارات وسياسة تقدير موقف بناء على مصالحهم ،وأن الولايات المتحدة تتحالف مع المنظمات وقتيا أو ظرفيا ولمرة واحدة تقتضيها المرحلة وأن طالت ،ويبقى تحالفها مع الدولة والمؤسسة هو القائم ،حيث أن أمريكا تدرك مخاطر الصدام مع الجيش المصري الذي استعصى على امريكا تطويعه رغم الدعم والأتفاقات المتبادلة ،فهل فات الأخوان هذه الحقائق ؟ ..
لقد أخذتهم العزة بالأثم وأرتموا في احضان الأمريكي ظن منهم ان هذا اللعب يتحرك لنجدة الحليف المهترء أو فاقد الصلاحية ،وعلى ما يبدو ان الأخوان تناسوا أن البشرية في عصر الأنفتاح وأن الصورة تنتشر بسرعة البرق ،وأن أمريكا صدمت من هول الجموع المعارضة لحكم الأخوان ...
ان الأخوان في اثبتوا فشلهم بكافة الأبعاد فحرقوا خياراتهم الوطنية وخسروا النسيج الداخلي في معركة التأمر الخارجي بحجة الديمقراطية وشعار الشرعية ،فأرتدو على أعقابهم مع ظهور الخيط الأبيض من الأسود في الموقف الأمريكي الذي لخص ما يلي أولا لم نحث الجيش المصري على عودة مرسي ونتطلع للمستقبل ،ثانيا لن نقطع المساعدات عن مصر ،ثالثا ندعو الجيش لضبط النفس ،رابعا ندين تحريض جماعة الأخوان التي تدعو للعنف والقتل ...
بهذا الخطاب خسر الأخوان رهانهم الأخير أو حصانهم الخاسر ،وأستتباعا سينعكس الموقف الامريكي على أوربا ،فهل سيتدارك الأخوان سوء تقديرهم وينفتحوا على القوى الوطنية ويعيدو النظر في اخطاءهم ؟ أعتقد أن هذا السيناريو غائب عن عقلية القيادة الأخوانية القطبية ذات التاريخ الأصولي والعنفي ،وبالتالي سيلجأ التنظيم ألى النهج السري والمتربص بالدولة والمتوثب لمرحلة الفراغ على غرار أحداث 2011 ..