مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

تكنولوجيا القطائف وشهر الإجهاز- د. صبري صيدم


ما أن يقترب حلول الشهر الفضيل حتى يسارع المجتمع بكامل مكوناته لمسابقة عقارب الساعة واستكمال الاجتماعات والمؤتمرات والمناسبات والجمعيات العامة والندوات وحتى الأعراس تحسباً لقدوم رمضان ونزعة المجتمع للهدوء المطبق وقناعة شبه عامة بأن أحداً لن يقدم شيئاً في رمضان الذي لم يعد في ثقافتنا شهراً للعمل بل شهر للكسل ولا منصة للإنجاز بل واحة للإجهاز على صنوف الأطايب والمأكولات.
وما أن يحكم الجوع قبضته على أمعاء الناس ويستفحل غياب القهوة والسجائر بصنوفها خلال النهار حتى يسود النزق التصرفات والمواقف ويتعامل الكثيرون وكأنهم وبصيامهم يسدون معروفاً للناس وخالقها. ونرى كروشاً مستسلمة لا تحتمل حتى الكلام.
تكنولوجيا الكسل التي باتت جزءاً واضحاً ومهيمناً من رمضان جاءتنا من دول الخليج الحار جداً صيفاً والذي كان ولا يزال يرى بضرورة الركون إلى النوم في رمضان ولساعاتٍ طويلة.
ومع ازدهار تكنولوجيات الفضائيات وبرامج الترفيه والتسلية وانحباس التشويق وبرامج الفكاهة والمسلسلات التلفزية المثيرة والكاميرات الخفية عاماً كاملاً انتظاراً لرمضان وانطلاقها بشكل أشبه بكرنفال يستمر طيلة رمضان يستسلم الناس للسهر الطويل فيتعزز غيابهم عن الفاعلية في العمل طيلة الشهر.
ومع انطلاق مواقع الطعام عبر الإنترنت ووصفات المطابخ على تنوعها يأتي الطبخ كملك لعالم التسلية والإفراط في الوصفات والتطبيقات والمأكولات بشكل يعّظم الإهدار الكبير في الأغذية والمال.
إذا النوم والسهر والجوع والاتخام أصبحت سمة الشهر الفضيل حسب تصرفات الكثيرين من الناس بل بتنا نقبل حتى بعدم التفكير أو إجهاد الذات أو بذل البسيط من هذا الجهد.
لذا تحول شهر الفتوحات والانتصارات والإنجازات إلى شهر الكسل والنزق والإهدار والاتخام بصورة تقف معها عقارب الحياة والساعة. فلا مشروع أو مبادرة أو أعمال تنجز خلال الشهر الفضيل . 
إذاً شهر الفضيلة يراد له البعض أن يكون شهراً تجارياً بامتياز تسوق فيه المسلسلات التلفزية وبرامج التسلية والإنتاجات الدرامية والكوميدية تماماً كما تسوق القطائف كحلوى رائجة تختفي مع انتهاء رمضان.
آمل أن نجد في هذا العالم من يسوق الإنجاز والإبداع في شهر يحمل بين طياته التقى والعبادة والإيمان والإحسان ومراجعة الذات ومحاسبة النفس والتحضير لانطلاقة جديدة في الحياة لا استئناف لثقافة الخطأ مع انتهاء شهر الخير!
s.saidam@gmail.com

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024