انفاق غزة: مسمار جحا وخنجر حماس في الخاصرة المصرية- امل مصطفى السعيد
ظهرت انفاق غزة بين قطاع غزة ومصر على الحدود الفلسطينية المصرية منذ نشاتها كوسيلة ترهيب للبضائع والسلع بعيد عن اعين الجمارك وهي وسيلة شائعة في المدن الحدودية خاصة في الوطن العربي ورغم ذلك غضت مصر الطرف، واقصد بذلك مصر مبارك خوفا من ان يقال ان مصر تخنق الشعب الفلسطيني
كان ذلك منذ عام 2000 تقريبا، واستمر الحال الى انقلبت حماس على السلطة الفلسطينية في غزة وهنا لست طرفا في القضية وبالتالي لن ادخل في نقاش على من كان السبب وما هي الدوافع لانه شان فلسطيني داخلي بحت، وكما نحن كمصريين نطالب حماس بالكف عن التدخل في الشان الداخلي المصري، كذلك انا لن كمصرية اتدخل في اي شان داخلي فلسطيني تحت مبدا التعامل بالمثل .... اي واحدة بواحدة
لكن الكارثة ان هوس حماس بالحكم والسيطرة جعلها تحكم قبضتها عل تلك الانفاق ووجدت فيها ضالتها لممارسة كافة انواع واشكال التهريب والارهاب والتخريب باستخدامها هذه الانفاق تحت حجة كسر الحصار الاسرائيلي على القطاع من جهة وتحت حجة المقاومة وحمايتها، ورغم ذلك بقيت مصر في عهد مبارك تمارس سياسة غض البصر عن تلك الممارسات لان حماس ما مصر ما ان كانت تمارس سيادتها على الحدود وتحاول ضبط التخريب عبر تلك الانفاق حتى تنفجر حفلات الردح الحمساوي والتشويه لصورة مصر اكثر ما كانت تمارسه ضد العدو الاسرئيلي
لم يكن امام صانع القرار السياسي والامني في مصر على طوال السنوات سوى ممارسة سياسة غض البصر، ليس ضغفا او خوفا من حماس وزعرانها، وانما خوفا على اهلنا في غزة الذين تحولوا لرهائن في ايدي ميليشات حماس ووسيلة ضغط وابتزاز واتجار رخيصة، وان كان صانع القرار المصري يمارس في بعض الاوقات حقه في الدفاع عن حدوده بتدمير بعض الانفاق، او اغلاق بعضها، الا انه سرعان ما كان يعود بدافع الرافة والرحمة والتعاطف مع اهلنا في غزة لسياسة غض البصر وهو ما كانت تستغله حماس لتحقيق ماربها الشخصية حتى تحولت تلك الانفاق الى وسيلة اثرا لامراء الحرب في غزة من الحمساويين ويقال ان تلك الانفاق كانت تباع وتشترى ملكيتها، وكان معروفة بالاسم لمن مالكها، ومن يديرها، ولحساب من تعمل ..... الخ وكلهم من ماس وزعرانها!!
الحقيقة التي لم يدركها قادة حماس ان مصر بجيشها وامنها قادرة على صنع المعجزات، ولن تقف ميلشياتها في وجوههم حين يقررون قلب الطاولة في وجوه الحمساويين الذين باتوا يتاجرون في معاناة اهلنا في غزة وبالتالي تدمير الانفاق على من فيها خاصة وان المعابر الرسمية مفتوحة ومن الممكن تنظيم علاقة دخول وخروج الافراد والبضائع بين مصر وغزة دون اللجوء الى الانفاق
اتدرون ان حماس كان يجن جنونها عندما كان يتم فتح ملفات الانفاق والطلب المصري المتكرر دوما على ان يتم التعامل عبر الحدود الرسمية والمعابر المتفق عليها، اتدرون لماذا؟
لان اغلاق الانفاق سيضر بمصالح حماس الاستثمارية وتجارتها وتهريبها للاسلحة والممنوعات والبضائع ولانها ستمنى بخسارة كبرى وستغلق في وجهها "حنفية " الذهب او المنجم، اشتغر الله بل سلسلة المناجم، ومن هنا كانت محاولاتها الدؤوبة دوما في اية محادثات بالقاهرة برعاية مصرية بين حماس وفتح رفض حماس المطلق باي شكل من اشكال المصالحة وانهاء الانقسام بينها لانه في المحصلة سيحرمها من ممارسة بلطجتها وعربدتها على الانفاق!!
لقد كات قيادات حماس تنظر الى المصالحة وانهاء الانقسام على انها بداية العد التنازلي لهيمنتها على منظومة الانفاق وهو ما جعلها تقف حجر عثرة امام اي جهد مصري مخلص لانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين
الحقيقة التي ينبغي للقاصي والداني ان يعرفها الجميع، نحن المصريين والفلسطينيين ايضا على حد سواء خاصة الغلابى المحاصرين في غزة ان حماس قد اجرمت بحق اهلنا في غزة، وانها شريك للعدو الاسرائيلي في حصاره وخنقه وشل تحركاته اليومية وموارده، بل انهم اجرم من العدو، لان العدو له مبرراته كعدو ومغتصب وان اختلفانا معه واظهرنا له العداوة، اما حين تاتي الضغوط ومحاولات الحصار من فصيل فلسطيني اتعبنا وارهقنا وازعجنا في الحديث عن المقاومة وهو كاذب، مخادع، يمار س التقية الدينية والسياسية، متاجر بالدين وبالمقاومة وبعذابات اهلنا فهنا الجريمة الكبرى، ومن هنا فانه كان لاهلنا في غزة ان يعيشوا في بحبوحة من العيش لو ان حماس لم تجعل ارادة هذا الشعب رهينة في ايدي قادته المتاجرين بعذابات شعبنا في غزة ومصر على السواء!!!
مخطيء كل حمساوي عندما يظن او يفسر بشكل خاطيء النظرة العاطفية منا كمصريين حكومة وشعبا واجهزة امنية نحو اهلنا في غزة والتي تجعلنا نغض الطرف عن تلك الانفاق التي تحولت لبؤر ارهابية وخناجر، ولا اقول خنجرا واحدا، في خاصرتنا كمصريين بعد ان باتت وسيلة لترويع الامنيين في مصر ونشر الارهاب والفساد، وانهاك وارباك اهلنا في غزة، وكلمتي الاخيرة لاولئك الحمساويين كفاكم تلاعبا بمشاعر وعذابات اهلنا في غزة، لان فجر التمرد في غزة قد لاح، وان مغارة علي بابا والانفاق لن تدوم لكم، وعندها سنقتلع هذا المسمار الحمساوي من الجدارين المصري والفلسطيني...
* كاتبة ومحللة استراتيجية - مصر