رسالة الى مشعل : يا ايها المعلم غيره!!- امل مصطفى السعيد

 بداية اود ان اخاطبك بعبارة الاخ ابو الوليد، لاقول لك انه لو سالتني اليوم عن نكتة العام 2013 رغم عدم انتهاء العام بشهور لقلت لك، وبصراحة : دعوتك إلى اعطاء الإسلاميين فرصتهم منبهاً إياهم – اي الاسلاميين وانت منهم بالطبع - لضرورة التعلم من أخطائهم السابقة في تونس ومصر"!!
نعم، اقولها لك وكلي ثقة انها نكتة الموسم، وان رسالتك هذه يبدو – والله اعلم - انك ارسلتها على صندوق بريد الاسلاميين في مصر وتونس بالخطأ، او على بريد اليكتروني اخطات في كتابته او عنوانه ما بين "hotmail" او"yahoo" .......الخ، او على عنوان خاطيء ومجهول مكان الاقامة !
هذه الدعوة وللاسف يصعب علينا تصديقها او الاخذ بها على محمل الجد لانكم اولى بها، واحق بها من غيركم في حماس، وسوف اخاطبكم بنفس منطقكم اي من توجهات اسلامية مستشهدة بداية بالآية الكريمة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) وهنا استشهد ايضا بتفسير شيخ المفسرين الإمام الطبري بقوله (لم تقولون القول الذي لا تصدقونه بالعمل، فأعمالكم مخالفة لأقوالكم، اما تفسيره لـ"كبر مقتا" اي عظم مقتا وكرها عند ربكم قولكم ما لا تفعلون.
 والمقت شدة الكراهة" اذ كيف تطلبون من غيركم الاستفادة من الاخطاء، وحماس غارقة في غزة بممارساتها القمعية وخارجيا بسياساتها المتخبطة في الاخطاء... لا والله، بل في الخطايا.....
الم تسمعون يا ابا الوليد بقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي :
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
 تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
 وأراك تصلح بالرشاد عقولنا نصحا وأنت من الرشاد عديم
 ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
 لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
• هذه الرسالة ما كان ينبغي لها ان تخرج منك نهائيا، ولا ان تصدع بها للاعلام، او ان تجد لها متنفسا حتى من ثقب الابرة، او كما يسمونه "سم الخياط" للافلات من بين جنبات او جدران مكتبك الذي لا ادري اين عنوانه الان بعدما اقفلت في وجوهكم اكثر من ابواب عاصمة عربية نتيجة مواقفكم السياسية في حماس، اللامدروسة، واللامعقولة والنابعة من ارشادات "المقطم" اوتعليمات قم وطهران، ويا للاسف !!
• هذه الرسالة يا ابا الوليد كان ينبغي ان توجه لمكتبكم السياسي اولا، وثانيا، وعاشرا، واخيرا للمرة المليون ولكل حمساوي على هذه الارض
• هذه الرسالة كان ينبعي ان تكون مشفوعة بدعوة عاجلة منكم كرئيس للمكتب السياسي لحماس بضرورة الاجتماع العاجل لاخذ العبرة والدروس مما حصل للاسلاميين في تونس ومصر واعادة النظر في مواقفكم من بقية الفصائل الفلسطينية وعلى راسها فتح، وان كانت بقية الفصائل لم تسلم من ممارساتكم القمعية في غزة وخصومتكم مع الجهاد الاسلامي ما زال غبارها في سماء غزة، لا ان توجهوا النصائح للاسلاميين في الدولتين!!
• هذه الرسالة كان ينبغي ان تكون مشفوعة بنداء صادر منكم الى كل الفلسطينيين بكافة فصائلهم، ومللهم، ونحلهم، وعقائدهم، وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، ان تعالوا الى كلمة سواء بيننا كفلسطينيين بعيدا عن التدخلات الخارجية، وان تكون نواياكم صادقة، خالصة لوجه الله، غير نابعة من اية تدخلات او توجيهات خارجية، ولكن على شرط ان تغلقوا موبايلاتكم الى ان تتحق دعوتكم لتحقيق امال الشعب الفلسطيني وتوجهاته خوفا من ان تتلقون مكالمة من "المقطم" او من "قم" فتتراجعون وتنسف جهودكم في الربع ساعة الاخيرة كالعادة تحت وطاة الاعباء المالية وخوفا من انقطاع "الحنفية" الايرانية .... الخ
• هذه الرسالة كنتم انتم في حماس – واقسم بالله العظيم في هذا الشهر العظيم غير حانثة - في امس الحاجة لها لانكم اعطيتم الفرصة على مدى سنوات في غزة اذا كنت تشفق على الانظمة في تونس ومصر انها لم تاخذ حقها في اثبات جدارتها او فرصتها، فما الذي جناه اهل غزة من حكمكم الثقيل "بالبساطير" على اهلنا في غزة غير الذل والاهانة وحكم العسكر وانفلات ميليشياتكم واللعب بمقدرات الشعب الفلسطيني وتحميله اعباء مغامرات حماس الفاشلة التي تحولت لحارس امين لمستوطنات اسرائيل ووصل الحد بكم تكوين فرق لمكافحة اطلاق الصواريخ؟
 ثم اليست هذه الصواريخ هي نفسها التي كانت سببا في اشعال معارككم مع السلطة الفلسطينية، وشخص ابو مازن بالذات الذي كان يصفها "بالعبثية" وتتهمونه بابشع التهم – للعلم انا هنا لست مدافعة عن ابو مازن او السلطة الفلسطينية وانما فقط لاضع النقاط فوق الحروف ليس الا - !!
• هذه الرسالة يا ابا الوليد كان ينبغي ان تكون موجهة لحماس، ولحماس، ولحماس فقط، اعلنها صريحة من هنا من قاهرة المعز، من ارض الكنانة التي باتت مستباحة امام ميلشياتكم، وحتى اقصى بقعة في غزة، في الشجاعية، وبيت حانون، وعزبة عبد ربه، وكل المناطق والمخيمات التي تهدمت وتضررت في عهدكم الميمون...
والسلام ختام، من مصرية ترى الويل كل يوم يحيق بمصر الكنانة من حكم الاسلاميين واقصد الاخوان لعام واحد فقط، ترى الى اين كنا سنصل لو حكم مرسي سنواته الاربعة؟؟
 * كاتبة استراتيجية - مصر