صلاح البردويل.. أنت أخانا- زهير حمدالله زيد
كل شعوب الأرض المتحضرة تعيش حالاتها الصحية والصحيحة، تتعدد فيها وجهات النظر بعدد القوى التي تمثلها، وتتنافس بشرف وتقوى فيما بينها على نيل الثقة ممن يمنحها، الشعب وحده الذي يقدم جهة ويعلي شأنها، يمنحها الوصاية ويأتمنها على مصالحه وأحواله، والكل يصول ويجول في حدود مطالب ومصالح شعبه، الكل وطنيون والقانون سيد الجميع، لا تطاول ولا مبالغه، لأن الشعب يملك أدوات الرقابة والمحاسبه وهو من سيحدد المصير للجميع، وجوداً وممارسة أم سحقاً وتلاشي.
فقط في فلسطين، تمتد آفاق التنافس لتصل حد الصراع، ويغلب النفي للآخر على منطق التفاهم والحلول الوسط، هذا ما عهدناه في واقعنا منذ إختلطت علينا الأمور، حين ظهر بيننا إخوة لنا، أصروا أن يكونوا إخوانا للإخوان أولاً، لا إخوة في الدم والنضال والجهاد، يلتصقون بالأغيار أكثر من إلتصاقهم بالوطن وقضاياه، يقدمون التمكين الإخواني في كل بقاع الأرض على فلسطين المتحله، كأن الأقصى بات محرراً، والعدو صار مدحوراً، لا يسلب لنا أرضاً ولا يقبض لنا على أسرى، ولم يبقى أمامنا غير أن نعلن النفير ونصدر الثورة كالتصدير الإيراني الذي أثار الفتن وعمق الخلاف.
فكأن الجهاد في سوريا حق على الفلسطيني قبل فلسطين ومقدساتها، وذات الشيء في مصر، لأن مرسي تم سجنه لأنه ألغى كامب ديفيد وأعلن النفير العام لتحرير فلسطين وباقي الأراضي العربية، حالات تذكير لنا حين قدموا الجهاد في أفغانستان على فلسطين ومقدساتها، وهم الآن من قطر وغيرها يعلنون أن حي على الجهاد مع الإخوان لا مع فلسطين ومجاهدوها، فلك أخانا البردويل أن تستعطف مولانا القرضاوي لينصر شعبنا بفتواه وليحدد الأولوية لفلسطين أولاً، أم أن هناك ما يحول دون ذلك، فقط حاول من فضلك عسى أن تفهم أكثر.
صلاح البردويل يخون غيره ويتهم بالتآمر مع العدو، وأبداً لم ولن يسمع أحد، لا من فتح ولا من قيادتها يخونون أحد، لا سراً ولا علانيه، لأن البردويل أخانا، نريده فلسطيني العدة والعتاد، نريده مدركاً لما يدور من حولنا، خاصة وأن ظروف الأمس البعيد، كان بها بسيط الممكن يضاهي حدود المستحيل اليوم، فالثورة كانت على الحدود وفي كل بقاع الأرض، ورغم ذلك تخلى عنا الجميع وحددوا لنا القوة والوجود، تركونا نقاتل وحدنا، كما يفعلون اليوم، ولن يفعلوا غير ما فعلوه، فلماذا كل هذا التكابر والعربده؟
رغم كل ما حدث في إنقلاب حماس عام 2007، ورغم زكاوة الدم الذي سال بين الإخوة، لم يطلب أحد غير المصالحة، ولم نسمع غير المكلومين يطالبون بالقصاص والمحاكمة، مع أن شرع الله يقول أولاً القصاص، والمصالحة تكون بعفوٍ من صاحب الحق، مع ذلك ما زال البردويل يغالط، ويتنكر لكل شيء حتى لما يدعي أنه ديدنه، كتاب الله وسنة رسولة، ولم يكف عن الإتهامات الجزاف بالتخوين، والتي تعتبر حض وتحريض على القتل.
يتحدث أخانا بعد التخوين عن إطلاق سراح الأسرى، ويشير بأن هذا التحرير فقط للتغطيه على تنازلات للمفاوض الفلسطيني، وكأنه لم يسمع أنه سيكون ممن سيتم إستفتائهم على أي إتفاق قادم، فهو من هذا الشعب ولن يتم إعتباره غير ذلك، ونسي أنه بالأمس القريب حرر أسرى بطريقته، في صفقة الوفاء والتي لم يكن بهاء وفاء حقيقي، وحتى اليوم لم يجرؤ لا هو ولا أي ممن فاوضوا ووقعوا على تلك الصفقه بالحديث عنها وكشف بنودها، مع أن من حقنا أن نعرف، كونه ترك هؤلاء في السجون ولم يحررهم، وهم أبطال يحملون نياشين النصر وممن آلموا العدو وأثخنوا جراحه، وكان منهم المرضى وهم أصلاً الأقدم والأحق بالتحرير لو حماس وقادتها إلتزمت المعايير الوطنيه المتعارف عليها، التي تعطي الأولويه للمناضلات التي نسوا جزء منهن، والمرضى وكبار السن والقدماء، لكن وللأسف معايير التحرير في صفقة حماس مجهولة بل سرية، أما معايير إطلاق سراح هؤلاء فهي علنية واضحه ولا يوجد بها إستثناء لأحد، كل من تم إعتقاله قبل أوسلوا، لذلك نسألك أخانا البردويل: هل لديك أسماء مستثناه كالتي إستثنيتموها؟ عليك أن تتحفنا وتتكرم بها.