عائلة فلسطينية تستقبل عيد الفطر ومولودها الجديد في "مرآب سيارة" ..!
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
تقرير يوسف حماد : تستقبل عائلة فلسطينية في قطاع غزة عيد الفطر الذي يهل علينا في الايام المقبلة بـ"تمني الموت كل لحظة " بعد أن ضاق بها الحال حتى في ايام شهر رمضان المبارك، فلم تجد من ينظر الى وضعها المأساوي من شدة الفقر الذي تعاني منه.
الشاب احمد مقبل (24 عاما) وزوجته اماني الحامل في شهرها الاخير عائلة صغيرة لم تجد لها مأوى إلا في" مرآب سيارة" لا تتعدى مساحته الـ 40 مترا مربعا قسمت لغرفة ومطبخ وحمام لا اثاث ولا مقتنيات منزلية فيها.
ويقول احمد العاطل عن العمل ان "صبره قد نفذ على تحمل مشاقات الحياة بعد زواجه منذ ثلاثة سنوات... رغم انه ينظر قدوم مولوده الجديد الذي لن يجد له اي مآوى يناسبه او طعام يساعده على اكمال نمو جسمه ".
ويحلم احمد بان يوفر لعائلته الصغيرة مقومات ولوازم حياة معيشية كريمة فيقول:" احنا والموتى واحد( ..)هاد دار سوف تستقبل مولود جديد خلال اسابيع، زوجتي في شهرها التاسع واحنا مش ملقيين والله حبة البندورة، كيف بدنا نجيب حاجيات الطفل الجديد...؟
ويضيف :" تم طردي من منزل في جباليا (شمال) قطاع غزة، لعدم سداد الاجرة بعد ان تراكمت لمدة 5 شهور.. واستسلمت لهادا القدر الى أن عطف علي احد المواطنين بمنطقة غرب غزة واسكني في (حاصل) عبارة عن مخزن سيارة ".
ويقول احمد " لم يكن امامي الا ان اقبل بذلك، واحنا راضين كل الرضى لان الشارع هو الذي سوف يستقبلنا ان رفضنا هذا العرض المغري ".حسب قوله
ابو عامر الذي استقبل هذه العائلة يقول إنه قام بعمل انساني" جبت عائلة من الشارع وسكنتها في الحاصل تبع السيارة، مع انو صغير بس والله عملنا الي علينا، وبصراحة امرهم حزين جدا ان يكون الواحد في وضع زي وضعهم ".
ويضيف أبوعامر(50 عاما) قائلا "احنا في الحارة بنعمل على توفير الطعام لهم قدر الامكان كل يوم(..) والله يعين الناس في غزة لانو في ناس الحيطان ستراهم"، ودعا الى "مساعدة هؤلاء من قبل اهل الخير خاصة واننا في أواخر الشهر الكريم وشهر الخيرات".
اماني زوجة احمد (22 عاما) تقول "انها اعتقدت ان الزواج سوف يكون باب فرحة وسعادة وبناء اسرة جديدة تحلم بها كل فتاة، ولكنها تفاجأت بواقع الحياة الصعب، خاصة وان زوجها لا يملك شقة ولا عمل ".
وتقول اماني " احنا ممكن نتحمل الحر الشديد والمكان الذي لا يستطيع ان يعيش فيه بشر، ولكن ما ذنب المولود الجديد في هادا والله حرام(..) انا رحت على كل مكان عشان اطلع تأمين صحي وكنت اشحد المواصلات من بعض الجيران حتى اذهب ولكن لا جدوى".
وتضيف اماني وهي تذرف الدموع من عيونها" والله ما معي تأمين في شهري الاخير، وكمان والله ما فيه سرير للطفل، احنا جبنا الكنب اقسم بالله من الزبالة ، عشان نقعد عليه، طيب المولود الجديد ايش نسوي فيه".
وتناشد اماني كل المسؤولين الفلسطينيين واهل الخير ان ينظروا اليهم بعين من الرحمة في محنتهم التي تحمد الله عليها وتقول " احنا فقراء صح وهذا شيء مشرف لانو من ربنا وهو الذي سوف يجعلنا نفرح قليل بارسال عباده الاكفاء الى نشر الخير في كل مكان".
وتجوهت أماني في مناشدتها بدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس(أبو مازن) ورئيس الوزارء في غزة اسماعيل هنية لزيارة المكان الذي تسكن فيه لرؤية حجم المعاناة التي تصيبهم كل يوم.
وختمت بالقول " والله حفيت قدامي من الذهاب والاياب الى وكالة الغوث ووعدنا بالنظر في امرنا ولكن بعد 6 شهور عندما يصلنا الدور والشؤون ما رضي يفيدوني بحاجة والمؤسسات التانية كلهم بقولوا بنيجي نزوركوا ولا شفنا حدا حتى الآن".