هرطقات أخوانية- الأسير ماهر عرار سجن النقب
بالأمس أعتبر راشد الغنوشي الحبر الأعظم لأخوان تونس أن ما يحدث في مصر ليس الا أحد معارك الأسلام الكبرى التاريخية، واليوم يطل علينا الاخواني البلتاجي ويصف ميدان رابعة بساحة حطين وعين جالوت، وغدا سيأتي أخر ليقول لنا أن الصمود في رابعة هو صك غفران للذنوب ووثيقة الدخول ألى الجنة بختم نواب الله في الأرض.
أعتقد وحسب قراءتي البسيطة للتاريخ الأسلامي،أن الأسلام لم يشهد تشويها وتزيفا مثلما يشهده في هذه المرحلة.
أن ما يجري وما تنتجه معابد كهنوت الأخوان لم يأتي به حتى مسيلمه الكذاب ، حيث أن مسيلمه ادعا النبوة وجاء بما زعم بأنه رسالته ،بينما نجد أن الأخوان أدلجو الدين من داخل الدين وأعتبروا أنفسهم الفرقة الناجية وأنهم سدنة العرش والدين في الأرض بأسم رب الأرض والسماء وما بينهما ، وهم بذلك أكثر مأثمة من مسيلمه الكذاب وأشد خطرا وفتكا على الأسلام والأوطان..
البلتاجي يصف رابعة العدوية بموقعة حطين وعين جالوت ، وهل نفهم من ذلك سوى أنه يعتبر مصر وكل من هو خارج رابعة بالكافر أو الأستعماري ، وبالتالي أن بوابة رابعة هي معركة أم المعارك وفتح الفتوحات ...
أن أسقاط مأثر الأسلام وفتوحاته على لعبة سياسية أخوانية قذرة، يعري الأخوان بوتيرة متسارعة في رقصة موتهم الأخيرة ، فقد سقطت ورقة التوت وانفضح الأمر ، والأخوان اليوم أمام خيارين أما أن يكونوا جزء من التاريخ الحديث عبر فض أماراتهم الموهومة والدخول في حوار مع قوى الشعب لبناء مصر الدولة والوطن وليس الخلافة وسواها ، وأما البقاء على هامش التاريخ خارج سيرورة المرحلة الوطنية وهم بذلك أكبر الخاسرين .. .. .