التطرف والعنصرية- حافظ البرغوثي
المستوطن ايلي بن دهان نائب وزير الاسكان الاسرائيلي اعلن وقاحة وصراحة ان الفلسطينيين ليسوا بشراً ولا يستحقون الحياة، وكان المستوطن المغربي الاصل قال قبل ذلك انه قتل كثيرا من العرب في الحروب ولا يشعر بأي ندم، وينتمي هذا العنصري الكريه الى حزب البيت اليهودي الشريك في حكومة نتنياهو وهو يخرج الفلسطينيين من الجنس البشري ويحيلهم الى الجنس الحيواني، وهذه النظرة الاستعلائية المغرورة المنبثقة عن تطرف ديني متوحش يصل لدرجة الكفر، تشبه التطرف الديني لدى بعض قادة الاسلام السياسي الذين ينزهون انفسهم عن الخطايا ويميزون انصارهم عن بقية الشعب فزعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي وصف مسيرة لحزب النهضة ضد المعارضة بأنها تشبه جموع فتح مكة، وان دعوته الاخوانية مع آخرين عندما انطلقت من غرفة صغيرة تشبه غار حراء حيث انطلقت الدعوة الاسلامية، وحيث كان الوحي ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني ضمناً ان فاتحي مكة هم انصار الغنوشي وان الغنوشي كمن يشبه نفسه بالرسول الكريم، ولكنه لم يتطرق الى الوحي، ربما لأن وحي الاخوان اميركي.
التطرف الديني يؤدي الى الاحادية المطلقة المنفلتة من المبادئ الانسانية والاخلاقية وليس الدينية فقط، وهي تقسم الناس بين مسلم وكافر، وبين يهودي وغير يهودي وبين جنس متفوق وجنس متخلف كما لدى الفاشية ولعل الاحزاب اليمينية الاسرائيلية المتطرفة لديها مخزون عملي وشفوي يكفي لادانتها امام محكمة الجزاء الدولية ومع ذلك فان احداً لا ينتقدها ولا يتذمر منها خاصة في الغرب حيث تكفي كلمة صادرة عن طفل فلسطيني ذبيح او جريح ضد الاحتلال ان تثير ضجة ويتهم الطفل باللاسامية والعنصرية فيما ان القتلة مثل ابن دهان وشيطان يسمح له بالهذيان في كل زمان ومكان.