الوطنية بين سندان الأسلاموية ومطرقة الغرب الأستعمارية- الأسير ماهر عرار سجن النقب
أستهجن موقف الغرب من أحداث مصر التي طهرت أرض الكنانة من رجس فرع الماسونية الأخواني ،وأتساءل لو أن طائفة ما في أحدى الدول الغربية أعتصمت في أحدى شراين أقتصاد المدن الغربية ،الأمر الذي يسبب أضرار جسيمة على الأمن القومي ،أتساءل هل كان هذا الغرب الرأسمالية سيدع مثل هكذا أعتصام وشأنه؟ في السياق أستوقفني قول لديفيد كامرون رئيس وزراء عاصمة الضباب يلخص فيه الخطوط الحمر في الامن القومي أذ يقول عند الحديث عن الأمن القومي لا أحد يحدثني عن حقوق الأنسان ...
هذا القول وبالنظر لخطورة نشاطات الأخوان على الأمن القومي للأوطان ،يكشف أزدواجية الغرب وبالتالي يبرهن على حقيقة مناهضة الغرب لأي خطوات بأتجاه أنعتاق الأوطان من تبعية الغرب ..
أجزم أن الغرب يستعدي القوميين ويساند الأسلامويين ،ومغزى ذلك يكمن في أن القوميين على أختلاف مشاربهم يبقى ولاءهم وأنتماءهم للأوطان وحدود الدولة ،وهذا شكل من أشكال أستقلالية الأوطان الأمر الذي يحد من توغل الغرب في أرادة الدول وسيادتها ،بينما تظهر مفاهيم الأخوان والأسلامويين أن ولاءهم وأنتماءهم يتمحور حول فكرة الخلافة ومشروع الدولة الكبرى التي تتجاوز حدود الدولة وسيادتها ،ولعل الخطورة في هذا الفكر تمكن في تكتيكاته السياسية التي تبيح المرونة والقفز عن أعتبارات الدول وسيادتها عبر صفقات ومساومات على حساب الأوطان في سبيل هذا المشروع العابر للحدود (أنظر صفقة بيع 40% من مساحة سيناء بين الأخوان وأمريكا لتصفية قضية فلسطين) ...
للتاريخ شواهد تبرهن على أستعداء الغرب للوطنيين منها الحقبة الناصرية والقومية ،حيث أن الغرب يدرك أن الوطنية تعنى الأستقلال وتعني التعبير عن شعور قومي ،وبالمقدار نفسه يدرك الغرب أن التيارات الأسلاموية معول هدم وتفرقة وتفتيت (أنظر السودان وتقسيمها ألى شطرين بعد أقل من عشرين عام على أنقلاب الحركة الأسلامية على ديمقراطية السودان الفتية في أواخر الثمانينات ،أنظر فلسطين بعد أنقلاب حماس ،أنظر مصر بعد صعود الأخوان حيث تم تفتيت النسيج الوطني ولأول مرة في تاريخ مصر يتم القتل على الهوية ألخ) ...
في السياق ذاته يزخر التاريخ كذلك بشواهد على تحالف الغرب مع الأخوان (أنظر تحالف بريطانيا مع حسن البنا وكان من ثمار ذلك وقوف الأخوان في صف الملك فاروق ضد حركة الأستقلال في أربعينيات القرن العشرين ،أنظر تحالف الأخوان وأمريكا عام 2011 وكان من ثماره حفظ أمن أسرائيل بموجب هدنة غزة 2012 سيما تدمير مصر في أعقاب ثورة 30 يوليو ودعم أمريكا لسياسة الأرض المحروقة التي أتبعها الأخوان والتي أفرزت تدويل أزمة مصر ،أنظر دعوة بريطانيا وفرنسا لأنعقاد مجلس الأمن على خلفية ذلك ....
أن هستيريا الغرب الأمريكي في أعقاب سقوط الأسلام السياسي وبالتالي سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد ،يعكس خطورة الأسلام السياسي على الأوطان وأعتبارية هذا المكون في الحسابات الغربية الأمريكية في المنطقة ...
أختصر وأقول أن ما يمارسه الغرب من تهديد ووعيد أنما يعبر عن نقمة الغرب بعد سقوط رهاناته وأختلاط أوراق اللعبة وبالتالي أن ما يجري بحق وحقيقة هو مؤامرة غربية أمريكية ضد مسار الأستقلال بذريعة حقوق الأنسان والديمقراطية .....