مصر التي في خاطري- بهاء رحال
مصر أغلى وأجمل وأكبر من كل الاحزاب والتنظيمات, مصر العظيمة بأرضها وسمائها ونيلها وتراثها وتاريخها وأمجاد جيشها.. فهل يدرك المتخاصمون على كرسي الحكم هذا الكلام.. هل يعرفون أن الانتماء الحقيقي يكون للوطن وليس لفصيل أو حزب أو تنظيم وهو ليس شعارا مرفوعا أو مكتوبا على ورق.. هل يعرف المتأسلمون أن الدين عند الله الاسلام ولم يقل ان الدين عند الله الاخوان.. هل يفهم اولئك ان الزج بالدين الى ساحات الصراع على السلطة يسيء الى أصل الدين وقد اساء كثيراً للمعاني الجميلة ولروح الدين الحقيقية التي تجمع الناس بالمحبة والتسامح والأخوة والعطاء. هل يعتبر عدم الانتماء للإخوان كفرا كما يزعم البعض، وهل الاخوان اولياء الله في الارض.. هل كان على الجيش المصري ان يرى مصر تهدم من الداخل وهي تدخل في صراعات داخلية ويقف على الحياد.. اليس هو الجيش الذي يحمي الوطن وعليه تقع واجبات المحافظة على العباد والبلاد.. هل تفكك الدولة المصرية الذي يطالب فيه البعض عبر ارهابهم وخطاباتهم وممارساتهم المتطرفة له أية دلالات أخرى غير أنها خدمة لدول الاستعمار الحديث.
لقد بدى واضحاً وبشكل لا يقبل الشك من الذي يعمل لأجل خراب مصر وتفكيك وحدتها المتمثلة في جيشها القوي ومؤسساتها الكبيرة التي ترتكز من عشرات السنين على وطنية الدولة وقراراتها المستقلة, وقد ظهرت جلياً تلك المواقف التي استعرت في الفترة الاخيرة لصالح حزب الاخوان فقط, تلك الاصوات التي لا تهتم ولا تفكر الى اين ستؤول الاوضاع في مصر وشعبها ولا تكترث لشيء وان ضاعت البلاد حتى، فهي تبحث فقط عن اطماع حزبية ضيقة يرضى فيها المرشد وأتباعه ممن يريدون احتكار السلطة والكرسي والمنصب لهم وكأنه هبة الله لهم وحدهم.
وحتى لا تضيع مصر في متاهة الشرعية وصناديق الديمقراطية وبين صوت الشعب الذي فوض الجيش لاستلام زمام الحكم المؤقت يجب على الاصوات العاقلة ان تخرج عن صمتها لتقول كفى لهذا القتل.. كفى لهذا الحرق والتعدي على الممتلكات العامة ودور العبادة.. كفى لإراقة الدماء في الشوارع والحارات والميادين, فمصر أكبر وأغلى وأجمل وأعظم.