تجربة الاخوان بين ظلمة الجحور والحياة العامة- الأسير ماهر عرار سجن النقب
إن حجة المدافعين والمنافحين عن الأخوان والرافضين لعزلهم في ثورة 30 يوليو وإخراجهم من المشهد السياسي بعد تصلب وتعنت مواقفهم وأصرارهم على إنكار واقع الهزيمة أمام أرادة الشعب ،تكمن في أن الأخوان وصلوا للحكم والسلطة عبر صناديق الأنتخابات وبأرادة شعبية أكسبتهم شرعية أخذ زمام الأمور وتولي ولاية الحكم والسلطة ....
وفي حقيقة الأمر أتفق كما يشاطرني في ذلك مختلف المؤيدين لثورة مصر في 30 يوليو ،على أن الأخوان وصلوا للحكم بوسيلة ديمقراطية نقر بها ونؤمن بها مبدأ وعقيدة كوسيلة في تداول السلطة بين مختلف المكونات السياسية ....
بيد أن الحقيقة الغائبة في حجة هؤلاء ،هي أن الشعب فوضهم الحكم كبديل سياسي وضمن تفويض قابل للنقض ،وهذا بالأساس هو منطوق الديمقراطية التي تمنح الشعب سلطة منح الشرعية والمشروعية السياسية ،وفي السياق لا يفوتني أن أشير إلى مسألة غاية في الأهمية ،وهي أن الشعب أو من يحق له التصويت لم يشارك في الأنتخابات وبذلك كانت نتيجة الحسم بين مرسي وشفيق هي فارق مليون صوت وبعد جولة ثانية ،وقد لوحظ أن شباب الثورة وقوى وطنية صوتت لمرسي نكاية بأحمد شفيق تحت طائلة تهمة الفلول ،مع ذلك ونقر من منطلق ديمقراطي أن الخيار شرعي ......
يجدر الذكر أن الشعب المصري أستبشر خيرا في جماعة الأخوان بعد أن روج وبشر الأعلام والخطاب الأخوان لمفاهيم وتوجهات أخوانية معتدلة ومنفتحة سياسيا وأجتماعيا (المشاركة لا المغالبة)،بيد أن الجماعة ضربت بعرض الحائط أمال وتطلعات هذا الشعب المتمثلة بالحرية والعدالة والأنعتاق من ربقة الحزب الواحد والدكتاتورية المقيتة التي كانت سببا رئيسا لخروجهم في 25يانير ...
وقد بدا واضحا للشعب أن الأخوان نكثوا بالأمانة وأخذتهم العزة بالأثم ،وقد أتضح أن النموذج الأخواني لا يقل سوداوية عن النموذج السابق ،حيث ظهر أن الأخوان يؤسسون لدولة إخوانية ثيوقراطية ذات مرجعية إمامية (مكتب الأرشاد) وأن الصبغة الجديد أو النموذج الجديد هو دكتاتورية بشكل أخر ....
الحقيقة أن الشعب أخرج الأخوان من ظلمة الجحور والكهوف ألى الحياة العامة والفضاءات المفتوحة بعد 80 عام من السرية والظلمة ،وقد ثبت لهذا الشعب أن هذه الجماعة لا تتكيف في مثل هذه المناخات وأن ديدنهم الحياة السرية والكهوف ،وقد أدى تصلبهم وأنكارهم لأرادة الشعب التي أقصتهم من الحكم أولا من الرئاسة وثانيا من المشهد السياسي ،ألى خروجهم من ذات الباب الذي دخلوا منه ألى الظلمة وعتمة الكهوف بعد شهادة التاريخ وحتى حلفاءهم من الأمريكان والغرب على عقم وفشل تجربتهم في الشؤون العامة وأدارة البلاد ،وبالتالي يصدق القول عليهم وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ...