فلول- حافظ البرغوثي
الفلسطيني عندما ينسى قضيته يخرج الى الشارع هاتفا.. ارحل يا سيسي انا مرسي رئيسي.. والفلسطيني عندما يتحول الى مرتزق يقصف مخيم اليرموك.. وتارة يتحول الى شبيح أو يتحول الى جهادي نكاح يمارس الاغتصاب والقتل والسحل ضد شعبه وضد الشعب السوري.. والفلسطيني عندما يبيع قضيته يتسلل الى مصر لينضم الى الجماعة مجاهدا في سيناء وقناصا في القاهرة.. فهو فلسطيني بلا قضية، وعندما يدخل فتنة طائفية في لبنان اكتوى اللاجئون الفلسطينيون من نيرانها وقتل منهم الآلاف منذ اواسط السبعينيات فإنه كمن يتحول الى مرتزق في فتنة لا ناقة له فيها ولا جمل ولا بغل، فاعتقال فلسطينيين سواء في سوريا من طرفي النزاع هناك أو في مصر أو في لبنان من برج البراجنة على خلفية التفجير في الضاحية الجنوبية هي مؤشرات على ان بعضنا ما زال يفكر بعقلية المرتزق والعميل حتى ان انتمى لفصيل أهوج وأعرج وأفحج الذي لا تهمه مصلحة شعبه أو قضيته الوطنية.
فلا مصلحة فلسطينية في الفتنة السورية سوى الابقاء على اللاجئ خارج نطاق الصراع.. ولا مصلحة في الفتنة المصرية سوى الابقاء على القضية بعيدة عن الشأن الداخلي المصري, والدعاء لمصر ان تتجاوز المحنة, وان يجنب الله شعبها القتل والدمار والخراب الذي حل في بلاد اخرى.. ولا مصلحة لنا في معاداة احد في لبنان سواء تيار حزب الله او تيار المستقبل.. فلا نريد ان نكون وقود فتنة جديدة ومخابرات عدة ودول تتلاعب في الساحة اللبنانية.. ويكفي ان نذكر ان بشير الجميل بطل المذابح ضد شعبنا قال قبل اغتياله بفترة ان الفلسطيني كان ضحية الحرب الاهلية اللبنانية وتم اقحامه فيها منذ البدء ليدفع الثمن.. فلسنا مماليك أو مرتزقة لأحد ان كنا نشعر بقداسة قضيتنا ومصلحة شعبنا.. لسنا شبيحة أو من جماعات السحل والقتل من الشيشان والأعراب والاغراب, ولسنا عناصر مندسة في لبنان ولسنا من فلول مبارك ولا فلول الاخوان لأن المقتلة في مصر قد تحول شعب مصر كله الى فلول.
الفلسطيني داعية وحدة, وداعية وأد للفتنة, وداعية وقف سفك الدم العربي مهما كانت المسميات, إلا إذا ارتضى البعض أن يكون من الفلول.. فلول نظام أم تنظيم أم شيطان رجيم.