لقد حان وقت الفطام يا حماس- كمال خليل
هل تبقّى من عقلاء في حماس؟ ..إنها الفرصة الذهبية السانحة لحماس بإجراء مراجعة نقدية لمسيرتها ولممارساتها وإنتمائها وإرتباطاتها الخارجية والوعود والإلتزامات التي أبرمتها مع كل القوى خارج الدائرة الفلسطينية والعربية ...
على أمل أن تتغلب حماس على نفسها وتُغلِّب لغة العقل وأن تعود إلى الحظيرة الوطنية الفلسطينية بعيدا عن كل الإرتهان للأجندات خارج حدود دولة فلسطين ... وبعيدا عن ايديولوجيات الخلافة والإمارة ... وهجرة لوعود غير صادقة أُبرمت للغرب في عتمة ليل فلسطين ، وعود من لا يحق له ولا يملك ولا يستطع ...
رغم التعاطف الشعبي الملحوظ الذي حازت عليه في فترة بسبب عملياتها الاستشهادية وحالة الفساد الذي صبغت مرحلة إنشاء السلطة , فإن مسيرة حركة حماس تشبه سيارة هوت من علو كبير الى قاع واد ..
لقد تهشمت حماس ما بين نهج المقاومة الى نهج حلم البديل عن منظمة التحرير... ونقلت إلى إستراتيجية المعادلة الصفرية بتخريب الحركة السياسية لياسر عرفات ، ومن الرعاية العرفاتية المبطنة قفزت إلى السودان وإلى سوريا، ومن قطر إلى الأردن ، ومن مصر الإخوان إلى إيران وحزب الله ... مرورا بسياسة التذاكي من طروحات بالشيفرة , كالإتفاق على هدنة طويلة الأجل ... وإنتهاء بالدولة بحدود مؤقتة .. الخ ..
اليوم وبعد أن تلطخ صيتها بحوادث ومواقف لا تليق بأي فصيل فلسطيني، بغض النظر عن مدى دقة وحجم الانخراط الحقيقي لحماس في الشؤون المحلية لبعض الدول العربية .. فإن أفضل ما يمكن لحماس القيام به هو أن تخلو لنفسها لمراجعة نقدية ذاتية لإعادة تموضعها على الخارطة الفلسطينية .. لقد قامت الحركة السلفية الجهادية المصرية بهكذا مراجعات جديّة ... وأفضت إلى خلاصات في غاية الأهمية شكّلت نقطة إرتكاز محورية جديدة ، ومنهج سلوكي أكثر عقلانية ومقبولية لدى الجمهور المصري ورأيه العام ...
لقد فشلت حماس بتطبيق أي من نظرياتها في الحُكم تماما كما فشل الإخوان في مصر ، وعجزت حماس عن تلبية الإحتياجات الأساسية لشعب تحكمه عنوة .. وبعد أن ذاب ثلجها الديني وبان مرجها التجاري المافياوي، وسقط قناع المقاومة وحولته بيديها الى "أعمال عدائية"، فأصاب حماس فالج سياسي و قزّمت عملية السلام التي غاصت فيها لأذنيها حتى أمسى عنوان المرحلة "أمن قادة حماس مقابل السلام" .. وأتى خروج المليونية الفتحاوية الصفراء بذكرى الإنطلاقة ليربك جناحي حماس بكل أركانها وليهزّ شباك الدول والأجهزة الراعية لإنفصال جناحي الوطن .. فعندما يستفيق المارد الفتحاوي ويُفعّل كوادر الحركة قانون المحبّة والإيثار فإن تسونامي الجماهير الفلسطينية تلبي النداء حيثما تشير فتح ...
الآن هي الفرصة الأنسب لحماس أن تحذو حذو السلفية الجهادية المصرية في الثمانينيات ، وقد تكون الفرصة الأخيرة لحماس لإجراء هكذا مراجعة ذاتية وعقلانية وفي العمق لما فيها مصلحتها أولاً ...
يهمنا أن تسلك حماس ذلك المسار التصحيحي من الداخل دون إكراه من أي طرف خارجي ، لتخرج علينا بحلة جديدة يسهل التصالح معها ، وليقبَل شعبنا توبتها ، وليتمكن شعبنا من تقبُلها في المراحل اللاحقة ...
لقد ضاق الشعب الفلسطيني ذرعاً وبات غير قابل لاحتمال أي إقتتال أونزاع داخلي مدمر من أي نوع وبين أي أطراف و لأي أسباب .... خبرنا ذلك.. عانينا ولا زلنا نعاني منه ..
نأمل أن تسير قضيتنا قٌدُماً وحماس جزءاً ومكوناً من مكونات منظمة التحرير الفلسطينية.. الممثل الشرعي والوحيد...
لكن على حماس أن تعلم ما هي واجباتها الفورية والتي تتقدمها المصالحة التي لا بد من إنجازها اليوم قبل الغد ....
سيكون ضربا من الذكاء وبعد نظر إن بادرت حماس بنفسها اليوم وأعلنت نهاية إنقلابها .. قبل أن يبادر شعبنا ويأخذ زمام المبادرة بيديه وأسنانه وينهي الحالة الإنقلابية الحمساوية التي تهدد سلمنا الأهلي الفلسطيني ، ناهيك عن المضار الكبرى التي لحقت بالقضية برمتها من الإنقلاب ...
بالتأكيد لا نحمل الانقلاب كل أسباب التراجع ، لكن الإنقلاب أحدث شرخا وجرحا دامياً في القلب .. وقد آن اون ذاك الجرح أن يندمل .. ولقضيتنا أن تتعافى وتنفض عنها غبار طاحونة الفُرقة والتمزق والخيبات المتتالية ... رغم بعض النجاحات الموضعية الهامة ...
لا نرغب ولا نتمنى لحماس مصير تنظيمهم الأم في مصر .. لكن .. لقد حان وقت الفطام ... إنه نداء صادق للعقلاء، علّني أُنادي حياً ...
haعلى أمل أن تتغلب حماس على نفسها وتُغلِّب لغة العقل وأن تعود إلى الحظيرة الوطنية الفلسطينية بعيدا عن كل الإرتهان للأجندات خارج حدود دولة فلسطين ... وبعيدا عن ايديولوجيات الخلافة والإمارة ... وهجرة لوعود غير صادقة أُبرمت للغرب في عتمة ليل فلسطين ، وعود من لا يحق له ولا يملك ولا يستطع ...
رغم التعاطف الشعبي الملحوظ الذي حازت عليه في فترة بسبب عملياتها الاستشهادية وحالة الفساد الذي صبغت مرحلة إنشاء السلطة , فإن مسيرة حركة حماس تشبه سيارة هوت من علو كبير الى قاع واد ..
لقد تهشمت حماس ما بين نهج المقاومة الى نهج حلم البديل عن منظمة التحرير... ونقلت إلى إستراتيجية المعادلة الصفرية بتخريب الحركة السياسية لياسر عرفات ، ومن الرعاية العرفاتية المبطنة قفزت إلى السودان وإلى سوريا، ومن قطر إلى الأردن ، ومن مصر الإخوان إلى إيران وحزب الله ... مرورا بسياسة التذاكي من طروحات بالشيفرة , كالإتفاق على هدنة طويلة الأجل ... وإنتهاء بالدولة بحدود مؤقتة .. الخ ..
اليوم وبعد أن تلطخ صيتها بحوادث ومواقف لا تليق بأي فصيل فلسطيني، بغض النظر عن مدى دقة وحجم الانخراط الحقيقي لحماس في الشؤون المحلية لبعض الدول العربية .. فإن أفضل ما يمكن لحماس القيام به هو أن تخلو لنفسها لمراجعة نقدية ذاتية لإعادة تموضعها على الخارطة الفلسطينية .. لقد قامت الحركة السلفية الجهادية المصرية بهكذا مراجعات جديّة ... وأفضت إلى خلاصات في غاية الأهمية شكّلت نقطة إرتكاز محورية جديدة ، ومنهج سلوكي أكثر عقلانية ومقبولية لدى الجمهور المصري ورأيه العام ...
لقد فشلت حماس بتطبيق أي من نظرياتها في الحُكم تماما كما فشل الإخوان في مصر ، وعجزت حماس عن تلبية الإحتياجات الأساسية لشعب تحكمه عنوة .. وبعد أن ذاب ثلجها الديني وبان مرجها التجاري المافياوي، وسقط قناع المقاومة وحولته بيديها الى "أعمال عدائية"، فأصاب حماس فالج سياسي و قزّمت عملية السلام التي غاصت فيها لأذنيها حتى أمسى عنوان المرحلة "أمن قادة حماس مقابل السلام" .. وأتى خروج المليونية الفتحاوية الصفراء بذكرى الإنطلاقة ليربك جناحي حماس بكل أركانها وليهزّ شباك الدول والأجهزة الراعية لإنفصال جناحي الوطن .. فعندما يستفيق المارد الفتحاوي ويُفعّل كوادر الحركة قانون المحبّة والإيثار فإن تسونامي الجماهير الفلسطينية تلبي النداء حيثما تشير فتح ...
الآن هي الفرصة الأنسب لحماس أن تحذو حذو السلفية الجهادية المصرية في الثمانينيات ، وقد تكون الفرصة الأخيرة لحماس لإجراء هكذا مراجعة ذاتية وعقلانية وفي العمق لما فيها مصلحتها أولاً ...
يهمنا أن تسلك حماس ذلك المسار التصحيحي من الداخل دون إكراه من أي طرف خارجي ، لتخرج علينا بحلة جديدة يسهل التصالح معها ، وليقبَل شعبنا توبتها ، وليتمكن شعبنا من تقبُلها في المراحل اللاحقة ...
لقد ضاق الشعب الفلسطيني ذرعاً وبات غير قابل لاحتمال أي إقتتال أونزاع داخلي مدمر من أي نوع وبين أي أطراف و لأي أسباب .... خبرنا ذلك.. عانينا ولا زلنا نعاني منه ..
نأمل أن تسير قضيتنا قٌدُماً وحماس جزءاً ومكوناً من مكونات منظمة التحرير الفلسطينية.. الممثل الشرعي والوحيد...
لكن على حماس أن تعلم ما هي واجباتها الفورية والتي تتقدمها المصالحة التي لا بد من إنجازها اليوم قبل الغد ....
سيكون ضربا من الذكاء وبعد نظر إن بادرت حماس بنفسها اليوم وأعلنت نهاية إنقلابها .. قبل أن يبادر شعبنا ويأخذ زمام المبادرة بيديه وأسنانه وينهي الحالة الإنقلابية الحمساوية التي تهدد سلمنا الأهلي الفلسطيني ، ناهيك عن المضار الكبرى التي لحقت بالقضية برمتها من الإنقلاب ...
بالتأكيد لا نحمل الانقلاب كل أسباب التراجع ، لكن الإنقلاب أحدث شرخا وجرحا دامياً في القلب .. وقد آن اون ذاك الجرح أن يندمل .. ولقضيتنا أن تتعافى وتنفض عنها غبار طاحونة الفُرقة والتمزق والخيبات المتتالية ... رغم بعض النجاحات الموضعية الهامة ...
لا نرغب ولا نتمنى لحماس مصير تنظيمهم الأم في مصر .. لكن .. لقد حان وقت الفطام ... إنه نداء صادق للعقلاء، علّني أُنادي حياً ...