مظاهرات حماس وثورة أبو راس - ماهر حسين
قامت حركة حماس في يوم الجمعة الموافق 23/5/2013 بتنظيم مظاهرات في العديد من المحافظات بقطاع غزة وهدف المظاهرات التي نظمتها حماس وعلى حد تعبير المتظاهرين هو دعم (الشرعية ) في مصر والمقصود بذلك طبعا" الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي وبالإضافة إلى ذلك قامت حماس بالتهجم على الجيش المصري حيث اعتبرت بأنه نفذ مجزرة ضد معتصمي (رابعة ). طبعا" هاجمت حماس المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية بمحاولة منها للاستفادة من الجو العام للمظاهرات وإظهار معارضتها للمفاوضات . الغريب بان حماس قامت وعبر ممثليها في المجلس التشريعي (المنتهية صلاحيته) وعبر قياديين معروفين لديها بالتهجم الغير اللائق على القيادة الفلسطينية وعلى الرئيس الفلسطيني وبالطبع على حركــة فتح وكان الهجوم الأبرز من أحد قيادي حمــاس ويدعى مروان ابو راس وأبو راس هذا يعتبر رئيس رابطة علماء المسلمين في غزة ..وللتذكير الرابطة المذكورة جزء من رابطة علماء المسلمين التابعة للشيخ القرضاوي . وتجاوزت حمــاس المعقول والمنطق في المظاهرات التي نظمتها حيث قامت حماس بتصعيد غير متوازن وغير مقبول مع مصر .. حيث أنها قامت بتنظيم استعراض عسكري في رفح على الحدود مع مصر وقد رفع مسلحي حماس شعارات الإخوان المسلمين وصور مرسي وشعارات تدل على معتصمي (رابعه) وأطلقوا النار بالهواء في تحدي سافر وغير مقبول واستفزاز غير مسبوق . بالنسبة لي ... موقف حماس واضح باعتبارها جزء من حركة الإخوان المسلمين ...فمظاهرات حماس المؤيدة لمرسي واضحة تماما" وتصريحات قيادات حماس كذلك واضحة تماما" وإعلام حماس وخاصة قناة الأقصى واضحة تمام الوضوح وموقفها معروف وانحيازها التام لحركة الإخوان لا جدال فيه والخطير في الأمر وللأسف هو أن الشعب المصري بات يعتقد بان الشعب الفلسطيني ضد تطلعاته وضد ثورته وضد جيشه ...وهذا بالقطع غير صحيح فحماس وبعض الحركات الإسلامية المتطرفة هي التي تقف مع مرسي ونحن كشعب فلسطين يجمعنا كل الخير مع شعب مصر وجيشه الذي نكن له الاحترام. بالنسبة لي ... لا لبس بموقف حمـــاس ...موقف واضح ضد الثورة المصرية في 30 يونيو ومع الرئيس المعزول مرسي ومع الاعتصام في رابعة العدوية ومع العنف الأخواني ومع العنف في سيناء وضد الجيش المصري والجماهير المصرية التي خرجت رفضا" لحكم الإخوان والمرشد . موقف حماس واضح لا لبس فيه . في ضوء الموقف الســابق لحماس لا أجد أي مبرر لمحاولة حماس توجيه الاتهام لفتح وللسلطة الفلسطينية بأنها تقف خلف محاولات توريط حماس بالملف المصري ...فحماس أصلا" باعتبارها حركة إخوان مسلمين هي جزء من الملف المصري ولها موقف من كل ما يحدث بمصر باعتبارها جزء من الإخوان المسلمين فلماذا توجيه الاتهامات السخيفة ولماذا توتير الوضع الفلسطيني وزيادة الانشقاق وتوسيع الانقسام القائم،لماذا محاولات تبرير موقف حماس وموقفها واضح تماما" وأي مشاهد وابسط متابع قادر على فهم موقف حماس !!!!!! كان المطلوب من حماس تغليب المصلحة الفلسطينية على المصلحة الحزبية وعدم التدخل بالشأن المصري مطلقا". كان المطلوب من حماس التفكير بان الدائم والثابت هو شعب مصر وجيش مصــر وبالتالي نميل مع ميل الشعب المصري ونحترم إرادته وقراره ..أعلم بان البعض سيقول بمبررات الانتخابات والشرعية وغيره من مبررات وهنا أقول ببساطة بأن الشرعية أساسا" هي من الشعب و بأن خطا الرئيس المعزول مرسي وخطأ المرشد العام للإخوان المسلمين هو انه لم يقم بتقدير حقيقة الاعتراض على حكم الإخوان وعلى فشلهم الذريع بحكم البلاد والعباد فقد كان من الممكن ومنذ اليوم الأول للمظاهرات أن يقوم الرئيس المعزول بإعلان الاستفتاء أو الانتخابات المبكرة وبهذا نحافظ على الشرعية ونحترم موقف الشعب ..للأسف سوء التقدير والشعور بضرورة البقاء بالحكم هو ما قاد لهذا الخطأ . كان من الممكن تجاوز الأزمة في مصر ديمقراطيا" ...وكان من الممكن أن يكون الرئيس المعزول مرسي مثالا" لاحترام الشعب ولكن وللأسف أخطأ الإخوان وكل ثقة بأن مصر المحروسة ستنجو من هذا المأزق وستكون أقوى . نعود إلى حماس ودعمها للإخوان ..نعود إلى حماس ومحاولتها الغير مبررة للخروج من مأزقها بالإساءة لفتح وللسلطة الفلسطينية . إنني أدعو الإخوة في حماس بتصحيح الوضع القائم بغزة بإعلان موافقتهم الفورية على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعيه في كل من الضفة وغزة والقدس وإعلان استعداداهم للانضمام الفوري لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وتأييد سياستها بعدم التدخل بشؤون الغير وبهذا فقط تخرج حماس من مأزق التدخل في مصر. بهذا فقط تخرج حماس من مأزق حزبيتها الضيقة وتبعيتها للإخوان المسلمين ،تخرج إلى أفق فلسطين الكبير ..عندها لتعارض حماس المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وهذا حقها ولتعلن موقفها من قضية عزل الرئيس مرسي فهذا حقها أيضا" ولكن لتكن معارضة حماس للمفاوضات بإطار منظمة التحرير الفلسطينية وكباقي الفصائل المعارضة ولتكن معارضتها لعزل مرسي بإطار احترامها لخيارات الشعب المصري الشقيق والعظيم ولتتوقف حماس فورا" عن ممارسة بعض الاستفزازات البائسة واليائسة على شاكلة الاستعراض العسكري لمسلحي القسام على حدود مصر. لقد مارست حماس خطيئة سياسية بإقحام المقدسات الدينية بالصراع السياسي برفعها لصور المعزول مرسي في القدس الشريف علما" بأنه لم يقدم أي شيء للقدس ولفلسطين سوى عضويته في حركة الإخوان المسلمين وها هي تمارس خطيئة الخطايا بإظهار استفزاز ذو طبيعة عسكرية للجيش والشعب المصري . من جديد إنني أدعو الإخوة بحماس للتوقف عن هذه الممارسات التي تضر بفلسطين وبقضيتنا وبحمـــاس نفسها . وكلي أمل بوجود صوت للعقل في حمـــاس . وعندما نتحدث عن العقل فعلينا أن نتحدث عن الأصوات التي لا تمت للعقل بصله ..أصوات نشاز ..أصوات عجيبة ولا تجيد سوى التكفير والتخوين واستخدام الكلمات القبيحة التي تعبر عنها وعن مأزق حماس وهنا أتحدث عن المدعو ابو راس الذي عبر بأقبح الكلمات عن حقده على حركة فتح وعلى الرئيس ابو مازن وهذا الحقد لا يمت للوحدة الوطنية بصله وحتما" لا يمت لفلسطين كلها بصله وهذا الحقد لن يخرج حماس من مأزقها ولن يجعلها منتصرة ..ثورة أبو راس وكلماته القبيحة تأكيد على أن حماس بحاجه إلى التفكير الجاد بواقعها وأفق المستقبل أمامها ..فحماس الياسين تندثر وحماس أبو راس وأمثاله حتما لن تنتصر.
ha