الزلزال الكامن في الشرق المتأهب
جبال وأخاديد محيطة بمنطقة البحر الميت التي تشهد نشاط زلزالي مستمر
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
جميل ضبابات
تقول الحقيقة العلمية الناصعة، إن مدينة الخليل، ستصبح ذات يوم، مكان العقبة الأردنية. مذهل!، لكن كيف ستنتقل كبرى مدن الضفة الغربية إلى هناك؟!
فبعد خمسة عشر مليون سنة، وفقا للحسابات العلمية، ربما ستكون شرفات المنازل الخليلية على شواطئ البحر الأحمر، إن قدر للكون الاستمرار في البقاء.
لكن هنا، فوق هذه الأرض الواقعة فوق أطراف الصحراء لا شيء يسري بعمق غير الهدوء في منطقة نشطة زلزاليا.
مع ذلك باطن الأرض يتحرك.
ويعود ذلك إلى حركة الصفائح الأرضية في باطن الأرض بهدوء نحو الجنوب الشرقي. 'هناك حركة انزلاقية تحويلية باتجاه الجنوب نسبيا، ما يؤدي إلى تحرك فلسطين مبتعدة عن الأردن بمقدار 5-7 ملم سنويا'. قال د. جلال الدبيك مدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية وهي واحدة من الجامعات التي تضم مراكز علمية متخصصة.
لكن لماذا البحر الميت على بعد عشرات الكيلومترات نحو الشرق حيث كان مركز الهزة الأخيرة؟ 'لأنه يقع في حفرة الانهدام العظيم. هي منطقة زلزالية وصدوع أرضية نشطة'.
وكانت آخر هزة أرضية ضربت المنطقة هنا قبل أيام، ووصلت قوتها إلى 3.5 درجة على مقياس ريختر. وللشرق الأوسط تاريخ تاريخي حافل بالزلازل والهزات الأرضية...وليس فقط الهزات السياسية.
قال الدبيك بعيد وصوله إلى مركز علوم الأرض في جامعة النجاح الوطنية للاطلاع على تفاصيل الهزة الأرضية الأخيرة' معروف إن القشرة الأرضية في منطقة البحر الميت قليلة السمك نسبيا'.
لكن الجبال الرمادية حول البحر من الناحيتين الغربية والشرقية تأخذ الألباب، والهدوء التام في الصباح الباكر لا يعطي أي انطباع عن كون المنطقة زلزالية.
'حدوث هزات أرضية وزلازل في المنطقة أمر طبيعي. النشاط الزلزالي مستمر ولم يتوقف منذ آلاف السنين'.
تقول بعض الروايات القادمة من عمق التاريخ إن البحر الميت ذاته تكوّن نتيجة لنشاط زلزالي، عندما حصلت الهزة وانشقت الأرض وتكونت هذه الحفرة العميقة.
بحساب المسافة التي حددتها أجهزة الرصد في جامعة النجاح الوطنية، التي أشارت إلى أن الهزة الخفيفة وقعت على بعد نحو 15 كيلومترا جنوب شرق أريحا، وعلى عمق 15 كيلومترا، من المفترض أن يكون المركز في قطر هذا الفضاء.
هنا كل شيء هادئ، والبحر المالح لا علاقة له بالكوارث الطبيعية هذا اليوم، فلا شيء غير الهدوء.
'في أي وقت قد نشهد نشاطا زلزاليا على أطراف الصفيحة العربية من ناحية الغرب (حفرة الانهدام)' قال الدبيك الذي يفضل الحديث بهدوء عن إمكانية حصول زلزال مدمر في المستقبل. 'قد يحصل. لا يمكن توقع أي شيء. لكن لا بد من إشارات (...) احتمال وقوع زلزال من عدمه محكوم بعدة عوامل من بيتها تاريخ الزلازل ونشاطها'.
وقد يعطي تسلسل تاريخ الزلازل في الشرق الأوسط، إشارات للزمن الدوري لوقوع زلزال قوي نسبيا. وفلسطين هي منطقة زلازل..
'كان تأثير هذه الزلزال على المدن الأقرب لمركز الهزات السطحي' قال الدبيك. لكن ماذا بالنسبة لأريحا، المدينة الأقدم في التاريخ والواقعة في هذا العمق الحار المتحرك نحو الجنوب.
' أريحا تاريخيا تعرضت لزلازل عديدة، لكن زلزالا سجل 3 آلاف عام قبل الميلاد أدى إلى وقوع دمار فيها وسقوط جدارها المنيع..(..) حصول زلزال في المنطقة ليس بالأمر الجديد. هذا شيء طبيعي بالنسبة لموقع المنطقة' قال الدبيك.
على مدار السنوات الماضية وقعت هزات عديدة في المنطقة، وبالكاد شعر بها سكان الأراضي الفلسطينية وبعض دول الشرق الأوسط.
لكن ماذا عن زلزال كامن قد يقع في لحظة غفلة في أرض متأهبة نظرا لطبيعتها وموقعها لهزات أرضية قوية؟
' إذا تحدثنا عن زلزال قوي تتراوح قوته بين 6-7 درجات على مقياس ريختر، إن حصل، ستكون الخسائر عالية، رغم أن هذه الدرجة لا تصنف عالميا بالكبيرة جدا إلا أن المشكلة تكمن في مدى جاهزيتنا لذلك' قال الدبيك.
وأضاف 'نحن غير جاهزين لزلزال كبير. جاهزية فلسطين محدودة جدا في مواجهة كوارث كبيرة'. لكن فلسطين عمليا قطعت شوطا جيدا في عملية التحول نحو تغيير قوانين انظمة البناء المقاوم للزلازل. قال الدبيك إن عام 2014 سيشهد تحولا في هذا الاتجاه. 'نحن بدأنا وسنعزز تطبيق العمل على وجود مدن آمنة'.
وتعمل فلسطين من خلال مركز علوم الأرض على مشروع تخفيف مخاطر الزلازل في فلسطين (مشروع SASPARM – برنامج FP7 الأوروبي) يتم تنفيذه بالشراكة مع عدد من المؤسسات الدولية في مجال تخفيف مخاطر الكوارث.
وقال الدبيك، 'يهدف المشروع إلى رفع قدرات البلديات في مجال تطبيق عدد من النقاط الأساسية العشر للمدن الآمنة القادرة على مواجهة الكوارث'.
هنا في محيط البحر الميت، في أقصى نقاط الأرض انخفاضا عن سطح البحر، لا يمكن التنبؤ بشيء أكثر من ارتفاع درجات الحرارة في منتصف أيلول، لكن في نابلس، في مركز علوم الأرض، على ارتفاع 800 م فوق سطح البحر، يمكن لشريط الكتروني على صفحة الكترونية تتحدث عندما يهتز أي جزء من سطح الأرض، يمكن النظر إلى سلسلة طويلة من الأرقام التي على مقياس ريختر لهزات أرضية شبه يومية في العالم.
لكن إلى الشمال من البحر الميت، في قرية العوجا، يمكن أيضا لمحطة الرصد الزلزالي الفلسطينية أن تنقل معلومات حيوية للمركز الذي يديره الدبيك.
haجميل ضبابات
تقول الحقيقة العلمية الناصعة، إن مدينة الخليل، ستصبح ذات يوم، مكان العقبة الأردنية. مذهل!، لكن كيف ستنتقل كبرى مدن الضفة الغربية إلى هناك؟!
فبعد خمسة عشر مليون سنة، وفقا للحسابات العلمية، ربما ستكون شرفات المنازل الخليلية على شواطئ البحر الأحمر، إن قدر للكون الاستمرار في البقاء.
لكن هنا، فوق هذه الأرض الواقعة فوق أطراف الصحراء لا شيء يسري بعمق غير الهدوء في منطقة نشطة زلزاليا.
مع ذلك باطن الأرض يتحرك.
ويعود ذلك إلى حركة الصفائح الأرضية في باطن الأرض بهدوء نحو الجنوب الشرقي. 'هناك حركة انزلاقية تحويلية باتجاه الجنوب نسبيا، ما يؤدي إلى تحرك فلسطين مبتعدة عن الأردن بمقدار 5-7 ملم سنويا'. قال د. جلال الدبيك مدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية وهي واحدة من الجامعات التي تضم مراكز علمية متخصصة.
لكن لماذا البحر الميت على بعد عشرات الكيلومترات نحو الشرق حيث كان مركز الهزة الأخيرة؟ 'لأنه يقع في حفرة الانهدام العظيم. هي منطقة زلزالية وصدوع أرضية نشطة'.
وكانت آخر هزة أرضية ضربت المنطقة هنا قبل أيام، ووصلت قوتها إلى 3.5 درجة على مقياس ريختر. وللشرق الأوسط تاريخ تاريخي حافل بالزلازل والهزات الأرضية...وليس فقط الهزات السياسية.
قال الدبيك بعيد وصوله إلى مركز علوم الأرض في جامعة النجاح الوطنية للاطلاع على تفاصيل الهزة الأرضية الأخيرة' معروف إن القشرة الأرضية في منطقة البحر الميت قليلة السمك نسبيا'.
لكن الجبال الرمادية حول البحر من الناحيتين الغربية والشرقية تأخذ الألباب، والهدوء التام في الصباح الباكر لا يعطي أي انطباع عن كون المنطقة زلزالية.
'حدوث هزات أرضية وزلازل في المنطقة أمر طبيعي. النشاط الزلزالي مستمر ولم يتوقف منذ آلاف السنين'.
تقول بعض الروايات القادمة من عمق التاريخ إن البحر الميت ذاته تكوّن نتيجة لنشاط زلزالي، عندما حصلت الهزة وانشقت الأرض وتكونت هذه الحفرة العميقة.
بحساب المسافة التي حددتها أجهزة الرصد في جامعة النجاح الوطنية، التي أشارت إلى أن الهزة الخفيفة وقعت على بعد نحو 15 كيلومترا جنوب شرق أريحا، وعلى عمق 15 كيلومترا، من المفترض أن يكون المركز في قطر هذا الفضاء.
هنا كل شيء هادئ، والبحر المالح لا علاقة له بالكوارث الطبيعية هذا اليوم، فلا شيء غير الهدوء.
'في أي وقت قد نشهد نشاطا زلزاليا على أطراف الصفيحة العربية من ناحية الغرب (حفرة الانهدام)' قال الدبيك الذي يفضل الحديث بهدوء عن إمكانية حصول زلزال مدمر في المستقبل. 'قد يحصل. لا يمكن توقع أي شيء. لكن لا بد من إشارات (...) احتمال وقوع زلزال من عدمه محكوم بعدة عوامل من بيتها تاريخ الزلازل ونشاطها'.
وقد يعطي تسلسل تاريخ الزلازل في الشرق الأوسط، إشارات للزمن الدوري لوقوع زلزال قوي نسبيا. وفلسطين هي منطقة زلازل..
'كان تأثير هذه الزلزال على المدن الأقرب لمركز الهزات السطحي' قال الدبيك. لكن ماذا بالنسبة لأريحا، المدينة الأقدم في التاريخ والواقعة في هذا العمق الحار المتحرك نحو الجنوب.
' أريحا تاريخيا تعرضت لزلازل عديدة، لكن زلزالا سجل 3 آلاف عام قبل الميلاد أدى إلى وقوع دمار فيها وسقوط جدارها المنيع..(..) حصول زلزال في المنطقة ليس بالأمر الجديد. هذا شيء طبيعي بالنسبة لموقع المنطقة' قال الدبيك.
على مدار السنوات الماضية وقعت هزات عديدة في المنطقة، وبالكاد شعر بها سكان الأراضي الفلسطينية وبعض دول الشرق الأوسط.
لكن ماذا عن زلزال كامن قد يقع في لحظة غفلة في أرض متأهبة نظرا لطبيعتها وموقعها لهزات أرضية قوية؟
' إذا تحدثنا عن زلزال قوي تتراوح قوته بين 6-7 درجات على مقياس ريختر، إن حصل، ستكون الخسائر عالية، رغم أن هذه الدرجة لا تصنف عالميا بالكبيرة جدا إلا أن المشكلة تكمن في مدى جاهزيتنا لذلك' قال الدبيك.
وأضاف 'نحن غير جاهزين لزلزال كبير. جاهزية فلسطين محدودة جدا في مواجهة كوارث كبيرة'. لكن فلسطين عمليا قطعت شوطا جيدا في عملية التحول نحو تغيير قوانين انظمة البناء المقاوم للزلازل. قال الدبيك إن عام 2014 سيشهد تحولا في هذا الاتجاه. 'نحن بدأنا وسنعزز تطبيق العمل على وجود مدن آمنة'.
وتعمل فلسطين من خلال مركز علوم الأرض على مشروع تخفيف مخاطر الزلازل في فلسطين (مشروع SASPARM – برنامج FP7 الأوروبي) يتم تنفيذه بالشراكة مع عدد من المؤسسات الدولية في مجال تخفيف مخاطر الكوارث.
وقال الدبيك، 'يهدف المشروع إلى رفع قدرات البلديات في مجال تطبيق عدد من النقاط الأساسية العشر للمدن الآمنة القادرة على مواجهة الكوارث'.
هنا في محيط البحر الميت، في أقصى نقاط الأرض انخفاضا عن سطح البحر، لا يمكن التنبؤ بشيء أكثر من ارتفاع درجات الحرارة في منتصف أيلول، لكن في نابلس، في مركز علوم الأرض، على ارتفاع 800 م فوق سطح البحر، يمكن لشريط الكتروني على صفحة الكترونية تتحدث عندما يهتز أي جزء من سطح الأرض، يمكن النظر إلى سلسلة طويلة من الأرقام التي على مقياس ريختر لهزات أرضية شبه يومية في العالم.
لكن إلى الشمال من البحر الميت، في قرية العوجا، يمكن أيضا لمحطة الرصد الزلزالي الفلسطينية أن تنقل معلومات حيوية للمركز الذي يديره الدبيك.