مقطوعة يد عساف - محمد اللحام
لا شك ان صوت محمد عساف شغل الناس بكل مستوياتها وبكل طبقاتها في حالة من الاجتياح الجماهيري الذي لم أشاهد له مثيل طوال حياتي ..فحتى قضايا وطنية لم تجد الإجماع الذي شهده الفنان المبدع محمد عساف وهو يؤدي مقطوعاته الفنية الرائعة .
انا سوف اشير اكثر لعساف اخر كان يوما مغني وله مواويل تطرب وتوجع وعاش مع جمهور قد يختلف عن جمهور محمد عساف ..فعساف الاخر يشبه عساف بان عاش هو الاخر في ازقة المخيم ودرس في مدارس وكالة الغوث ولكن لم يقدر له ان يذهب للجامعة التقليدية بل ذهب 4 سنوات لجامعة اخرى هي جامعة سجون الاحتلال دون ان يكتفي من هذا العلم ويعود ليكمل مشواره العلمي في البحث عن الوطن وعن الشهادة نعم فقد كان مشروع شهيد في اكثر من مناسبة وكانت بندقيته تكتب درسا وقنبلته ترسم لوحة ..عساف هنا ووسط حفلة كان صوت الموسيقى يعلو على صوت المغني سقطت ريشته من يده ..لماذا ؟ لان يده سقطت بترت قطعت ..فقد انفجرت القنبلة بيده وقطعت ..قطعت يده دون ان تقطع تواصله مع الغناء والموال ليواصل رحلة الغناء الخاص به حتى القي القبض عليه ويمضي عشرة اعوام اخرى في جامعة القيد هناك في زنازين الاحتلال . تعرض عساف لامراض خطيرة داخل السجن دون ان يحصل على علاج وهذا تصرف معهود من الاحتلال ..ولكن وبعد مرور حوالي العاميين على خروجه من السجن لم يفلح عماد بالعلاج ..وجدته عند حمزة احد ابطال الانتفاضة الذي كان قد فقد يده هو ايضا وكان له حظ ان يخرج لالمانية ويعود بيد صناعية متطورة اصر معها حمزة ان يستعرض باليد الصناعية ويخرج بها سيجارة من العلبة ويقدمها لي في حفلة خاصة بالمناسبة اقامها ببيته ..عساف كان موجود وسعيد لحمزة ..ولكنني متاكد انه كان حزين على نفسه ..والمشكلة الكبيرة ان عسافنا برتبة عريف او رقيب وبراتب هش ضعيف لا يجلب خبز الشهر ..
انا لا احرض على محمد عساف الذي احبه واتمنى له كل الخير ولكن الا يستحق البطل عماد عساف احتفالا بيد صناعية بدل تلك التي سقطت في حفلة الدفاع عن الوطن ..الا يستحق عماد عساف رتبة وظيفية تضمن له ولاسرته العيش الكريم بعد هذا الموال الحزين ..عماد عساف قصرنا معك ولا زلنا .. فانا لا اشهد لك بانك كنت مشروع شهيد بل يشهد لك المخيم وازقته وحواري بيت لحم تذكر بشرتك ولن ننكرك حتى لو انكروك من يمتلكون القرار اليوم ..اعتقد انه لا يوجد ما يبرر استمرار قصورنا معك ويجب ان نقف معك اكثر لاننا عندما نقف معك نقف مع انفسنا