صدور رواية "القادم من القيامة" للدكتور وليد الشرفا عن المؤسسة العربية في بيروت
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت رواية "القادم من القيامة" للدكتور وليد الشرفا، وهي الثالثة بعد نصين روائيين صدر الاول في العام1991، تحت عنوان "محكمة الشعب" في حين صدر النص الثاني في العام1994، تحت عنوان"اعترافات غائب".
وقد عقب الناقد الفلسطيني الكبير الدكتور فيصل دراج على الرواية قائلا:" في عمل وليد الشرفا ما يستعدي مصطلح" الرواية المستحيلة" التي تجمع بين وصف القلق الواسع والتبشير، ومتاخمة اليأس ورفض الاستسلام، والعمل في الحالين وثيقة مزدوجة عن صعوبات المنفى الفلسطيني، وعن صعوبات انتاجه في رواية تقرا الألم، ولا تراهن على المستقبل".
يبدأ مبنى الرواية الحكائي منذ لحظة استشهاد وأحد من ثلاثة أصدقاء يشكلون الشخصيات الأساسية في النص. هذا الاستشهاد الذي حدث في نهاية الانتفاضة الأولى مزق النسيج النفسي والتاريخي والعاطفي وحتى الوطني؛ فالأصدقاء كانوا نواة للعمل الوطني العسكري، لكن الخيبة والطريقة التي رحل فيها الصديق خلقت حالة من الارتداد العكسي في المفاهيم، فقرر أحد الاصدقاء الهجرة بعد تزامن فراق الصديق مع حالة فشل عاطفي. ومنذ اللحظة الأولى للهجرة واختيار المنفى، يبدأ التداعي بفرض نفس شكل العلاقة المستقبلية، أما الصديق الثاني فقرر أن يغيب في الوطن بصفته مطلوبا للاحتلال، يحدث الاتصال الأول بينهما عندما رد الصديق المطارد على تساؤل حول الجدوى والهدف والوجود من التجربة الثورية الفلسطينية.
يتخذ المبنى الحكائي بعد ذلك تقنية الحوار من خلال الهاتف والتذكار حول من يجب أن يلتحق بالآخر، يصر الصديق المقيم على البقاء، رغم ما عاناه من خيبة وألم وتحولات هائلة عصفت بمحيطه، يستمر السرد والحوار على هذا المستوى حتى اندلاع الانتفاضة الثانية، هنا يرتفع الجدل والحوار والتناقض حول الجدوى والغاية وبروز مستجدات سياسية واجتماعية.
كما تحمل الرواية انتقادا جذريا لأنظمة التدين التي اتخذت كسياق تبريري لبعض حالات التراجع والخذلان الوطني و الانتهازية والخيانه، والتصالح مع رموز فساد الواقع.
ينتهي النص بعودة الصديق المهاجر؛ لكنها ليست عودة رومانسية، بل هي عودة تراجيدية ليس فيها أي معنى للانحياز أو الانجاز، بل اخلاص شخصي لمنطق الصداقة والذكريات؛ لذلك يتخذ مشهد العودة أبعادا مأساوية تحكمها المفارقة والجهل، فالعائد يستقيل مثل لص ويحضر جنازة صديقه خلسة، وهنا تتحول تقنية السرد إلى خليط معقد من الأحلام والهواجس التي يمكن أن يطلق عليها صفة العجائبية.
لذلك حفلت الرواية بمستويات معقدة من اللغة والحورات انسجاما مع اختلاف التجارب والأمكنة والأزمنة تراوحت بين الحوار الفلسفي والعامية الفلسطينية.
يذكر أن الكاتب من مواليد العام1973. وهو حاصل على الدكتوراة في تحليل الخطاب. ويعمل استاذا للاعلام والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت.
zaصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت رواية "القادم من القيامة" للدكتور وليد الشرفا، وهي الثالثة بعد نصين روائيين صدر الاول في العام1991، تحت عنوان "محكمة الشعب" في حين صدر النص الثاني في العام1994، تحت عنوان"اعترافات غائب".
وقد عقب الناقد الفلسطيني الكبير الدكتور فيصل دراج على الرواية قائلا:" في عمل وليد الشرفا ما يستعدي مصطلح" الرواية المستحيلة" التي تجمع بين وصف القلق الواسع والتبشير، ومتاخمة اليأس ورفض الاستسلام، والعمل في الحالين وثيقة مزدوجة عن صعوبات المنفى الفلسطيني، وعن صعوبات انتاجه في رواية تقرا الألم، ولا تراهن على المستقبل".
يبدأ مبنى الرواية الحكائي منذ لحظة استشهاد وأحد من ثلاثة أصدقاء يشكلون الشخصيات الأساسية في النص. هذا الاستشهاد الذي حدث في نهاية الانتفاضة الأولى مزق النسيج النفسي والتاريخي والعاطفي وحتى الوطني؛ فالأصدقاء كانوا نواة للعمل الوطني العسكري، لكن الخيبة والطريقة التي رحل فيها الصديق خلقت حالة من الارتداد العكسي في المفاهيم، فقرر أحد الاصدقاء الهجرة بعد تزامن فراق الصديق مع حالة فشل عاطفي. ومنذ اللحظة الأولى للهجرة واختيار المنفى، يبدأ التداعي بفرض نفس شكل العلاقة المستقبلية، أما الصديق الثاني فقرر أن يغيب في الوطن بصفته مطلوبا للاحتلال، يحدث الاتصال الأول بينهما عندما رد الصديق المطارد على تساؤل حول الجدوى والهدف والوجود من التجربة الثورية الفلسطينية.
يتخذ المبنى الحكائي بعد ذلك تقنية الحوار من خلال الهاتف والتذكار حول من يجب أن يلتحق بالآخر، يصر الصديق المقيم على البقاء، رغم ما عاناه من خيبة وألم وتحولات هائلة عصفت بمحيطه، يستمر السرد والحوار على هذا المستوى حتى اندلاع الانتفاضة الثانية، هنا يرتفع الجدل والحوار والتناقض حول الجدوى والغاية وبروز مستجدات سياسية واجتماعية.
كما تحمل الرواية انتقادا جذريا لأنظمة التدين التي اتخذت كسياق تبريري لبعض حالات التراجع والخذلان الوطني و الانتهازية والخيانه، والتصالح مع رموز فساد الواقع.
ينتهي النص بعودة الصديق المهاجر؛ لكنها ليست عودة رومانسية، بل هي عودة تراجيدية ليس فيها أي معنى للانحياز أو الانجاز، بل اخلاص شخصي لمنطق الصداقة والذكريات؛ لذلك يتخذ مشهد العودة أبعادا مأساوية تحكمها المفارقة والجهل، فالعائد يستقيل مثل لص ويحضر جنازة صديقه خلسة، وهنا تتحول تقنية السرد إلى خليط معقد من الأحلام والهواجس التي يمكن أن يطلق عليها صفة العجائبية.
لذلك حفلت الرواية بمستويات معقدة من اللغة والحورات انسجاما مع اختلاف التجارب والأمكنة والأزمنة تراوحت بين الحوار الفلسفي والعامية الفلسطينية.
يذكر أن الكاتب من مواليد العام1973. وهو حاصل على الدكتوراة في تحليل الخطاب. ويعمل استاذا للاعلام والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت.