العجوز أبو حسن ينجح بمفرده في تحدي الاستيطان
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
العجوز واللاجئ عثمان بلاسمة "ابو حسن" (84 عاما) لوحده يتحدى المستوطنين الذين جرفوا قسما من عزبته غرب سلفيت، وجرفوا عشرات الدونمات الزراعية والرعوية منها وطردوه من ارضه سابقا في ال 48، وبنوا مكان منزله وبياراته مستشفى "مئير" المشهور؛ وبرغم ملاحقته مرة تلو مرة، يرفض رفع الراية البيضاء ويبقى صامدا هو وزوجته أسماء التي هي خير معين له في محنته وصموده.
حكايته وقصته (ابو حسن) تبكي البشر والحجر؛ وفصولها كلها عذاب وألم؛ فأبو حسن، نصب خيمة وبنى بيتا من طين، غرب سلفيت بعد النكبة على أمل العودة؛ ولكن هيهات حتى ان يفرح بخيمته على تواضعها ، فقد لاحقه المستوطنون مرة أخرى.
يقول أبو حسن: "الاحتلال طردنا وهجرنا عام 48، وما زال يلاحقنا في عزبتنا البدائية حتى اللحظة في كل شيء لتكرار النكبة والتخلص منا، ولكننا لن نستسلم له برغم كل التضييق والطرد والتهويد ولن نكرر النكبة مرة أخرى، فيكفينا ما حل فينا ولم نعد نقدر على تحمل الهجرة واللجوء مرة اخرى".
وعن مستوى التضامن والدعم الشحيح لهم كونهم يواجهون الاستيطان بمفردهم ويمنعوا تمدده باتجاههم تقول "ام حسن":" نبيع الشومر والخروب واللوز كي نشتري علبة دواء ابو حسن المريض بالقلب، واحيانا لا نتمكن من شراء الدواء غالي الثمن فنشتري المسكنات، ويضطر ابو حسن ان يسير ويركب الحمار لاكثر من 15 كم من اجل ابرة علاجية وصفها له طبيب في سلفيت، ولا يوجد اهتمام كافي بدعم العزية برغم حساسية موقعها، فلا ماء ولا كهرباء، ولا حمام، ولا طرق ولا مواصلات غير البدائية، ورغم ذلك نبقى صامدين بقوة وعون الله حتى يجعل الله لنا مخرجا".
ويطلق مواطنو سلفيت على مكان سكن "ابو حسن " عزبة الشعب، واسمها قديما عزية ابو بصل، الذي لم يبق فيها غيره، رغم رحيل أهل المنطقة عنها نتيجة الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل قوات الاحتلال ومصادرة أراضيهم، عدا عن تلوث الهواء الناتج عن مصانع مستوطنة "بركان".
وتؤكد "ام حسن" ان المستوطنين يترقبوا هجر المنطقة او وفاة ابو حسن ليصادروا العزبة وما عليها وما حولها من اراض، وهو ما قاله لها احد المستوطنين، كما تقول.
قصة صمود "أبو حسن" أمام هجمات المستوطنين وجيش الاحتلال لطرده من بيته المكون من الطين متواصلة ولا تتوقف؛ عن ذلك يقول بلاسمة: "في البداية نصبت خيمة في منطقة الشعب فوق عين المطوي غرب سلفيت, على أمل أن نعود، فقد كان الجميع يتصور أنه سيعود بعد ساعات أو بعد أيام؛ ولكن هذا لم يحصل، والان بعد طول هذه المدة أتى المستوطنون هنا ليطردونا مرة اخرى".
وبعد زيارة الرئيس المصري أنور السادات للكنيست وتوقيعه على اتفاقية كامب ديفيد قام الاحتلال مباشرة ببناء مستوطنة "أريئيل" والتي بدأت بسرقة ونهب أراضي محافظة سلفيت، وبناء المنطقة الصناعية المسماة مصانع "بركان"، حيث يقول "ابو حسن "وقعت العزبة في الأراضي المصادرة وداخل الجدار حيث تم تجريف وفتح الطرق حولها وتمهيد عشرات الدونمات بجانب أرضي، حيث لا يبعد المصنع سوى عشرات الأمتار عن بيتي من الطين، وينتظر المستوطنون وفاتي لسرقة العزبة".
ولا تزال الحاجة أم حسن المسنة تعجن وتخبز الخبز في الطابون المبني بجانب بيتهم في العزبة، وهو آخر طابون في منطقة سلفيت، وتستعمل ام حسن السراج من الكاز،وطرق قديمة في الاكل والشرب وكل شيء تقريبا، على امل ان يتم دعم العزبة بشكل كاف ومرض أمام تمدد سرطان الاستيطان.