اللعنة الحقيقية....- محمود ابو الهيجاء
تحت عنوان "حكومتا الضفة وغزة من لعنات اوسلو" كتب عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية رباح مهنا، مقالا لانرى من الصواب المرور عليه مرور الكرام، لا لعديد اخطائه النحوية قطعا، وانما لكثرة مغالطاته السياسية، والفكرية، ان صح اعتبار المقولات الجاهزة، الديماغوجية في اغلبها بانها من اعمال الفكر ومن اشكال تجلياته ....!!!!
ومن أسوأ هذه المغالطات التي نأمل انت تكون نتاج رؤية السيد رباح مهنا، لارؤية المكتب السياسي للجبهة الشعبية، هي هذه التي تتعالى على الواقع السياسي بافتراضات وهمية، في الوقت الذي تضع فيه جميع معطياته ونتاجاته في سلة واحدة، متناسيا هنا السيد مهنا، جدل التناقض وحتمياته، ومهملا في الوقت ذاته العوامل الخارجية وموازين القوى المؤثرة في هذا الواقع من جهة، والسياق التاريخي والموضوعي والذي تخلقت فيه كل تلك النتاجات والمعطيات من جهة اخرى ...!!!
وبكلمات ابسط واشد وضوحا نقول: يذهب السيد مهنا في مقالته الى خلط الحابل بالنابل والطالح بالصالح ليعلو فوق الجميع بأستاذية جديدة هي في الواقع اشد سذاجة من استاذية الاخوان المسلمين هذه التي تريد قيادة العالم من ابراج تعاليها على الواقع ونكرانها لطبيعته ومعطياته وحقائقه، والاخطرمن ابراج تعاليها الطهراني الذي لم يثبت منه شيئا بعد التجربة المصرية .
ما من واقع سياسي في هذا العالم بسلة واحدة،والتباينات والتناقضات فيه بقدر ما هي حتمية فانها ضرورة ايضا ، والاهم ما من نضال وطني تحرري بحاجة الى تصاريح عمل والى سلطة تسمح به ولا تعيقه اذا ما ما تسلح ببرنامج عمل واقعي وعملي واذا ما امتلك جماهيره بحشودها المنظمة، وقد تكون لأسلو لعنة، لكنها بالقطع ليست السلطة الوطنية، فهذه منجز النضال الوطني بانتفاضته الكبرى على نحو خاص، وسيقرر التاريخ طبيعة هذا المنجز وحقيقته في رؤيته المقبلة، والاهم في هذا السياق ان سلطة الانقلاب في غزة انما هي لعنة المشروع اللاوطني للاخوان المسلمين من جهة، ولعنة الانتهازية الفصائلية من جهة اخرى هذه التي لم تسم الاشياء بأسمائها واحالت الصراع مع المشروع اللاوطني للاخوان المسلمين الى" خلافات بين فتح وحماس " ودائما من برج عاجي وبتطهرية زائفة، تزاود على المسؤولية الوطنية ومهاماتها التاريخية في الوقت الذي ظلت فيه مع الاسف الشديد تربت على اكتاف الانقلاب والانقلابيين، حتى ساهم هذا الموقف بتكريس الانقسام وتعميقه ...!!!
نعم قد تكون لأوسلو لعنة بل ولعنات، ولكن سلطة الانقلاب الحمساوية هي من لعنات تلك الانتهازية الفصائلية ، التي ما زالت تحاول حضورا في المشهد الوطني بالمقولات الجاهزة فحسب وهذه لعنة اخرى لا علاقة لاسلو بها لا من قريب ولا من بعيد ....!!!