ادعياء المقاومه
ادعى القيادي في حماس حسين ابو كويك "ان مشروع فتح والسلطة هو مشروع فاشل"، ويراهن ابو كويك على عودة معظم مؤيدي السلطة من حركة فتح الى خيار المقاومة في حال فشل مشروعهم.
لا نستغرب مثل هذه التصريحات من قبل قيادة حماس، وذلك لعدم توفر الواقعية والموضوعية في مواقفهم، اضافة الى افتقارهم لمعرفة ادق التفاصيل للمشروع الوطني الفلسطيني، وجهلهم في صيغة العلاقات والتحالفات القائمة في المنطقة. ان المشروع الوطني الفلسطيني ليس وليدة هذه اللحظة،بل انطلق بانطلاق اول رصاصة فلسطينية معلنة انطلاق الثورة الفلسطينية لاعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية. فاذا كانت حماس وقيادتها يراهنون على فشل هذا المشروع فانهم يكونوا قد وضعوا انفسهم في ذاك التيار المنادي بهدم المشروع الوطني الفلسطيني.
واذا كانت السلطة فاشلة حسب مفاهيم ابو كويك فلماذا تهالكتم على الوصول اليها وخضتم الانتخابات التشريعية تحت سقف اوسلو ، وشكلتم حكومة فلسطينية ضمن مؤسسات السلطة، وانقلبتم على الشرعية الفلسطينية باسم السلطة. ماذا يعني ذلك في مفاهيم ابو كويك؟ وهل تعني دعوتك بعودة ابناء فتح الى المقاومة في حال فشل مشروع السلطة محاولة اخرى من المحاولات التي جربتها حماس وفشلت فيها، لتزعم مفهوم المقاومة من جديد، وهل هذا التحول الجديد في مواقف حماس جاء بسبب التحولات الجارية في المحيط العربي؟، ومن منطلق الحفاظ على كيان حماس. ثم هل يمكن تجزئة المقاومة ووضع حواجز لها وجعلها خاضعة لاعتبارات جغرافية بما يخدم مصالح حماس؟، فبالامس صدرت تصريحات تدعو الى عودة المقاومة في الضفة الغربية بينما تحرم عودتها في قطاع غزة. ولم نعد نفهم طبيعة فلسفة حماس جراء هذه الطروحات سوى انها تدخل في خدمة مساعي اسرائيل والانجرار وراء الفخ الذي تنصبه لجر الاطراف الفلسطينية الى الميدان العسكري وهذا الوضع يحرر اسرائيل من القيود الدولية. اضافة الى ان هذه الدعوات تعتبر تكريسا لنهج الانقسام، ومحاولة لابعاد قطاع غزة الذي تحكمه حماس عن ساحات المواجهة مع اسرائيل، حيث يدور في مخططات حماس لنقل المعركة مع اسرائيل في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية لاهداف سياسية بحتة، كما كان سائدا خلال انتفاضة الاقصى عندما سعت حماس لاستثمار عملياتها داخل الخط الاخضر في خدمة اهدافها السياسية وكانت تقصد احراج القيادة السياسية الفلسطينية امام الراي العام العالمي، والحقت الضرر بصورة الكفاح الفلسطيني واستثمرت اسرائيل ذلك جيدا واستطاعت اقناع الراي العام العالمي بانها ضحية ارهاب منظم تقوده السلطة الفلسطينية وقياداتها وهذا ما تسعى حماس اليه مجددا.
لم تكن حماس يوما في موقع تصدرها للاحداث التي يمكن ان تقرر مصير القضية الفلسطينية وانما كانت تلهث دائما خلف القيادة الفلسطينية، وكانت دائما في موقف التبعية وتحاول التقليد، واصعب شيء على المرء التقليد السياسي فلا يمكن ان يأتي بنتائج ايجابية لصاحبه.
اما حماس (لمعلومات السيد ابو كويك) ليست الوكيل الحصري للمقاومة ؛ فحماس ركبت قارب الانتفاضة الاولى بعد اقلاعه ، وركبت سفينة انتفاضة الاقصى بعد ان اقلعت بها رياح فتح ، والمقاومة هي اصل متجذر في فتح وم ت ف .و القيادة الفلسطينية هي التي تمتلك رؤية ثاقبة ،واذا كانت حماس قد عجزت عن قراءة الواقع السياسي الدولي وجعل ابو كويك يوجه دعواته للعودة الى المقاومة، فليعلم ان حقيقة الاوضاع على الصعيدين الدولي والعربي لا تسمح بطرح الشعارات.
ان الفلسطينيين بحاجة الى استراتيجية سياسية موحدة تعزز التعاطف معهم دوليا وعربيا وحتى اسرائيليا وتمكنهم من صوغ استراتيجية نضالية مشتركة على العكس مما شهدته الساحة الفلسطينية ابان انتفاضة الاقصى .