جريمة يشهد العصر عليها
فاجعة جديدة ومأساة تبقى آثارها وشواهدها ماثلة أمام أعين العالم اجمع، أمام أعين العالم الحر المدافع عن حقوق الإنسان والباحث عن الديمقراطية في عالم لا زال يتنكر لأبسط حقوق بني البشر، وتبقى الديمقراطية المزيفة نهجا اختطته أيادي الباحثين عن استعباد الشعوب المستضعفة ومصادرة حقوقها .
هكذا كتب على الشعب الفلسطيني أن يعيش مراحل متعددة من التشرد وان يدفع ثمن البحث عن حريته وحقوقه. لم يحصل في التاريخ المعاصر أن شهدت حالات من التهجير ألقسري كما كتب على شعبنا الفلسطيني الذي يبحث عن حياة حرة فلم يجدها لا في أماكن سكناه الذي شردته منها الحرب الطاحنة التي تدور رحاها في سوريا، ولا في بحر الظلمات التي استأسدت عليهم قوى الشر والطغيان الليبية.
هل أصبح الفلسطينيون مستضعفون وعالة على المجتمع الدولي لهذه الدرجة حتى تزهق أرواحهم، وهل أصبحت مشكلة العالم تكمن في وجود شعب فلسطيني يعيش على هذه الأرض مشردا وتحتل أراضيه وتصادر حقوقه.
ما اجبر شعبنا على الرحيل من مخيماتهم التي تبقى شاهدة على جرائم إسرائيل وقسوة المجتمع الدولي هو الموت الذي كان ينتظرهم، موت مع وقف التنفيذ ( وهذا المصطلح خاص بالشعب الفلسطيني فقط) وبعدما تأكد أن هناك مؤامرة جديدة تحاك ضد الوجود الفلسطيني في سوريا، وانه يجب تشريد هذا الشعب وتشتيته في أماكن بعيدة من اجل إضعافه وإضعاف قضيته وحقوقه.
وكان ثمن البحث عن نجاتهم أنهم لاقوا مصيرهم المحتوم عندما قامت العصابات الليبية بمهاجمة السفينة التي يقلها الفلسطينيون وعلى متنها الشيوخ والنساء والأطفال واغرقوا السفينة في عرض البحر ونجا منهم العدد القليل.