هنية ........لا جديد
ليس المطلوب خطابات وأقوال مصحوبة بالطنطنة بلا أفعال كما كان الحال اليوم مع إسماعيل هنية الذي أطال الكلام بلا فائدة وبدون إقناع لأصحاب العقل والمنطق، وكل ما هو مطلوب إنهاء الإنقلاب وطريق معروف ولا يحتاج لإجتماعات وخطابات، و طريق الوحدة الوطنية يعرفها شعبنا الذي لم تعد تنطلي عليه الخزعبلات التي تسوقها حركة حماس للخروج من أزمتها بعد سقوط حكم الإخوان في مصر. اشبعنا هنية تمسحا بالوحدة الوطنية وانهاء الانقسام بلغة الخطيب المفوه ولكن لم نشاهد منه اي فعل تجاه ردم هذا الشق الذي صنعه هو وحركته بين شطري الوطن ففي غزه " اعتقال ، وقمع، واغلاق مؤسسات اعلامية و خيرية، ومنع من السفر ،و......حدث ولا حرج " فماذا قدم هنية وحماس اليوم من جديد في كل هذه الملفات .
بكل صراحة لم يأت هنية بأي جديد بل أثبت عمق الأزمة الداخلية التي تعيشها حركته وصولاً للخلافات والرؤى المتعلقة بالعودة إلى الخط الإيراني الذي غادرته حماس بعد الأزمة السورية وارتمت في حضن قطر في تساوق مباشر مع الخيار الأمريكي الإسرائيلي المشترك.
بعد خطاب إسماعيل هنية فارغ المضمون والمعنى السياسي والذي كان بقصد لفت الأنظار فحسب فإن حركة حماس مقبلة أكثر من أي وقت مضى على المزيد من الإشكاليات الصعبة والتي لن تخرج منها بسهولة وخاصة بعد توغلها في الشأن الداخلي المصري والعبث بالأمن القومي للجارة مصر، ومن هنا كان الأجدر بهنية أن يعلن عن وسائل عملية لتطبيق المصالحة لا أن يجتر ذاته بلا فائدة .
ولكن كان هناك ملاحظتين هامتين في الخطاب : الاولى: ان هنية ولاول مرة نراه يقرأ خطابا مكتوبا ويلتزم بالنص دون خروج او ارتجال وهذا مؤشر ان هنية كان خطيب يلقي ما وصله من جهة عليا ولا دور له الا ان يردد عبارات صيغت هنا او هناك في احدى عواصم الوصاية .
والملاحظة الثانية : غياب رجل حماس القوي في غزه "محمود الزهار" عن الخطاب التاريخي (كما وصفه اعلام حماس) يحمل دلالات عكس ما قاله هنية في الخطاب ان حماس موحدة ولا يشوبها اي خلاف .