نسائم الحرية تهب على فلسطين - صلاح أبو صلاح
بإعلان أسماء الدفعة الثانية من الأسرى القدامى في السجون الإسرائيلية ، والقابعين خلف جدران زنازين الاحتلال منذ ما يزيد عن ربع قرن قضوها من اجل فلسطين وقضيتها العادلة ، سيتنسم 26 أسيراً من محافظات الوطن عبق الحرية .
هؤلاء الأسرى الذين قدموا ربيع أعمارهم رخيصة من اجل فلسطين آن الأوان أن تهب عليهم نسائم الحرية، حيث كانت ليلة أمس آخر ليلة يبيتونها في باستيلات الاحتلال وسيكونون هذه الليلة مع ذويهم وأحبائهم .
الشعب الفلسطيني الذي كتب عليه تجرع الآلام والتشرد والقتل والدمار من الاحتلال الإسرائيلي سيكون الليلة على موعد مع الفرحة بنيل 26 بطلاً من أبنائه الحرية من سجون الاحتلال الإسرائيلي الغاشم .
أمهات الأسرى الذي كسى الحزن والآلام أجسادهن في انتظار الإفراج عن أبنائهن وفلذات أكبادهن ومنهن من عاجلها الموت قبل أن ترى ابنها حراً طليقاً آن لهن أن يرسمن البسمة على وجوههن حين يكتحلن برؤية أبنائهن أحرارا بعد سنوات طويلة في الأسر.
يجب أن تعم الفرحة في شتى أرجاء فلسطين ابتهاجا بهذه الكوكبة المناضلة التي قدمت حريتها رخيصة من اجل أن ينعم باقي أبناء شعبها بالحرية.
إن كل جهد يقرب أسرانا من حريتهم هو جهد مشكور ومبارك من الجميع ، و أي يوم يقرب أسرانا من حريتهم هو انجاز وطني بكل المقاييس ، ويجب أن لا نتجاهل الجهود التي بذلت من الدبلوماسية الفلسطينية من اجل الإفراج عن الأسرى القدامى والذين قضوا ما يزيد عن ربع قرن محرومين من الحرية وابسط حقوقهم الإنسانية ، ولا نتجاهل أي جهد وطني بذل أو سيبذل من اجل تحرير أسرانا من سجون الاحتلال.
ويجب أن تكون هناك حالة توحد وطني من كافة اطياف اللون السياسي للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية وعدم عكس الخلاف السياسي على هذه المناسبة وتجهيز احتفالات وطنية تليق بهؤلاء الأبطال والثمن الذي قدموه من اجل فلسطين وشعبها .
و بينما نحتفل بهذه الكوكبة من أسرانا يجب أن لا ننسى باقي الأسرى في السجون الإسرائيلية حيث مازال خلف قضبان السجون الإسرائيلية ما يزيد عن 5200 أسير ينتظرون جهود جميع الأطراف للإفراج عنهم.
وقضية الأسرى تستوجب العمل بصدق من كافة الأطياف السياسية من اجل طي صفحة الانقسام السياسي واستعادة الوحدة الوطنية من اجل مواجهة كافة العقبات والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية ،ومن بينها قضية تحرير الأسرى من سجون أطول احتلال في التاريخ .
وفي الختام نبارك لأسرانا البواسل بالحرية متمنين الإفراج لكافة الأسرى في السجون الإسرائيلية ،آملين أن تهب قريبا نسائم الحرية مرة أخرى على شعبنا الصامد المرابط في ظل وطن موحد .