اسرائيل وخشبة خلاص حماس- الاسير ماهر عرار سجن النقب
بعد فترة هدوء شهدتها جبهة غزة في ضوء الهدنة الأخيرة بين حماس وإسرائيل برعاية أخوانية قطرية أمريكية ،يبدو أن شهر العسل بين حماس وإسرائيل المبرم بوثيقة الهدنة في نهاية 2012،شارف على الأنتهاء بأرادة ذاتية من الجانبين... إسرائيل من جانبها أخذت تكثف من نشاطها العسكري على الحدود مع غزة وحماس من جانبها رفعت نبرة خطابها العسكري مؤخرا في أعقاب سقوط الأخوان في مصر...
أن توقيت هذا التصعيد و النشاط العسكري سيما بعد فترة الهدوء الدافئة بين حماس وإسرائيل ،يطرح التساؤلات التالية:من المستفيد من تفجير جبهة غزة وأشعالها؟ هل تسعى إسرائيل إلى تقديم خشبة الخلاص لحركة حماس التي تعاني من أنسداد الافاق والخيارات في أعقاب التغير في ميزان القوى الاقليمي الذي أقصى ظهيرها الأخوان السياسي ؟ التساؤلات مشروعة سيما وأن أنضباط الجانبين طوال عام من الهدنة كان مصلحة بين الطرفين ...
في مواكبتها للمأزق الحمساوي غطت الصحف الاسرائيلية سواء في أعمدت الرأي أو التقارير الأخبارية وضع حركة حماس، وأخذت تفرد منذ فترة مساحة في تغطيتها للمأزق الحمساوي بعد سقوط الرهان الأقليمي ،وترى الصحف التي تشكل إنعكاس لرأي المستوى السياسي، أن نافذة حماس للخروج من ازمتها تتمثل في تحريك وتسخين جبهة غزة بغية فرض ورقتها على أجندات المنطقة التي تشهد تحولات جذرية على صعيد الملف السوري والأنفتاح الأيراني الغربي وأندثار الطموح الأخواني بالعودة للحكم،وهنا يبرز التساؤل كيف ستفجر حركة حماس الهدوء في جبهة غزة ؟
لعل الأجابة تقدمها سياسة إسرائيل تجاه غزة والتي ستقدم لحركة حماس مبرر تصعيد الموقف وقيادة جولة عسكرية في ظل إستفزازات إسرائيل للقطاع ،الأمر الذي يشي بحجم المصالح المتبادلة بين حماس وأسرائيل في الحاجة المشتركة إلى تسخين الجبهة وهي تمنح حركة حماس ورقة الخلاص ورفع صوتها مجددا في أطار سعيها لأعادة ضبط التوازن مع حركة فتح والسلطة بعد أن ساهمت العوامل الأقليمية في ترجيح كفتها السياسية والمعنوية على حساب حركة حماس التي شكل عام 2012 العام الذهبي في تاريخها وسرعان ما أندثر ...بحسابات الربح والخسارة إن أي تصعيد من شأنه أن يشعل فتيل مواجهة بين حماس وإسرائيل ،يخدم حركة حماس ويمنحها مصل تنفس الصعداء ولو لحين ... .