الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

هزاع السعدي- عيسى عبد الحفيظ


أخيرا خرج هزاع السعدي من السجن بعد تسعة وعشرين عاما بالتمام والكمال، تسعة وعشرون عاما في غياهب السجون لفتى فلسطيني كان عمره ستة عشر عاما عندما تم اعتقاله وخرج وعمره خمسة واربعون عاما ايضا بالتمام والكمال.
كانت والدته التي تجاوزت الثمانين عاما حاضرة في الاستقبال الذي تم في مقر المقاطعة في رام الله والذي حضره الاخوة الوفد الصحفي العماني الذين لم يملكوا أنفسهم فانخرطوا بحفلة الاستقبال التي امتزجت فيها دموع الفرح بالأهازيج والأشواق التي تفجرت دفعة واحدة في ليل رام الله المتأخر.
وعودة الى والدة هزاع التي كانت تجلس منزوية وأمامها طبق فلسطيني تقليدي للحناء الذي ترقص به النسوة في الأعراس مرصع بالورد والشموع والحلويات.
اقترب منها الزميل الصحفي صالح مشارقة ليتحدث اليها فنهرته قائلة ان اليهود لن يطلقوا سراح ابنها هزاع اذا سمعوها تتكلم وانهم بالمرصاد!
هزاع ابنها الوحيد بين ثلاث بنات كن متواجدات حاولن دون طائل اقناع الأم باضاءة الشموع لكنها رفضت لأن اليهود لن يطلقوا سراح هزاع وليس أكيدا انه سيخرج، اخيرا اقتنعت الأم باضاءة الطبق الفلسطيني تحت الحاح احدى الاخوات ولكي يفرح هزاع عندما يراه مضاء.
وصل هزاع مع الأخوة الأسرى المحررين بعد تسعة وعشرين عاما ليجد الوالدة وأمامها الطبق بانتظاره فانهار أمامها يقبل قدميها، أوليست الجنة تحت أقدامهن؟ لم يتمالك الحاضرون أنفسهم أمام المشهد فبكى الجمع كله وعادت الذاكرة الى أم هزاع التي بدت عجوزا بكامل أحاسيسها، فهذا الطبق جهزته لعرس هزاع.
لله درك أيتها العجوز الفلسطينية يا شجرة الزيتون الضاربة جذورها في الارض منذ آلاف السنين، كان على الجميع ان يقبلوا قدميك، فأنت أمنا جميعا ونحن أولادك الذين ما زالوا على العهد قابضين على الجمر حتى تحقيق أهدافنا بالحرية.
تحية الى الأخوة في عمان الذين أبوا الا ان يشاركوا في هذا العرس الفلسطيني الذي لا يصل الحبيب الى الحبيب فيه الا شهيدا او شريدا، ذاك هو العرس الفلسطيني الذي وصل فيه هزاع الى والدته العجوز في مبنى المقاطعة وهو بكامل قواه الجسدية والنفسية، فلعله جاء لتقبيل قدمي والدته التي تنتظر عرسه بفارغ الصبر فالطبق جاهز يا هزاع وما عليك الا تحقيق رغبة العجوز الوالدة لعلها تحضن قريبا حفيدها الأول ابن هزاع وألف مبروك مقدماً ونحن بانتظار دعوتنا لحضور الفرح.

 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024