تطوع ...عمق الفكرة وطهر التوجه- محمد العابد
حين تنادى ثلة من ابناء وبنات فتح الاوفياء واطلقوا صرخة مدوية عنوانها المبادرة وجوهرها العمل والممارسة المسؤولة ..لم يكن يدور في مخيلتهم حجم الصدى الكبير الطيب الذي خلفه اطلاق حملتهم الطوعية ان في صفوف ابناء وبنات فتح وجماهيرها او على صعيد التلقف الذي لاقته الحملة من الهيئات التنظيمية بمختلف مستوياتها ..بدءا من اللجنة المركزية مرورا بالاقليم وكل المناطق والشعب التنظيمية الفتحاوية ، بل وعلى الصعيد الوطني وبالذات قطاع الشباب .
منذ اللحظة الاولى وخلال النقاشات الداخلية بين تلك الثلة المؤمنة من المبادرين ، كان الوضوح سيد الموقف بكل شيء ، فكرة وممارسة وتوجها وعلاقة .
ففكرة تطوع واضحة وضوح شمس بلادنا ، مفادها العمل الطوعي خدمة لشعبنا وتحقيقا لاهداف وغايات حركة فتح ، استعادة لصورتها وتاكيدا عل دورها ومكانتها ن فلنترك الكلام ولندع الممارسة تتكلم .
ولانها فكرة خيرة فان ذلك يعني انها بؤرة تقاطع للكل الفتحاوي والوطني واداة وحدة وتعاون .
فلا احد يعارض الخير وفعله ولا يمكن لاحد ايضا رفض هذه القيمة او محاربتها فانتصرت باكرا .
ولاننا من رحم فتح ولدنا ومن حليبها الطاهر شربنا ومن معين العطاء اللامحدود نهلنا وبين يديها كبرنا وترعرعنا ..فان تطوع قالت وبالفم الملان ..نحن فتحاويون وعلاقتنا بفتح علاقة لا انفصام لها نمتلك شرعية وجودنا من راس الشرعية الوطنية الفلسطينية القائد العام محمود عباس ، ومن الهيئة التنظيمية الاولى اللجنة المركزية مرورا باصغر هيئة فتحاوية عل مساحة الكوكب .
نحن من فتح وفتح منا ..علاقة وجودية لا انفصام لها ..همنا فتح النقية الطاهرة الحاضرة كل اعراس الوطن ..فتح التي جمعت الجماهير حولها ودافعت عنهم وحمتهم ورعتهم ..فكانت ام الجماهير وصاحبة المبادرات المتلاحقة تحقيقا لمصلحتهم ..بوصلتها لا تشير لغير الوطن وعاصمته قدسنا ولا تبتغي غير احقاق حق ناضل الفلسطيني من جل تجسيده .
تطوع ..مبادرة طوعية بكل ما فيها ...تطوع في الوقت والجهد والمال وكل ما يملك اصحابها ..وهل ذلك الا تجسيد فعلي لقيم نبيلة راسخة من قيم شعبنا واهلنا ؟؟؟
اوليس التطوع والعونة من انبل القيم في ثقافتنا الوطنية النقية ؟؟؟
ودور تطوع استعادة هذه القيم لوعي شبابنا وممارستهم اليومية وفي مختلف جوانب الحياة
تلك تطوع ..زهرة تتفتح في حديقة فتح ..فرع يانع في شجرتها الباسقة
حكاية جميلة وحالة تستعيد تالق الناس الفتحاويين .تمسح عن واقعهم غبار الاهمال والتواكل وترد على اسئلة حيرى ...اين فتح من جماهيرها
اين فتح من تفاصيل المعاش اليومي
واين فتح من غدنا ومستقبلنا
اين فتح من تاريخ سطرته الجماهير بدمها ومعانتها ؟؟؟
ان تطوع محاولة للاجابة الواعية على كل تلك الاسئلة وسواها .
لسنا اصحاب رؤى طوباوية ولا خيالات تنسج حلولا لا واقعية لحالة لا يمكن تقديم العون لمريضنا وشفائه ولكن نعي وندرك ومتيقنون ان هذه الجماهير الغائبة /الحاضرة
قادرة على الحضور ومد يد العون للنهوض والاستمرار .
باقلامنا بمعاولنا ومكانسنا ووضوح فكرتنا نمضي ومعنا كل احرارنا والماجدات .
سلمت الايادي حارسة احلام الشهداء فوضوح الفكرة وقدسيتها سبب يمتلك كل مقومات التجسيد والانتصار.
وها هي تطوع ماضية بكل الثقة نحو تحقيق الاهداف والغايات بكل المسؤولية والوعي والاقتدار .
متسلحة بروعة قيادتها وحكمتها ...وبقناعات احرارها وماجداتها ان الدرب طويل وموحش لكنه المضي لوطن عزيز كريم يليق بنا وبفتح وبشعبنا الحر الابي .
الوطن واحد
والفتح واحدة
وقيادتنا واحدة امينة موحدة مؤتمنة
وتطوع .. قيمة ..وفكرة ..وفلسفة حياة
بوركت جهود الفتحاويين الاحرار في كل مكان
فنحن في كل زاوية لنا حكاية عطاء وفرح لا تنتهي.