استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

"نـاطوري كارتـا" .. حركـة يهودية تناضل لـتحـرير فـلسطـيـن من "نـيران الـصـهـيـونـيـة" - يوسف الشايب

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عندما يتحدث رئيس حركة ناطوري كارتا، رابي مير هيرتش، عن بدايات الحركة التي أسسها جده في العام 1935، بعد مقتل الحاخام دهان بثلاث رصاصات من قبل الصهاينة نتيجة مساعيه مع الحاخام اليهودي الأكبر زمنفيلد لإلغاء وعد بلفور، خاصة بعد شعور الصهاينة أن مساعيه هذه قد تتكلل بالنجاح، وعندما يتحدث عن تعرض والده موشي هيرتش لإلقاء مادة حارقة على عينيه أدت إلى فقده إحداهما من قبل الصهاينة، كما يسميهم، وعندما يتحدث عن عشرات الآلاف في القدس وغيرها من المناطق التي يرفض تسميتها إسرائيل، والذين يعيشون دون بطاقات هوية، ولا يتمتعون بالتأمين الصحي، لرفضهم تسجيل أبنائهم كمواطنين في "دولة الصهاينة .. هم يعيشون ظروفاً معيشية مأساوية لكونهم ينتمون إلى "ناطوري كارتا" التي لا تعترف بإسرائيل، وترى أنها أرض فلسطين من البحر إلى النهر، وعندما يتحدث هيرتش عن الرئيس الشهيد ياسر عرفات ويصفه بزعيمهم، وعن الرئيس محمود عباس ويصفه بقائدهم، كونهم يعتبرون أنفسهم فلسطينيين، تشعر أنك أمام مجموعة من اليهود ناضلت وتناضل من أجل فلسطين حرة، ولو على حساب ابنائها.
هيرتش، وفي حديث مع "الأيام"، أكد أن "ناطوري كارتا" تأسست بعد هذا الاغتيال لمحاربة الفكر الصهيوني، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية "من البحر إلى النهر" وعاصمتها القدس بأكملها .. وقال: نحن يهود فلسطينيون، ونريد أن نعيش تحت الحكم الفلسطيني، بمعنى دولة فلسطينية واحدة من البحر إلى النهر يعيش فيها اليهود والمسلمون.
وأضاف: نحن ضد إسرائيل والصهيونية التي تستهدف إخراج اليهود عن ملتهم، فهي لا تؤمن بأننا نتخلص من العذابات بوساطة الرب، بل بقوة السلاح .. هيرتسل تعرض لشتيمة في باريس على اعتبار أنه يهودي .. لم يكن هيرتسل يهودياً بل كان كافراً بدينه، لكنه طرح ما سماه حل مشكلة اليهود، بتحويل الشعب اليهودي إلى المسيحية بشكل أو بآخر، وهذا هدف الصهيونية، وبالتالي تحويل الشعب اليهودي من مؤمن إلى كافر.

ربط خاطئ
 وشدد هيرتش، على أنه ومنذ تأسيس ما سماه الصهاينة دولة إسرائيل، وهم يربطون بين الصهيونية واليهودية، ولذلك طالبنا الرئيس أبو مازن مراراً بأن يعلن أن الصهاينة ليسوا يهوداً، وذلك ليعري الصهاينة أمام الرأي العام العالمي .. نتنياهو ومن سبقوه يتشدقون باليهودية ويعملون ضدها .. هم أرادوا بناء قوة تمكنهم من الحكم والسيطرة على فلسطين، وذلك باستغلال المحرقة التي حدثت في ألمانيا قبل ثمانين عاماً.
وأضاف: قبل ثمانين عاماً، العالم قال يجب تعويض اليهود بإعطائهم فلسطين، وهذا كان نافذة تسلل منها الصهاينة للسيطرة على فلسطين .. الصهاينة تعاونوا مع النازية من أجل قتل أكبر عدد من اليهود، ليكون من السهل عليهم إقامة دولة، وهو ما عبر عنه إسحق برينغوم أحد رموز الصهيونية في هنغاريا بقوله: "فقط من خلال الدم ستكون لنا دولة .. كلما قتل المزيد من اليهود ستكون لنا دولة".
وتابع: نحن نطالب بكل مكان وفي كل مناسبة بفصل هذه الدولة المسماة إسرائيل عن ديننا، لأن الصهيونية واليهودية شيئان متعارضان كلياً، فلا علاقة للصهاينة بالشعب اليهودي، وهم لا يمثلون اليهود، ولا علاقة لهم بفلسطين، ودولة الصهيونية أقيمت على الدم والإرهاب والجرائم والترويع والعنصرية، وليس لها حق في الوجود.. المحرقة حدثت فعلاً، وأجدادي كانوا بين الضحايا، وعلى إثر ذلك كان يجب تعويض اليهود بدولة في ألمانيا وليس في فلسطين.. أن تذبح الشعب الفلسطيني وتقتله وتهجره بالقوة لتقيم دولتك الصهيونية يخالف أي منطق إنساني.. الحاخام الكبير توشينسكي كان طالب الأمم المتحدة، وقبل عام من قيام "إسرائيل"، بعدم السماح بقيام دولة صهيونية على أرض فلسطين .. بنفسي كتبت رسالة إلى بان كي مون، أطالبه فيها بإلغاء قرار التقسيم والدولة الصهيونية، وشددت على أن هذا هو موقف اليهود المناهضين للصهيونية.

القدس فلسطينية
 وفي حديثه لـ"الأيام" أكد هيرتش: وفق الشريعة اليهودية، فإنه من المحرّم على أي يهودي دخول الحرم القدسي .. القدس بأكملها يجب أن تكون فقط عاصمة فلسطين.. هيكل سليمان كان موجوداً في محيط المسجد الأقصى، ولكن ذلك كان قبل ألفي عام، ودمر بالكامل وانتهى، لم يبق شيء من الهيكل .. الحل هو أن تسيطر الدولة الفلسطينية على هذه المناطق المقدسة، وتقوم بدورها بإعطاء حرية ممارسة الشعائر الدينية للجميع.. قبل 65 عاماً كانت هناك فلسطين، وما نريده أن تعود فلسطين دولة دون انتداب .. نريد كيهود فلسطينيين أن نعيش في كنف الدولة الفلسطينية، وعاصمتها "القدس"، ولفظها "القدس".

عرفات وعباس
 وأكد هيرتش: نعتبر ياسر عرفات زعيماً لنا، والرئيس محمود عباس هو رئيسنا كقائد للشعب الفلسطيني، الذي نحن جزء منه .. يجب على الفلسطينيين الحديث دوما بأن نتنياهو وقيادات دولة الصهيونية لا يمثلون اليهود، ليتغلغل ذلك في فكر العالم، فهم ينتهكون حرمة السبت، ويهاجمون كل من يحافظ على اليهودية، ويعلنون صراحة أنهم علمانيون .. عرفات وفي الأمم المتحدة العام 1974 قالها وبصراحة: "حربنا كفلسطينيين هي من أجل اليهود الذين يلاحقون من قبل الصهيونية"، وامتلك "الجرأة للتفريق بين اليهودية والصهيونية".
وأضاف: عرفات تعرض لاغتيال صهيوني، هذا ما قلته وقتها .. أضيف إلى ذلك، إنه وقبل أسبوع على جريمة اغتيال عرفات، نشر على لسان وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية حينها، كونداليزا رايس، أن على "أبو عمار أن يترك مكانه لأن لعبته انتهت" .. "منذ ذلك الوقت أيقنت أن عرفات سيتم اغتياله .. لا شك في أن ما حدث مع عرفات اغتيال صهيوني، فقد كان يهدد استمرار مشروع الصهاينة بجرأته وبسالته".
وتابع هيرتش: من يعادي الصهيونية قد يتعرض للاغتيال، ونحن نخشى على الرئيس محمود عباس من ذلك، خاصة أنه تعرض لتهديدات علنية من ساسة إسرائيليين، لاسيما أنه لم يقدم أي تنازلات للصهاينة في المفاوضات الجارية، والتي برأيي لن تفضي إلى أية نتيجة.. حل الدولتين ليس حلاً عادلاً للفلسطينيين، ولكن يمكن القبول به كحل مرحلي ليس أكثر.

معاناة مستمرة
 أعضاء "ناطوري كارتا"، وهم قرابة 80 ألفاً في القدس إضافة للآلاف في بيت شيمش وبتاح تكفا وغيرها، بينما يوجد في الولايات المتحدة وحدها 200 ألف، يتعرضون لملاحقات يومية تصل حد الاعتقال والسجن بتهمة معاداة الدولة، وفق هيرتش، الذي أشار إلى أن أكثر من عشرة آلاف يهودي من أعضاء الحركة يعانون من فقر شديد، فهم يرفضون أن "تصرف" عليهم الدولة، بل يرفضون جنسيتها وكل ما يتمتع به مواطنو دولة الصهاينة، لدرجة أنهم لا يسجلون أبناءهم كمواطنين فيما "يسمى دولة إسرائيل".
وقال هيرتش: الكثير من أتباعنا لا يحملون بطاقة هوية أو جنسية، كونهم يرفضون الجنسية الإسرائيلية، وبالتالي يعيشون دون هويات، وهم ممنوعون بالتالي من السفر .. إذا ولد مولود جديد لنا، لا نزود السلطات الصهيونية بمعلومات عنه كي لا يسجل في سجلاتهم .. هم يدرسون في المعاهد الدينية التابعة لنا، ونرفض أي موازنات من الدولة الصهيونية .. أعضاء ناطوري كارتا يعيشون على التبرعات التي يقدمونها من اليهود وأعداء الصهيونية، وهم كثر، لكن غالبيتهم يعيشون في حالة فقر شديد.
أما مساعد رئيس "ناطوري كارتا"، اريتسور كاسبر فقال لـ"الأيام": هناك الملايين من اليهود لا يعترفون بما تسميه دولة الصهاينة يوم الاستقلال، ويمارسون أعمالهم كالمعتاد كأي يوم آخر، بل إن البعض يضع رايات سوداء في ذلك اليوم .. إن ولد لنا مولود في ذلك اليوم نطلب من الله له الرحمة لكونه ولد في هذا اليوم السيئ، الذي نقيم فيه صلاة ندعو خلالها لزوال دولة الصهاينة.
وأضاف كاسبر: يومياتنا تبدأ بالصلاة في الصباح الباكر، ثم نتوجه إلى المعاهد الدينية، التي تقدم رواتب لأرباب الأسر، وهي بالتأكيد ليست كافية .. الكثيرون من المنتسبين لـ"ناطوري كارتا" كجماعة دينية يهودية يعيشون الفقر بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. نحن لا نعمل في التجارة ولا في الصناعة ولا في الزراعة لأن ذلك يتطلب الاعتراف بإسرائيل دولة الصهاينة، كما أننا لا نريد أن نساهم في الاقتصاد الصهيوني، وبطبيعة الحال نرفض التجنيد .. في حال قيام الدولة الفلسطينية يمكن حينها أن نعلم أبناءنا في الجامعات إضافة إلى المعاهد الدينية.
وأخيراً، أكد هيرتش أن أعضاء ناطوري طالبوا بالتمثيل داخل مؤسسات الشعب الفلسطيني، خاصة أن والده كان وزيراً في حكومة فلسطينية قبل رحيل الرئيس عرفات، كما يطالبون بالهوية الفلسطينية، خاصة أنهم "فلسطينيون، ورئيسهم هو محمود عباس (أبو مازن)، ومؤسسات السلطة مؤسساتنا"... "لكن الضغط الصهيوني هو من يحول دون ذلك ربما"، خاتماً حديثه بالقول: نحن نصلي لنتحرر كفلسطينيين من نيران الصهيونية، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية، وعاصمتها القدس.
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025