استنتاجات مهمة- د.صبري صيدم
انتهت مع كتابة هذه الكلمات احتفالية الإبداع واجتماع صندوق الإبداع واللذان شكلا مجتمعين تظاهرة مهمة للمبدعين الشباب الذين قدموا في احتفالية الإبداع مشروعاتهم أمام لجنة تحكيم فلسطينية دولية بحضور حشد واسع من المستثمرين والراعين والشركاء والمختصين والضيوف.
كما شكل لقاء المانحين والداعمين في اجتماع صندوق الإبداع فرصة هادئة لمراجعة شاملة للجهد المتصاعد للاهتمام بالإبداع والمبدعين ومساعي عدة جهات للاهتمام بالريادة واطلاق المبادرات على اختلافها.
ومع هذا وذاك فإن استنتاجات مهمة قد برزت في النشاطين لا بد من لفت الانتباه لها حتى يأخذها المهتمون بعين الاعتبار:
1- يمتلك الشباب الفلسطيني بطبيعته المقدامة قدراً كبيراً من الرغبة في إنشاء مشروعاته التجارية لكنه يحتاج فيما يحتاجه إلى التشجيع والتوجيه على المستوى الأسري والمدرسي والجامعي بحيث نبدأ مجتمعين وبصورة حثيثة في التأسيس المبكر لثقافة الإبداع وعدم تركها لمراحل متأخرة من عمر هؤلاء الشباب.
2- هناك عثرات مركبة تواجه المبدعين والمبادرين ترتبط بالبيروقراطية وكثرة الشروط المفروضة عليهم لتسجيل شركاتهم ومتابعة شؤونها.
3- هناك صعوبة بالغة في الحصول على التمويل اللازم للمشاريع الناشئة، ورهبة كبيرة وسط الشباب للتقدم للتمويل جراء كثرة وتعقيد الشروط المفروضة على القروض والإقراض رغم محاولة الكثير من المبادرات تذليل الصعوبات القائمة أمام الرياديين.
4- وجود منافسة عالية تصل إلى حد المضاربة بين اللاعبين بحيث بدأنا نشهد مظاهر واضحة للفوضى والسلبية في التعامل بين الأطراف والمبادرات على اختلافها والتي تحتاج إلى السعي للاقتناع بتبني مبدأ التنسيق والتواصل.
5- لدى الفتيات في فلسطين رغبة كبيرة في المبادرة إذ إنهن يمتلكن قدرة حكيمة على إدارة مشروعاتهن الريادية لكنهن وبكل أسف لا يحظين بالرعاية والتشجيع المطلوبين.
6- مجتمع الإبداع والريادة بحاجة ماسة للبيئة القانونية الداعمة ومجموعة من القرارات الحكومية التشجيعية.
7- هناك تقصير واضح من قبل الإعلام الفلسطيني للترويج الدائم للإبداع والرياديين والضغط على المعنيين لتحفيز الإبداع وإبرازه.
إن تشجيع المبادرين الفلسطينيين على إطلاق العنان لإبداعتهم يجب أن يتحول ليصبح شغلنا الشاغل لما لهذا الأمر من تأثير واضحٍ على تعزيز مقومات الصمود وحماية اقتصادنا الوطني وتغيير ثقافة الإحباط وتحفيز الجهد الملّح لمراجعة نظام التعليم بصورة شاملة وواسعة وبجرأة كبيرة تتجاوز حدود المجاملات والكلام المعسول.
شكراً لاحتفالية الإبداع التي تنظمها مبادرة فلسطين من أجل عهدٍ جديد سنوياً وشكراً للاجتماع الخاص لهيكلة صندوق الإبداع لما آثاره من أسئلة كبيرة استحقت الأجوبة وما قدماه من نشوة صاحبت تألق المبدعين في تقديم مشروعاتهم والدفاع عنها وسعادة بالغة توجت بإعلان بنك فلسطين عن تخصيصه لمبلغ مليوني دولار لدعم صندوق الإبداع.
العطاء بعنوان فلسطيني .. له نكهة مميزة. ولمبدعينا قصة عنوانها الإرادة والأمل. فهل نأخذ بيدهم أم نتركهم وحدهم وهم في أوج عنفوانهم!؟
s.saidam@gmail.com