الأعرج: لا يوجد شريك إسرائيلي ناضج لتحقيق السلام
قال رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج: 'لا يوجد شريك إسرائيلي ناضج لتحقيق السلام، لأن العقلية الموجودة لدى الحكومة الإسرائيلية تقوم على عدم الجدية ونكران الحقوق الفلسطينية والمراوغة، رغم القرار الاستراتيجي الذي اتخذته منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة بالسير بالمفاوضات لتحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في حدود العام 1967 وبتأكيد من المبادرة العربية الموقعة من قبل 18 دولة عربية، إضافة الى قرارات الشرعية الدولية'.
وأضاف خلال محاضرة ألقاها، اليوم الثلاثاء، أمام طلبة الجامعة العربية الأميركية حول المفاوضات والاستراتيجية الفلسطينية القادمة، أن إسرائيل تتصرف وكأنها دولة فوق القانون الدولي وتمعن بممارستها العنصرية بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.
وأوضح أن الخيار السلمي الذي اتخذته القيادة الفلسطينية في الصراع مع إسرائيل له أدوات، منها المفاوضات التي ما زلنا نحاول من خلالها انتزاع الحق الفلسطيني الشرعي وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بدعم ومناصرة من جميع أحرار العالم، إضافة لوصولنا للساحة الدولية وما حققناه من اعتراف عالمي كبير تمثل بتصويت 138 دولة في العالم على قرار منح فلسطين دولة بعضوية مراقب في الأمم المتحدة وما سيمنحه هذا الاعتراف لنا بالدخول في 63 منظمة وهيئة دولية عالمية.
وبين الأعرج أن من أدوات الخيار السلمي، هي المقاومة الشعبية السلمية التي بدأت منذ سنوات قليلة في بعض مناطق فلسطين كما في بلعين وغيرها، مشيرا إلى أنه يجب تفعيلها لتشمل جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة ولتوجيه رسالة واضحة للمحتل أن على هذه الأرض شعب يحميها وسيدافع عنها، إضافة للاستمرار في بناء مؤسسات الدولة وقوانينها وأنظمتها كالجامعات والوزارات والمؤسسات والنقابات والاتحادات.
وأوضح الأعرج أن القيادة الفلسطينية ملتزمة بالمفاوضات مع إسرائيل حتى انتهاء فترة التسعة أشهر وإتمام الدفعة الثالثة والرابعة من تحرير الأسرى المعتقلين ما قبل أوسلو والتي تعهد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتنفيذها.
وقال الأعرج: 'إذا أردنا ان نقيم دولة فلسطينية علينا ان نطرق كل الأبواب وأن نتوجه للشعب الأميركي وللشعوب الأوروبية والناخب الأميركي والأوروبي بالدرجة الأولى لنحاورهم ونقنعهم بعدالة قضيتنا لأنهم قادرين على ممارسة الضغط على حكوماتهم وصناع القرار للمضي قدما وبجدية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بتقرير المصير وإقامة الدولة ونحن نعمل على هذا بالشراكة مع نخبة من الأكاديميين والمثقفين ورجال الأعمال في أمريكا وأوروبا.
وأضاف، 'أقول لكل من حاول التقليل من شأن حصول فلسطين على دولة في الأمم المتحدة بأن الرئيس الأميركي باراك اوباما رئيس اكبر دولة في العالم زار دولة فلسطين بصفتها دولة وانحنى للعلم الفلسطيني، واستعرض حرس الشرف، ورفع العلم الفلسطيني على سيارته الخاصة كما هو متعارف عليه في البروتوكولات المتبعة بين الدول.
وقال: 'إن الرئيس يشارك اليوم باسم الشعب الفلسطيني في وداع الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، الذي وقف دائما بجانب الحقوق الفلسطينية ووصل به الأمر الى القول عندما حصلت جنوب إفريقيا على استقلالها 'ان استقلال جنوب إفريقيا لن يكتمل إلا بتحرير فلسطين وتحقيق النصر لقضيتها'.
وتابع الأعرج، 'التطور الكبير الذي تشهده الجامعة اليوم يذكرني بمقولة الرئيس الراحل أبو عمار عندما توجهت لزيارتها برفقة وفد من بلدية جنين حاملين له بعض المطالب قائلا: 'ألا يكفي جنين أن أعطيناها الجامعة العربية الأمريكية'.
وشدد على ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد شطري الوطن وطي الفصل الأسود من تاريخ الشعب الفلسطيني للأبد، داعيا حركة حماس الى الالتزام بتحقيق المصالحة، مؤكدا أن حماس شاركت في الانتخابات التشريعية وفازت بها تحت مظلة أوسلو ومن ثم انقلبت على الشرعية الفلسطينية وتناغمت في سلوكها وتصرفها مع المخطط الإسرائيلي الرامي لفصل قطاع غزة على الدولة الفلسطينية.
وكان باستقباله خلال زيارته، رئيس الجامعة محمود أبو مويس ونوابه ومساعديه، ومجلس اتحاد الطلبة وحركة الشبيبة الطلابية، وقدم الأعرج شرحا عن الجامعة وكلياتها وبرامجها الاكاديمية وخططها المستقبلية والحالية، كما استعرض انجازات الجامعة الاكاديمية التي تحققت خلال العام الماضي من خلال الحصول على شهادة المواصفات والمعايير العالمية للجودة والنوعية ISO9001:2008 كأول جامعة فلسطينية تحقق هذا التميز العالمي، إضافة الى اعتماد أربعة برامج أكاديمية في البكالوريوس والماجستير، من ضمنها ماجستير إدارة الأعمال MBA بالتعاون والاتفاق مع جامعة إنديانا في ولاية بنسلفانيا الأمريكية..
وأشاد الأعرج بالتطور الذي وصلت إليه الجامعة، مؤكدا أنها نموذج فريد للعمل الجماعي الناجح، والاستثمار المثالي الوطني القادر على بناء الأجيال على أسس حضارية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.