السيسى رجل العام- عماد الدين أديب
تجاهلت مجلة «تايم» الأمريكية نتائج تصويت القراء على شخصية العام الذى أدى إلى حصول الفريق أول عبدالفتاح السيسى على أكثر من 450 ألف صوت، بفارق مائة ألف صوت عن منافسه الذى يليه وهو رجب طيب أردوغان.
وقررت إدارة «تايم» التحريرية اختيار قائمة من عشر شخصيات عالمية ليس من بينها الفريق أول السيسى، لكنها ضمت الرئيس أوباما والرئيس الإيرانى المنتخب روحانى ورجل الاستخبارات سنودن والمطربة الأمريكية مايلى سايروس.
وبالتأكيد من حق إدارة المجلة أن تختار من تشاء للأسباب التى تراها، وللقناعات التى تتوفر لأسرة تحريرها.
ولكن جرت العادة ألا تتجاهل أسرة التحرير رأى القراء فى عمليات التصويت.
ولكن أيضاً يبدو أن شخص الفريق أول السيسى ليس «خفيفاً» على قلب أسرة تحرير المجلة لثلاثة أسباب:
أولاً: لأنه عسكرى.
ثانياً: لأنه حسب اقتناعهم قاد انقلاباً ضد شرعية الرئيس السابق مرسى.
ثالثاً: لأن ما حدث فى 30 يونيو لم يخرج د.مرسى فقط من الحكم ولكن أخرج الخطط الأمريكية للمنطقة من العالم العربى لمدة 25 عاماً مقبلة.
وفى يقينى الراسخ أن هذا العنصر الأخير هو الأخطر والأهم لدى صناع السياسة الأمريكية.
كان التصور الأمريكى هو أن الإسلام كدين والسنة كمذهب، والإخوان كجماعة سياسية، هى القوى المركزية التى يمكن الرهان عليها لمدة 25 عاماً مقبلة فى العالم العربى كله بدلاً من الرهان القديم على الجيوش العربية والأمراء والشيوخ فى إدارة شئون المنطقة.
وجاءت ثورة 30 يونيو لكى تضرب حصول جماعة الإخوان على هذا الامتياز الحصرى لإدارة شئون المنطقة فى تونس ومصر وسوريا واليمن وقتها، وفى المغرب والجزائر والكويت والسعودية مستقبلاً.
وبغض النظر عن اختيارات مجلة «تايم»، فإن الشعب المصرى الذى فى خرج أكبر تظاهرة سياسية عرفتها البشرية منذ بدء التاريخ حتى الآن قد رسم بنفسه ولنفسه اسم شخصية العام.
شخصية العام هى جيش مصر الذى انحاز مرتين فى 3 أعوام للشعب ووقف مع المحكوم ضد الحاكم بصرف النظر عن شخص هذا الحاكم.
وقف الجيش مع الشعب ضد رئيس ذى خلفية عسكرية له شرعية استمرت 30 عاماً.
ووقف الجيش مع الشعب ضد رئيس ينتمى لجماعة الإخوان من خلفية مدنية تم اختياره بانتخابات حرة.
رمز هذا الجيش اسمه عبدالفتاح السيسى وعنوانه المعروف لدى العالم هو وزارة الدفاع المصرية.
اختيار الشعب هو الاستفتاء الحقيقى.