عملاق افريقيا .... اللواء م/ مازن عزالدين
نلسون مانديلا الذي ولد وكبر وسط غابة من أبناء وطنه الذين وجدوا أنفسهم يحكمون من قبل أقلية صغيرة من أبناء جلدتهم تسيطر على الجيش والاقتصاد ومن أجل ذلك كانوا يبطشون بكل من يحاول أن يذكرهم , إنهم بقايا الاستعمار القديم والذي انقرض من وفي جميع بلاد العالم وتناست تلك الأقلية أنها قد أصبحت من مواطني تلك البلاد وإن المواطنين الذين يمارسون عليهم الحكم الاكثر ظلماً وقسوةً هم أصحاب الأرض الأصليين ولكنهم لم يتذكروا ذلك واستمروا في اضطهادهم ولم يتذكروا أن صبرالشعوب على الظلم لا يستمر طويلا ومع ذلك استمروا في طغيانهم وأعادوا الى العالم ذلك النمودج الذي انقرض الى غير رجعة والذي يعتبر أن ذوي البشرة السوداء ليس من حقهم أن يكونوا إلا العبيد الذين يوضع على أكتافهم النير كالحيوانات وانفجرت الثورة في جنوب أفريقيا ضد نظام التفرقة العنصرية واستمرت سنوات وسنوات واكتست جنوب أفريقيا بلونيها لتصبح بلون الدم الذي هو لون الثورة في كل مكان وتغيرت الصورة واصبح العالم يحاصر نظام التفرقة العنصرية كما تحاصرها الثورة التي يقودها النجم الدي تسطع أشعتة في كل أرجاء إفريقيا بل تجاوزتها الى أنحاء العالم إنه نلسون مانديلا الذي لم يعد يسكن في زنزانته المحروسة من سجانيه لقد اصبح يسكن في كل بيت واسمه يحتل أهم الواجهات والشوارع إنه الثورة إنه الرمز الذي تتغنى به كل الشعوب وليس افريقيا وحدها
ونحن في فلسطين الثورة في فلسطين الانتفاضات المتواصلة ارتبط اسم نلسون مانديلا في كل مفاصلنا وزنزانته التي كان يقبع فيها هي نفس الزنزانة التي يصمد داخلها الابطال من ابناء شعبنا وقد اصبح الشعب الفلسطيني لديه الكثير ممن تجاوزوا المدة التي امضاها القائد والرمز نلسون مانديلا واصبحت النساء الفلسطينيات يلدن الابطال الاشبال الدين يحملون اسم مانديلا في رسالة واضحة للاحتلال الاسرائيلي اخر احتلال استيطاني عنصري وشعبنا الذي يحافظ على تفاؤله يثق في انتصاره كما انتصرت جنوب افريقيا
وكم نقش الرئيس القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات في ذاكرتنا اسم مانديلا وكم اطلق اسمه على العديد من الاسرى المحررين أو أولائك الدين ننتظر حريتهم والذين طال صبرهم الى الحد الذي أصبح الصبر خجولاً من صبرهم وأصبح الصبريقف كسيراً حزيناً الى الحد أننا نكاد نراه في ميادين التضامن مع الاسرى
واليوم يسافر شعبنا مع رئيسه محمود عباس (ابومازن) ليشارك في وداع القائد والرئيس مانديلا الذي أحبه قائدنا ورمزنا أبو عمار وأحببناه جميعنا ونقول لرئيسنا أبو مازن شكراً على مشاركتنا شكرا على تنكيس علمنا تقديراً لزعيم أحببناه فعلاً