الذوق- سلطان حميد *
كم هو جميل أن نتحلى بالذوق وحسن الأخلاق في تعاملنا مع الغير أن نزن كل كلمة قبل أن نتفوه بها وان ننتبه لكل تصرف قبل أن يصدر منا . للأسف الكثير من الناس الذين يعتبرون أنفسهم من أصحاب الرقي
ولا ادري ما هو مقياس الرقي في نظرهم لأن تصرفاتهم لا توحي أبدا بذلك فهم في غاية السوء وقلة الذوق في التعامل مع الآخرين فكيف إذا أطلقت على نفسك بأنك إنسان راق .
البعض يعتقد انه إذا امتلك الأموال الطائلة وسكن ذلك الحي الراقي فإنه يصبح بذلك راقيا بغض النظر عن ما يصدر منه من تصرفات . مسكين ذلك الذي يفكر بذلك لأن الأموال عمرها ما كانت دليل على رقي الإنسان وإنما أخلاقه الحسنة وذوقه السليم في التعامل مع الآخرين هو الدليل على رقي الإنسان وعلى أخلاقه الرفيعة .
طبعا في حياتنا اليومية لا بد أن نتعرض لأن نتعامل مع هؤلاء الناس فهم موجودون وفي كل مكان .
في مكان العمل في الشارع وفي مكان التسوق .
مثال على قلة الذوق
انتهيت من التسوق ووقفت انتظر دوري للمحاسبة لا أرى إلا احدهم جاء واصطف قبلي بحجة انه لا يحمل إلا غرضا واحدا ليحاسب عليه وانه إذا وقف في الدور سوف يتأخر يعني أتأخر أنا لا يهم ولكن هو لا .
حتى لو كنت احمل غرضا واحدا وكثيرا هذا ما يحدث معي ومع ذلك أقف بدوري حتى لو تأخرت لبضع دقائق أخرى فهذا لن يخرب الدنيا المهم أن لا أزعج أحدا بهذا التصرف الغير لائق أبدا .
أيضا بعضهم لا ينتبه أبدا لكلامه ويكون خاليا من أدنى درجات الذوق ويكون في اغلبه جارحا ( يعني إحنا عنا بالعامية بنحكي عن هادا الشخص بدب الكلام دب ) يعني انه دائما متسرع ولا يراعي شعور الآخرين في كلامه أبدا وهذا أيضا من قلة الذوق .
قلة الذوق أمر يصعب التعامل معه والأشخاص الذين يتصفون بهذه الصفة سوف ينفر الناس منهم لأنها بالفعل صفة منفرة وسيئة للغاية .
نحن نستمد أخلاقنا وحسن تعاملنا وحسن حديثنا وتصرفاتنا من ديننا الحنيف ومن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان مثالا يحتذى به في كلامه وتصرفاته مع الآخرين فهو حتى الخادم لم يكن يعامله إلا كل معاملة طيبة فيا ليتنا نتخذ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا ومثلنا الأعلى في كل امورحياتنا .
إذا فلنتحلى بالذوق قدر استطاعتنا وان نراقب تصرفاتنا وتعاملنا مع الآخرين فكم هو جميل أن يطلق عليك صاحب الذوق السليم والراقي وكم هو سئ أن يطلق عليك الخالي من الذوق .
*عضو اقليم غرب غزة