عيد الميلاد .. رسالة محبة وسلام- د. حنا عيسى*
في السابع من كانون ثاني من كل عام يحتفل المسيحيون الشرقيون بعيد الميلاد المجيد .. هذا العيد الذي يحمل في معانيه وطياته الكثير وخاصة في فلسطين حيث فيها ولد السيد المسيح ونشر تعاليم ومبادئ الديانة المسيحية وصلب وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات من اجل خلاص البشرية
نعم ,هذا العيد يحل على المسيحيين في فلسطين والاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف لحظة واحدة عن بطشه وأساليبه القمعية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ...نعم إننا كمسيحيين في فلسطين وكجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني نحتفل بميلاد المسيح تعبيرا عن إيماننا وعقيدتنا الراسخة بان سيدنا المسيح سيكون دائما بجانبنا حتى نتخلص من الاحتلال وبطشه وعلى يقين أكيد من محبة يسوع لنا تحفف عنا أوجاعنا نتيجة الظروف القاسية و الصعبة التي نعيشها في فلسطين وان يفك عنا الحصار التي تفرضه إسرائيل على شعبنا بحرمانه من التنقل من مكان إلى مكان .. أننا في فلسطين ندعو الله أن يستجيب لأبناء الشعب الفلسطيني الذي على مدار عشرات السنين الماضية يعيش حالة الظلم و الاضطهاد و الفقر ..هذا الشعب الذي يطمح كباقي شعوب المعمورة للحصول على استقلاله وحريته..هذا الشعب الذي قدم الكثير لان يتحرر من براثين الاحتلال.
ان شعبنا الفلسطيني هو حامل رسالة المحبة و السلام منذ الأزل ,لان الله سبحانه وتعالى اختاره لان يكون الحارس الأمين على الأماكن الدينية المقدسة للديانات السماوية الثلاث ..هذا الشعب الذي امن ويؤمن بان الظلم لا يدوم وان روح المحبة و الوفاق هي التي تصنع الخير للشعوب وللبشرية جمعاء ...هذا الشعب الذي أبى أن يكون قاسيا على احد, لأنه ذاق طعم الظلم و المرارة ويتطلع إلى أن تسود العدالة المجتمع الدولي من خلال إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
أننا في أيام عيد الميلاد المجيد نطلب من الرب مخلصنا أن يعيد اللحمة الوطنية لأبناء شعبنا وأن يبقى أبناء الشعب الفلسطيني موحدين تجاه قضيتهم الاسمي "فلسطين"وان تتحقق الوحدة الوطنية من خلال بناء جسور الثقة المتبادلة لأبناء الوطن الواحد الموحد.. اننا كمسحيين وكجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ندعو دول العالم المحبة للسلام للوقوف إلى جانب قضيتنا الوطنية العادلة وإرغام دولة الاحتلال إلى الانصياع لقرارات الشرعية الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وان يعم السلام كافة أرجاء المعمورة .
ها هو العيد من جديد يطل علينا في كل سنة وفي مثل هذا اليوم تخضر شجرة الميلاد وتتلاءلىء نجمة السماء .. تدعونا لنفتح قلوبنا للنور..تدعونا للمحبة ..تبحث عن قلب صادق.... ليكون مغارة ليسوع المسيح..في مثل هذه اليوم نحتفل بميلاد المحبة... تقرع أجراس العيد .. مرنمين فرحين بولادة المخلص يسوع المسيح.
* امين عام الهيئة الاسلامية المسيحية