من الميدان / ياسر عرفات واكليل الورد- اللواء.م مازن عز الدين
القيادة الاسرائيلية وصلت الى حالة من الجنون يصعب وصفها والمفاوضات التي يديرها فليب حبيب تراوح مكانها وتتحطم جولة تلو الاخرى امام الصمود الاسطوري للقيادة الفلسطينية اللبنانية المشتركة من جانب ومن الجانب الآخر تشن القوات الاسرائيلية اخطر هجماتها من الجو لتدفع القيادة الفلسطينية لتقديم ردود ايجابية كما كان يطمح شارون وخلاصتها تنحصر بين الاستسلام او الخروج بدون سلاح وكلاهما لا وجود لهما في ذهن القيادة الفلسطينية وبعد فشل الهجوم الاسرائيلي على المحور الرئيسي في بيروت الغربية قرر حبيب اللجوء الى المفاوضات عن قرب وعدم الاكتراث الى الاحتجاجات الاسرائيلية وفعلا نجح فى ذلك حيث تحققت المطالب الاساسية الفلسطينية المشًّرفة .
اكليل الورد /المجازفة الاخيرة
بعد ان اعطى الشهيد ياسر عرفات تعليماته الى الجميع بإجراء كل ما يلزم من ترتيبات لخروج يليق بمستوى الصمود اللذي حدث في بيروت لقواته الشجاعة وفي نفس الوقت تحضير آخر رسائله للقوات المشتركة وللشعب اللبناني الشقيق وبعد ذلك اخبر احد مرافقيه ان يجري الترتيبات المطلوبة لزيارة ضرورية لمقبرة الشهداء بمناسبة العيد ليضع اكليل من الورد على ضريح اخر الشهداء الابطال الذين سقطوا على ارض بيروت الصمود ولان المرافق المكلف يعرف الخطورة المترتبة على ذلك ، ابلغ احد الاخوة من القيادة العليا , وعلى الفور يتحرك الفريق الشهيد عبد الرزاق المجايدة واللواء جمال ابو زايدة واللواء غازي مهنا قائد المحور الرئيس الذي نجح في صد الهجوم الاسرائيلي الاخير على بيروت ومعهم آخرين من القيادات الى حيث يتواجد فارس الفرسان الشهيد الفريق سعد صايل ( ابو الوليد) ويطلبون منه ان يوقف زيارة الاخ الرئيس ابو عمار لمقبرة الشهداء ووصفوها بالمجازفة التي قد تقلب الامور كلها رأساً على عقب وذلك لان القوات الاسرائيلية تطارد ابو عمار بكل امكانياتها وقد كلفت فريقا متخصصا بقيادة الجنرال بوجي يعلون في مهمة اغتيال الرئيس ياسر عرفات وكعادته ابو الوليد لا يهمل اي شيء فكيف اذا كان الموضوع على هذه الدرجة من الخطورة لاسباب اهمها ان نجاح القوات الاسرائيلية في هذه المهمة يحقق كامل اهدافها وينهي حالة الاحباط التي اصيبت بها القيادة الاسرائيلية وعلى رأسها مناحم بيغن رئيس الوزراء الاسرائيلي ويحوّل صمودنا الاسطوري الى وضع لا يحمد عقباه ويجعل من الانتصار هزيمة .
ويبحث ابو الوليد عن ابو عمار وينجح في اقناعه بإلغاء الزيارة لمقبرة الشهداء ويعود القادة لمواقعهم بعد ان اطمأنوا ان الرئيس ابو عمار قد ألغى الزيارة المجازفة , ولكن الرئيس ابو عمار يمضي قدما في ترتيباته . ويقول اللواء غازي مهنا في الصباح فوجئنا ومعنا بيروت والعالم بصور ابو عمار ومعه مرافقيه الابطال ومصوره الخاص العربي المصري الشهيد مراد عبد الرؤوف وهم ينثرون اكاليل الورد على اضرحة الشهداء .
ونحن على موعد مع ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية التي فجرتها حركتنا العملاقة (فتح) نقول لروح قائدنا الشجاع ابو عمار سنبقى اوفياء للمبادئ و الاهداف التي استشهدتم من اجلها وادعوا الجميع من ابنائنا ان ينثروا الورد على ضريحك وان تطلب وزارة التربية من جميع طلابنا ان يحضر كل واحدا منهم وردة وان يقوموا بوضعها على اضرحة الشهداء في جميع قرانا ومدننا وفاءا لهم و تأكيدا على المضي قدما لتحقيق الاهداف التي استشهدوا من اجلها في كل معارك العز والشرف وتذكروا ان ابو عمار يذكرنا بالوفاء لهم لأنه وفاءاً لفلسطين الشعب والوطن
اللواء م/ مازن عز الدين