خـــاطرة- قلم من المنفى- الطالب : محمد زاهي عملة
خـــاطرة- قلم من المنفى- الطالب : محمد زاهي عملة
(مدرسة قبلان الثانوية للبنين)
تحية لنا
تحية للوطن
تحية للأرض والمنفى
تحية لشعب لم يعرف مقدار النعمة التي يعيش فيها
على الأرض كنا نحلم، على الأرض كانت المأساة، سلام على فرحة لم تكتمل، سلامٌ على وطن لم يكتمل، سلامٌ على قمر لم يكتمل، سلامٌ لنا وسلامٌ لكم وسلامٌ على أمّة كانت في الأزل، تحية وقبلة وليس عندي ما أقول، نحن والوطن أصدقاء لليأس والخيبة، لم نعش حياة كالحياة ولم نسعد كالسعادة ولم نحلم كالحلم المؤبد، نحن لسنا سعداء ولا حالمين، فإما أن نغني سيمفونية الخيبة الأخيرة أو نصنع من خيبتنا ومأساتنا سعادة ملء تراب الأرض، سنرسم الحلم على جدران المنازل لنسعد قبل القيامة، لنشعر أننا نفرح لخيبتنا الموصى بها من المنفى ومن قدرنا فإما أن نكون أولا نكون ...
للوطن كل الجميلات، للوطن ما يحلو للوطن، وللوطن أرض على قمة هاوية تؤدي للقيامة، وللمنفى وطن ينتظره حتى يودع منفاه..
أيها الموت انتظر قليلاً، سأودع ما تبقى لي من خيال، سأودع صاحب الناي الذي وضع تلك الأغنية في ذلك المتنزه، سأودع الأرض التي ستتسع لي إذا حلمت، سأودع جامع القمامة الذي في مروري لم تصادفني في الشارع الثقافي أي دليل يؤدي للهاوية، سأودع هذا المنفى الذي خلقت فيه، سأودع بعضاً من كلماتي والياسمين، سأودع ريتا والحنين، وبقاء من ما سيتبقى من أمي الجميلة وقهوة أمي ووطني الحزين و ما سيتبقى من أناس ومن متفائلين..
سنسأل الموتى ماذا يوجد بعد القيامة؟ ربما دوامٌ للملل كالمعتاد، ربما شرب للقهوة على عجل ربما زيارة لحلم الأحياء أو نظرة عن قريب لبحر أيلول الجديد أو قصيدة لموتى الوطن اليائس، ربما سماء من الياسمين الأحمر أو مسلسل رعب عما كان يحصل لنا داخل الوطن، أقصد المنفى اللعين، ربما زيارة للحلم السجين وربما حب و كابوس للمتفائلين...
أيتها التلميذة أذكرك نصاً نصاً أمامي دون خجل، فأعشق هذا الجمال الّلئيم وأعشق هذا الرحيل الكبير الذي تلوح له تلك العينان اللوزيتان التي بدونهما لن أحقق حلمي الشريد، سلام عليكِ يا متعجرفة الجمال سلام على قيلولة من الزمن سلام على قيثارة من الكلمات سلام للوطن سلام للحلم وسلام للموتى وسلام لأمّة لا تخاف الأزل ،،،
سلامٌ على هذا الأزل الذي سنصنع به وطنا كاملا ،،
سلامٌ على هذه الخيبة التي بها سنصنع سعادتنا اللّئيمة،،
سلامٌ علينا سلامٌ على موتى الحلم الجميل،،
يا لص الحروب لا تسرق دم الأبرياء على عجل، ففي البيوت يوجد دمٌ كثير يباع ويشترى ينخفض سعره ويزيد، فنحن دمنّا دمّ بائس غير قابل للخطف غير قابل لأي شيء ،،
إن شاء هذا المنفى و إن لم يشأ
سأكمل هذا الطريق الطويل الذي سأصل به لحلمي الجميل، أيها العائدون ليافا ألقوا السلام على من فارقتم من حجر وباب وشجر
فيا وطني إن لزم الأمر كن كتاب غزل فقد تجعلكَ قصيدة لها ولِشعرها
أدخُلي في شِعري وفي كلِماتي
فقد تزداد جمالاً بحضوركِ
بأي ذنب نحن ولدنا في الحرب
بأي ذنب خُطِفنا من الحياة
بأي ذنب سقطنا من على الهاوية إلى المنفى
بأي ذنب ؟؟