نتنياهو يلعب بالنار- عادل عبد الرحمن
الربط بين الافراج عن المجموعة الثالثة من اسرى الحرية ال 26، الذين اعتقلوا قبل التوقيع على إتفاقيات اوسلو ومواصلة الاستيطان الاستعماري من قبل رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو لعبة خطرة تهدد عملية التسوية برمتها والجهود الاميركية الحثيثة، لانها تدفع القيادة الفلسطينية لتبرؤ من الالتزام بمواصلة الجلوس وحيدة على طاولة المفاوضات حتى نهاية الفترة المحددة يتسعة اشهر، والتي تنتهي في نهاية إبريل نيسان القادم. لان الرئيس ابو مازن وفريقه المفاوض، لن يسمحوا بمواصلة الانتهاكات الاسرائيلية والاعلان المتواصل تحت حجج وذرائع واهية عن البناء في المستوطنات الاستعمارية.
اعلان بيبي عن بناء 1400 وحدة استيطانية في القدس والضفة يشكل صفعة قوية لجهود جون كيري والادارة الاميركية، الامر الذي دفع رئيس الديبلوماسية الاميركية لتقديم عودته للمنطقة، حيث اعلن انه سيصل الاربعاء القادم بدل السبت، وذلك للجم السياسات الاسرائيلية المنفلتة من عقالها لتخريب تلك الجهود، ولارضاء اليمين المتطرف داخل حزبه والائتلاف الحاكم على حد سواء.
ولعل ردة الفعل الاوروبية المقترنة بردود فعل عدد من وزراء الائتلاف الحاكم ( لبيد وبيرتس وليفني وغيرهم) والقوى السياسية المعارضة لمنطق وخيار رئيس الحكومة الاسرائيلية (ميرتس وحزب العمل وغيرهم) بالاضافة للعديد من كتاب الرأي وقادة الاجهزة الامنية السابقين وقوى دولية مثل الاتحاد الاوروبي والروسي والامم المتحدة يشكل خطوة مهمة للضغط على نتنياهو وايقافه عن خيار اللعب بالنار لتدمير المفاوضات، لاسيما وان القيادة الفلسطينية لوحت بالتوجه للانضمام للمنظمات الاممية.
لكن كي تستقيم الامور على وزير خارجية الولايات المتحدة اتخاذ خطوات اكثر جدية وصرامة تجاه السياسيات النتناهوية الخطيرة، لانه لا يجوز ان تبقى المفاوضات رهن الاعيب قيادة إسرائيلية غير مؤهلة، وغير مستعدة لدفع استحقاقات خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967. الامر الذي يفرض اتخاذ خطوات عقابية ضد إسرائيل اقتصادية وامنية وديبلوماسية، دون ذلك ستبقى عملية التسوية السياسية في مهب الريح، وستلقي بها في المربع صفر.
وعلى الادارة الاميركية الاستعانة باقطاب الرباعية الدولية وخاصة الاتحادين الاوروبي والروسي لتكثيف الضغط على حكومة إسرائيل المسكونة بخيار الاستيطان الاستعماري. كما ان الضرورة تملي على الادارة الاميركية ان تكف عن السيباسات الناعمة مع نتنياهو، لان تلك السياسيات تهيىء للقادة الاسرائيليين أن أميركا غير قادرة على كبح نزعاتها الاستعمارية، معتقدين ان حلفائهم داخل الادارة والايباك وحزب الشاي يشكل ضمانة لهم في لي ذراع الرئيس اوباما ووزير خارجيته كيري. مما يستدعي تغيير في اليات ومنهجية السياسة الاميركية تجاه إسرائيل إن كانت جادة في تحقيق إختراق في المفاوضات حتى الفترة المتبقية. ولعل ابرز النقاط الواجبة على كيري ابلاغ القيادة الاسرائيلية بها، اولا التخلي كليا عن فكرة التواجد في الاغوار او المعابر؛ ثانيا القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية؛ ثالثا عودة اللاجئين الفلسطينيين حق كفله القانون الدولي؛ رابعا التوقف نهائيا عن البناء في المستوطنات الاسرائيلية؛ خامسا عدم اتخاذ اية خطوات احادية الجانب مهما كانت بسيطة وتحت اي مسمى؛ سادسا الالتزام بالافراج عن المعتقلين الفلسطينيين وفق الاتفاق دون تلكؤ او مراوغة.
دون ذلك لن يكون هناك تسوية سياسية، لان الفلسطينيين قدموا كل ما يلزم لتحقيق التسوية السياسية، ولم يعد لديهم ما يقدمونه اكثر لدولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية.
a.a.alrhman@gmail.com