إحياء الذكرى الـ49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية في البحرين
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، امس الأربعاء، الذكرى الـ49 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بحفل خطابي فني حاشد في مقرها الجديد في أم الحصم، أضاءت خلاله شعلة الانطلاقة، وذلك بحضور رسمي وشعبي.
وشارك في إضاءة الشعلة وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون الدولية، ممثلاً عن الوزارة، السفير كريم الشكر، ومدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي، ممثلا عن الأمين العام للأمم المتحدة، نجيب فريجي، وكافة السفراء العرب وأعضاء من السلك الدبلوماسي العربي المعتمدين لدى المملكة، وحشد من أبناء الجالية الفلسطينية من مملكة البحرين ومن المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وعدد من المواطنين البحرينيين، وتوشح الجميع بالكوفية الفلسطينية.
وفي بداية الاحتفال رحب سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، خالد عارف، بالحضور شاكراً لهم مشاركتهم الصادقة النابعة من الحس الوطني تجاه فلسطين في إحياء هذه الذكرى العزيزة على قلب كل فلسطيني وعربي وعلى قلب كل الأحرار من كل دول العالم، ناقلاً للحضور تحيات الشعب الفلسطيني وقيادته وعلى رأسها الرئيس محمود عباس.
وقال: إننا اليوم نضيء شعلة الانطلاقة المجيدة بعد 49 عام من النضال المتواصل والمستمر وفي كافة المحافل وبكافة الوسائل لتبقى متقدة حتى العودة الكاملة إلى فلسطين، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف السفير عارف: 'تعودنا منذ انطلاقة الشرارة الأولى للثورة أن نجدد العهد والقسم للرئيس الرمز الراحل الشهيد ياسر عرفات 'أبو عمار'، واليوم نجدد العهد والقسم للرئيس 'أبو مازن' الأمين المؤتمن المتمسك بالثوابت الوطنية الراسخة التي استشهد من أجلها الرمز 'أبو عمار'، وشعبنا في الوطن والشتات باقٍ على العهد والقسم للشهداء والجرحى والأسرى'.
وتابع: إن قيادتنا الفلسطينية وأبناء شعبنا لن يقبلوا بأي حال من الأحوال استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مواصلة سياسة الاستيطان الإجرامية بحق شعبنا وأرضنا، ولن يقبلوا بسياسة تهويد القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية، فالاستيطان والتهويد مرفوضان من قبلنا ولن نسمح باستمرار هذه السياسات الإجرامية بحق شعبنا والتي تتسع لتشمل الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا في محافظات قطاع غزة، وتقطيع أوصال محافظات الضفة الغربية وعزل المدن بجدار العزل العنصري وتشديد العزل على القدس ومواصلة سياسة الاعتقال والمداهمات والقتل وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، ولن تقبل القيادة الفلسطينية بتواجد أي جندي إسرائيلي على الحدود الفلسطينية الأردنية في الأغوار، على أمل أن يكون العام القادم عام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وان نصلي وإياكم في مساجد وكنائس القدس الشريف العاصمة الأبدية.
وهنأ السفير عارف أبناء شعبنا والرئيس محمود عباس وهم يستقبلون الدفعة الثالثة من الأسرى القدامى المحررين من سجون الاحتلال الغاشم، على هذا الإنجاز الوطني الكبير بفضل جهود شعبنا وقيادته، مؤكداً أن أسرانا الإبطال حققوا انتصاراً كبيراً بصمودهم وصبرهم وضحوا بربيع عمرهم من أجل أهداف شعبهم بالحرية والاستقلال الوطني على طريق نيلهم الحرية، وأن القيادة الفلسطينية لم يكن لها أن تحقق هذا الإنجاز لولا إصرارها وثباتها على مواقفها المبدئية من حرية الأسرى كافة البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف أسير، خاصة وبشكل ملح الأسرى القدامى منهم.
وشكر السفير عارف مملكة البحرين حكومة وشعباً وقيادة وعلى رأسها الملك حمد بن عيسى آل خليفة على وقفتهم الدائمة مع حقوق شعبنا المشروعة ومع نضالنا المتواصل منذ نصف قرن تقريبا من أجل نيل الحرية والاستقلال، كما شكر الوفود البحرينية الرسمية والشعبية التي تترجم مواقف جلالة الملك حمد الداعمة لحقوقنا والتي لبت نداء الرئيس 'أبو مازن' بشد الرحال إلى فلسطين والتضامن مع أهلنا والصلاة في المسجد الأقصى.
من جهته حيا ممثل وزارة الخارجية البحرينية وكيل الوزارة للشئون الدولية، السفير كريم الشكر، في كلمته تضحيات شعبنا الفلسطيني قائلاَ: 'في هذا اليوم الأغر نبرق بالتحية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي روى بدمه أرض فلسطين الطاهرة، فتحية إجلال وتقدير لكل مناضل فلسطيني صامد على ارض فلسطين'.
وأكد السفير الشكر أن قضية فلسطين بالنسبة لمملكة البحرين هي قضية مركزية للأمة العربية، مؤكداً على مواقف بلاده، قائلاً:' نحن معكم قلباً وقالباً وحتى النصر وإلى القدس الشريف بإذن الله، حيث قالها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وقالها من قبل والده طيب الله ثراه، الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة عندما أعلن استقلال البحرين في 14 أغسطس/آب 1971 حينما ذكر فيما ذكر أن قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى، وهي قضية البحرين الأولى، فنسعى لها دائمين مع امتنا العربية من اجل تحرير فلسطين ونيل شعبها حقوقه الكاملة غير القابلة للتصرف ولاسيما حقه في تقرير المصير أسوة ببقية الشعوب التي نالت حريتها واستقلالها وقررت مصيرها'.
وشدد السفير الشكر بأن القدس الشريف هي عاصمة دولة فلسطين، وفلسطين هي مولد النبي عيسى عليه السلام ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، موجهاً أيضاً تحية تقدير وإجلال لكل من ناصر القضية الفلسطينية من شعوب الأرض وأقطابها ودولها الذين وقفوا مع الحق، خاصة وأن قضية فلسطين ما زالت قائمة ومستمرة في الأمم المتحدة وتحصل على مزيد من الدعم والتأييد من جميع الدول الأعضاء في هذه المنظمة، سنة بعد سنه، مشدداً على المثل القائل: 'ما ضاع حق ورائه مطالب' واليوم الشعب الفلسطيني بكامله يطالب بالحرية والاستقلال وتقرير المصير.
بدوره أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي، نجيب فريجي، انه في هذه الذكرى الـ49 التي تجسد حوالي نصف قرن من انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وبالفعل كما تفضل السفير والسيد الوكيل فان نضال الشعب الفلسطيني نضال مشروع حسب القانون الدولي الذي تكفله شرعية الأمم المتحدة ممثله بميثاقها.
وقال فريجي : 'نحن في الأمم المتحدة نشعر بالخجل أن يظل الشعب الفلسطيني تقريباً هو الشعب الوحيد الذي يظل تحت الاحتلال والاستعمار في حين أن الأمم المتحدة أسست على أساس حفظ السلام والأمن وكانت من أهم ولاياتها هي تصفية الاستعمار، لكن انطلاقة الثورة الفلسطينية منذ 49 سنة أدت من بين ما أدت إليه، اعتراف ليس فقط الشعوب العربية، إنما شعوب العالم بشرعية نضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره ودولته المستقلة وعاصمتها القدس'.
وأضاف فريجي:'وانتم تعرفون أن الأمين العام في كل ذكرى وفي كل مناسبة يذكر بان الاحتلال الإسرائيلي للقدس وللأراضي الفلسطينية هو احتلال غير مشروع وخارج عن القانون بل انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني وللقانون الدولي ونحن نتمنى أن نخرج من طور الكلام والتذكير بالقرارات إلى تنفيذ هذه القرارات وإلى واقع ملموس لكي يحظى هؤلاء الأطفال والبنات بحقهم في رفع علمهم الفلسطيني في أراضيهم الفلسطينية وفي عاصمتهم القدس وان يحظوا أيضاً بعضوية كاملة في منظمة الأمم المتحدة وفي كل منظماتها الأخرى دون أن يكون ذلك مقيداً بشروط بالتفاوض أو غيره'.
وأختتم فريجي كلمته قائلاً: 'مرة أخرى انقل إليكم تحيات الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون وأؤكد بان قضية فلسطين هي قضيتنا الكل ليس فقط نحن كعرب وإنما كمجموعة دولية من مختلف أنحاء العالم، فاليوم تحتفل مختلف المجموعات والدول بهذه الذكرى مساندة منها للشعب الفلسطيني ونتمنى أن يكون الاحتفال المرة القادمة على ارض فلسطين وبين الشعب الفلسطيني'.
وبعد الفقرات الخطابية قام السفير عارف بمشاركة الحضور بإضاءة الشعلة، مؤكداً بأن هذه الشعلة ستبقى متقدة حتى العودة إلى فلسطين، بعدها قدمت فرقة أطفال الجالية الفلسطينية نشيد موطني وسط تفاعل وترديد شجي من الجميع، فيما قدمت فرقة 'عائدون' للدبكات الشعبية الفلسطينية، والتي ترعاها السفارة فقرات من الفلكلور والدبكات الشعبية بمشاركة أبناء الجالية والضيوف ملوحين بالعلمين الفلسطيني والبحريني والكوفية الفلسطينية، فيما ألقت الشابة، رحمة أبو الهيجاء قصيدة كتبتها بعنوان 'أريد بندقية'، كما ألقى الشاب، محمد يحيي الشيخ، قصيده كتبها بعنوان 'وطني البعيد'، وتزينت حديقة مقر السفارة بالجداريات الكبيرة الخاصة بالمناسبة وسطها صور الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، والرئيس محمود عباس، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبصور وملصقات من وحي المناسبة وبالعلمين الفلسطيني والبحريني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ