شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

فرح الامهات الغائبات- صالح مشارقة


ملكات جمال هذا الصباح.. في الستين من اعمارهن.
استيقظن بعد ليلة طويلة من تحسس حواجب وشوارب الرجال العائدين من السجون، وفك اصابع الايدي المقبوضة.
 .. لا روماتيزم ولا يحزنون. ولا ابرة السكري ولا غيرها، الآن الافكار تتنافس على اساور عروس الولد الذي لم يتزوج بعد، الفكرة كلها تتمحور في البحث عن احلى بنت في الحارة لتستلم التاج.
القصة: أي الفساتين الملونة ستنزل من الخزانة بعد سنوات من الحرمان.
سيكون مسموحا ان تأكل الملكة لاول مرة دون لوم او ذكريات.
والبحث مستمر عن شكل الابتسامة.
لكن ثمة غائبات عن حفل التتويج، وثمة رجال عائدون من السجن لن يجدوا امهات في المنازل، عنهن لا يجدر الكتابة، يمكن توجيه سؤال الى الابنة او الاخت كي تتخيل لك مشاعرهن، وبعد صدمة السؤال ربما تتخيل قبرا يفرح، ربما تقول لك ابنتك: الاعشاب حول القبر تنمو بسرعة اكثر في هذه اللحظات، او ان الشمس ستخلع اذن التلة التي تقع عليها المقبرة.
اكيد ان الخيال هنا سيجد لوحة ما لصورة الغائبات بذات ثياب ليلة الاعتقال، او على شباك حافلة الصليب الاحمر في الزيارات، لن تختفي المناديل الطويلة ولا سلال الطبخات والبيجامات والكتب، التي سترميها السجانة الاسرائيلية دون التفات للقلب الذي انكسر عندما فتشوا الطبخة الدافئة.
غليظة الكتابة الادبية عن قصص الاسرى، فهؤلاء تغطي الصحافة مفرداتهم المدججة بالثوريات الفصيحة والاسلحة والكفاح المر، لا طائل هنا من اية مداخلة ادبية.
هو مجرد خيال عن نساء فلسطينيات ميتات، يحركن جدران القبور لحظة تحرر اطفالهن من السجون، يتابعن الحافلة من باب المعتقل الى ميدان المدينة، يقرأن ما تيسر من القرآن، ليطردن الشيطان عن احتمالية عودة الحافلة الى السجن، يفتشن على الشاشات ظهور وجه الابن المصفر، يتحسسن ما حولهن بحثا عن النظارة الجديدة وعلبة السجائر والهاتف الخلوي التي يجب ان تكون في جيب الولد مثل كل الشباب، لن يأبهن بغيابهن وسيصرخن على كل الناس المستقبلين: خفوا على الولد.
حديث بالانابة ، كم انا باهت هنا، لكن كل ما للاحياء قيل، وملكاتنا الغائبات لم يقلن شيئا في العلن.
غير صحيح، ورغم ان لحظة الافراج حدثت في الليل، كانت اصوات النداءات من القبور مسموعة، لكل من انصت للغياب، زميلات وصديقات واصدقاء كثيرون اعترفوا لي بذلك. لكن من يصدق؟
 
 

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024