الموت الرحيم في مخيم اليرموك - رائد شراب
في موجة البرد الأخيرة حيث كانت الأشد بقسوتها و الأبرد بثلوجها التي غمرت المنطقة قد كتبت مقالا بعنوان فكر بغيرك ولو للحظة حيث رأيت أمام أعيني بينما أنا أجلس أمام المدفئة وأبحث على كل وسائل الراحة والدفئ لأبنائي مشهد إخواننا الفلسطينيين في مخيمات النزوح وهم لا يجدون ملجأ يحتمون به من هذا البرد القارس ورأيت الآباء يقفون عاجزين عن انقاذ أبنائهم ويتمنون لو أن حياتهم تكون ثمنا لكي يدفؤون أبناءئهم لقدموها رخيصة لهم ولكن و بعد انقشاع البرد وذاب الثلج عن هموم شعبنا الفلسطيني وجدت مصيبة اكبر واعظم و هي تتلخص بكلمتين (مخيم اليرموك) هذا المخيم الذي يعاني ويلات الجوع و العطش حتى وصل الحال بهم الى الموت الذي لا يرحم بسبب الجوع و أين في بلاد ما يسمى بالمسلمين والعرب ولكني لا ألوم الموت على هذا أليس هذا لأن هذه الأمة التي تدعي انها خير الامم تنفق مليارات الدولارات على تفهاتهم وسقطاتهم لكي يفتخروا امام العالم بها وشعبنا يذبحه الموت جوعا في مخيم اليرموك أليس من العار عليهم أن ينفقوا المليارات في سبيل تدمير الوطن العربي وبث الفتنة فيه وتعزيز روح الكراهية والطائفية بين شعوبه وتناسوا ان هذه الشعوب لها حقا بالحياة والتي اصبحت اليوم صعبة المنال اذا كيف لي أن ألوم الموت والذي قد يكون جاء رحمة لهؤلاء بعد ان وجد أن أمتهم نسيتهم وتركتهم فريسة الجوع فاتخذ الموت قراره بأن يكون رحيما بهم و يخلصهم من عذاباتهم لذا يجب علينا جميعا وبوجه التحديد نحن الفلسطينيين أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة ولو حتى بالدعاء والكلمة ان نقف جميعا وقفة رجل واحد لانقاذ اهلنا وشعبنا في مخيم اليرموك وانا حددت الفلسطينيين بالذات لاننا تعودنا ان نكون بمفردنا نقف وحيدين في وجه الطوفان واعتدنا من امتنا ان تكون في غياهب النسيان ...
اهلنا وشعبنا في اليرموك لكم الله.
haاهلنا وشعبنا في اليرموك لكم الله.