بين الإنســـان والمكان ..والشعور بالعجز التام- ماهر حسين
(في الحديث عن حملة أنقذوا ياسر (الإنسان) ومعاناة اهلنا في مخيم اليرموك (المكان)) - ماهر حسين . عندما نتحدث عن الإنسان والمكان فنحن نعاود التأكيد على أهمية ما تمثله حياة الانسان وحياة قاطني المكـــان الواحد باعتبارهم أساس في كيفية تعاطينـــا مع الانسان والمكان ..
في جانب الإنسان أنا تحدث عن ياسر أبو بكر وعند الحديث عن ياسر فإننا نتناول قضية الأسرى جميعا" والأسرى المرضى خصوصا" .
ياسر أبو بكر في المعتقل ..منذ سنوات حتما يعرفها هو جيدا" حيث انه من عاش عذابات الإعتقال .
ياسر أبو بكر ...الان يعاني من صعوبات إضافية مرتبطة بالمرض مما يعرض حياته للخطر ...
كما هو معروف ومن كتابات متعدده لي فأنا من المؤمنين بالسلام ومن المؤمنين بضرورة التوصل الى حل يقودنا الى استعادة ما توافق عليه العالم من حقوقنــــا ..
يجب ان تقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ويجب أن نتعاون لحل كافة القضايا المرتبطة بحقوقنــــا ...ولكني مؤمن تماما" باننا كفلسطينيين وإسرائيليين يجب ان نصل الى تسوية راسخه تعتمد على قناعات لدى الشعبين وهذا لا يتحقق بسهولة ...
علينا أن نقبل بالتغيير وعلينا أن نسعى لتعزيز الوعي بالتعايش وبالسلام وبحقوق كل طرف وهذا يتطلب منا جميعا" ان نسعى الى إنهاء ملف المعتقلين ...فملف المعتقلين هو ملف تفجيري للطرفين فاستمرار الاعتقال غير مبرر واستمرار الاعتقال على خلفية نضال الفلسطيني لنيل حقوقه هو عمل مرتبط بالماضي ..
فلنتطلع للمستقبل ولنتطلع للتصالح والتعايش والسلام ولنغلق ملف الأسرى بإطلاق سراحهم وسيكون سلوكهم المرتبط بنضالهم وموقفهم من مسؤولية السلطة الوطنية الفلسطينية . أعلم بان ما أقول لن يعٌجب الكثييرين ولكن ما أقول هو الطريقة الوحيدة لإنهاء ملف المعتقلين الأبطــال ...
جميع المعتقلين لدى الاحتلال يجب اطلاق سراحهم بتوافق الطرفين وبمبادرة تعزز من فرص السلام لا من فرص الاختطاف والقتال(على شاكلة ما فعلت دولة الاحتلال بصفقة التبادل مع حماس ) ويجب أن يكون هناك متابعه للأسرى الٌمطلق سراحهم من خلال السلطة لضمان ان لا يمسوا بفرص التعايش والسلام بين الشعبين ...
إن السلام بين الشعبين يجب ان يقوم من خلال موقف واحد وموحد للجميع ينص وبوضوح على قيام دولة فلسطين على الاراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهذا يقتضي أن يفهم المٌحتل بان إحتلاله زائل ..فنحن شعب أصحاب حق والعالم يؤمن بحقنـــا ويتفهم ظروفنـــا. لسنا بوارد المزاوده على المعتقلين بمطالبتهم بالصمود وفقط أنهم من يدفعوا ثمن انتماؤهم ...
هم كأفراد يدفعوا ثمن مواقفهم واستمرار هذا غير مقبــــول ...علينا ان نعزز من تضامننا معهم وعلينا ان نقف مع قضاياهم وحقوقهم وعلينا ان نسعى لتشكيل وعي مشترك بيننا وبين الاسرائيلين حول قضية الأسرى..إنها القضية الصانعه للسلام بين الشعبين لو أجدنا التعامل معها .إن الحل الحقيقي يقوم على أساس ان صناع السلام الحقيقيين هم المتحاربين ..
ان الاعتقال تجربة حــادة وصعبه وتترك اثار ما بعد الاعتقال وعلينا ان نسعى لجعلها المقدمة الحقيقية للتعايش وللوصول الى السلام عبر اظهار صفات التسامح وارادة التعايش والاستعداد التام للتضحية من اجل السلام بين الشعبين عبر استعادة حقوق شعبنا الثابته .
هذا النضال لاطلاق سراح الأسرى ..هو نضال كل الاحرار بالعالم وتجارب الشعوب حافلة ببشر حولهم المعتقل الى قادة ..قادة جعلوا التغيير ممكن...غاندي ومانديلا واخرين كثر .
من هنا...ومن باب احترامي للانسان ..ومن باب ايماني بحق الحياة للجميع ..ولضرورة وقف الكراهية ..ولمستقبل أفضل لأطفالنا وكل الاطفال ..فإنني ادعو لاطلاق سراح الأسرى ولنبدأ بالمرضى الأسرى ..لنمنحهم فرصة الحياة بكرامة ولنمنحهم حق العلاج ولنرفع من مستوى التسامح لعلنــا نخلق فرصه للتعايش والسلام ولعلنا ندفع السياسيين الى السلام الحقيقي والقائم على حل الدولتين . وهنا يجب ان اتطرق الى مكان ..مكان كان يطلق عليه خزان الثورة ..
أتحدث عن اليرموك ومخيم اليرموك في سوريا الحبيبة ..أتحدث عن أهل مخيم اليرموك وأقول بان ما يحدث هناك عار على الانسانية وعار على كل عربي وفلسطيني وإنسان ..
كيف نقبل بموت اهلنا جوعا" وعطشا" ..كيف نقبل بموتهم من البرد ...لن اخوض بتفاصيل الصراع القائم في سوريا ولن اخوض بالتداخل الفلسطيني السوري الذي دفع البعض ليندفع دفاعا" عن هذا الطرف أو ذاك ..ولكن حتما فإن مؤيدي النظام لا يموتوا جوعا" وأن مؤيدي الثورة كذلك لا يموتوا جوعا" ...
من يموت جوعا" في المخيم وسوريا هم المواطنين العاديين ممن لا يمتلكوا القدرة على أن يكونوا أصلا" جزء من هذا الصراع القائم .
إنني أقف بتعجب أمام ما يحدث وأستنكر ما يحصل هنـــاك وادعو كل الاحرار بالعالم للوقوف مع شعبنا.... وها هي المبادرات تتوالى دعما" لشعبنا وللشعب السوري ولكن علينا ان نسمو ونكبُر على كل الصراعات ..فنقف مع الجوعى والعطشى ومن يموتون بردا" في سوريا من اهلنا ومن اهل سوريا .
لا يكفينا المبادرات والتحركات من اجل المخيم ..بل نريد التحرك الواقعي لرفع المعاناة عن الانسان هنـــاك . مخيم اليرموك أحببتك يوم شاهدت أبطالك يحملوا سيارة الاخ الرمز أبو عمـــار وهو فيها عندما زار قبر أخيه القائد الرمز أبو جهـــاد ...أحببتك وما زلت أراك رمزا" للكرامة الفلسطينية وعاصمةً للشتات ..فمن اجل الكرامة الفلسطينية ومن اجل الانســان علينا ان نتعاون ومن كل الجهـــات لنرفع المعاناة عن شعبنـــا هنـــاك . أخيرا"... هو شعور عام بالعجز ..
اقف عاجزا" عن الوقوف مع الانسان المعتقل ...واقف عاجزا" أمام معالجتنا الفلسطينية لقضية الأسرى ...فما زلنا نؤمن بالصفقه ونحن نحتاج الى إنهاء الملف ...وما زال جيراننا المحتلين يؤمنوا بالعقاب وهم بحاجه الى ما هو أكثر انسانية من العقاب ....
أقف عاجزا" عن الوقوف مع المخيم ..مخيم اليرموك... وانا أرى بان البعض يعتقد بانها مشكلة جوع ...وفي الحقيقة إنها مشكلة تقدير لخزان الثورة وايمان بحق الانسان القابع فيه بالحياة بكرامة ...هو شعور عام بالعجز ولا حول ولا قوة الا بالله .