استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله    قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين    الرئيس: الثورة الفلسطينية حررت إرادة شعبنا وآن الأوان لإنجاز هدف تجسيد الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. "فتح": الأولوية اليوم وقف حرب الإبادة في قطاع غزة وإعادة توحيدها مع الضفة وتحرير الدولة الفلسطينية من الاحتلال    في ذكرى الانطلاقة.. دبور يضع إكليلا من الزهور باسم الرئيس على النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية    الرئاسة تثمن البيان الصادر عن شخصيات اعتبارية من قطاع غزة الذي طالب بعودة القطاع إلى مسؤولية منظمة التحرير    اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني  

اللواء أكرم الرجوب: "فتح" لن تسمح لأي مشروع إقليمي بأن يستحوذ على القرار الوطني

الآن

رشا تعيد رسم خارطة الفسيفساء في سبسطية

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
عطاء الكيلاني

على بعد أمتار من ساحة الآثار الفسيفسائية التي أسسها الرومان في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس، تحيي رشا السخة دورة في صناعة الخزف والفسيفساء في البلدة التاريخية.

وقالت السخة إن حكايتها مع الخزف والفسيفساء بدأت كهواية، لكنها أصبحت فيما بعد مصدر دخل للعائلة.

وسبسطية البلدة التاريخية، مشهورة بتنوع معالمها الأثرية التي تعود للعصور السابقة، أهمها العصر الروماني، وفيها المعابد والمقابر التي تعود إلى تلك الحقبة، عدا عن وجود المدرج الروماني، والمسرح الفني الذي كانت تقام به الاحتفالات، وكنيسة هيردوس، وكنيسة الراس التي يعتقد أن رأس سيدنا يحيى عليه السلام قطعت فيها.

وأشارت السخة إلى وجود لوحة فسيفساء قديمة جدا في وسط البلدة، لكن تم طمرها بالتراب أثناء ترميم الشوارع، خوفا من تعرضها للسرقة، مضيفة أنه تم إنشاء لوحة مشابهة لها وعرضها في المركز الثقافي في البلدة.

وأكدت السخة إن هناك فرقا كبيرا في طريقة تصنيع الخزف والفسيفساء منذ الآلاف السنين والوقت الحاضر. في السابق كانت تصنع مادة الفسيفساء بشكل يدوي وتحتاج وقتا كبيرا، بعكس اليوم فتصنيعها لا يستهلك الكثير من الوقت؛ وذلك لتوفر الأدوات والأفران التي تتحمل درجة حرارة عالية جدا.

 وبينت أن سبب النجاح والإقبال على المنتوجات هو مكان العمل في ساحة الآثار التاريخية في البلدة التي تشهد إقبالا واسعا من الزوار والسياح.

وتعرض السخة منتوجاتها من الفسيفساء في ساحة الآثار على بسطات خشبية مغطاة بقطع بلاستيكية، إلى جانبها غرفة حديدية تخزن بها منتجاتها، لعدم قدرتها على إنشاء معمل خاص بها نتيجة وقوع مشغلها في منطقة المصنفة (ج) التي تخضع للسيطرة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي.

 

وتحاول سلطات الاحتلال ضم ساحة الآثار التاريخية إليها بشتى الوسائل، حيث عمدت بالفترة الأخيرة إلى السيطرة على الآثار من خلال تسييجها بالأعمدة الحديدية والعمل على تعبيد شارع الأعمدة الذي يعتبر من أهم الشوارع الأثرية في البلدة، الأمر الذي يقلل من قيمته التاريخية.

وأشارت السخة إلى أن للفسيفساء والخزف استخدامات عديدة، فمنه تصنع السكريات، والطواحين المغربية، وحب الرومان، والمزهريات، إضافة إلى استخدامها في تزيين جدران المساجد والمباني.

 وقالت إن تصنيع الخزف بحاجة إلى مهارة وإتقان، مشيرة إلى أن الفسيفساء تتكون من الطين الذي يتم إحضاره من إسبانيا، ويبعث إلى الخليل ليتم تدويره وتشكيله بأشكال متعددة ليصبح المادة الخام.

وتابعت حديثها مشيرة إلى أن الطين يدخل في مرحلة 'السنفرة' وهي تنظيفه من الشوائب العالقة به، ثم يُطلى بمادة الانجوب، حتى يتحول لون قطعة الفسيفساء إلى أبيض صاف.

ونوهت إلى أن الشكل المراد رسمه على قطع الفسيفساء يحدد بعد الخطوات السابقة، وأن الألوان المستخدمة في تلوينه هي ألوان ترابية ذات تكلفة عالية، إذ يبلغ سعر الأوقية الواحدة منها 400 شيقل (حوالي 115 دولارا).

كما بينت أنها تقسم لوحات الفسيفساء إلى خطوط طولية وأخرى عرضية، وبعدها تعمل على شيّها بالفرن على درجة حرارة 1500، لتخرجها من الفرن حتى تمتزج الألوان مع بعضها ويتم وضعها بالفرن مرة أخرى.

حرص السخة على هذه المهنة جعل من أفراد عائلتها شركاء لها، وذلك من خلال نقل خبرتها إلى والديها اللذين تكاثفت أيديهما معا، فكان والدها أول من تعلم هذه المهنة من ابنته ليتشاركوا معا من أجل لقمة العيش.

ومن الخزف والفسيفساء إلى صناعة العاج التي تفنن بصنعها والدها أحمد السخة (أبو فارس) الذي قال إنه يؤمن جدا بتاريخية وأهمية هذه المهن ودورها في إنعاش التراث الفلسطيني.

وعبر أبو فارس عن سعادته بالمشاركة الكبيرة في المعارض التي تقام بالجامعات الفلسطينية، عدا عن المعارض التي تقام بالمناسبات الوطنية، وذلك من أجل إرشاد الناس بأهمية هذه المهن، وتعريفهم في تراثهم.

وسبسطية من المحطات السياحية الهامة في الأرض الفلسطينية المحتلة، ويقصدها السياح من كافة أنحاء العالم.

وتحدث مدير مواقع آثار محافظات الشمال ضرغام فارس لـ'وفا'، عن أهمية سبسطية التاريخية والدينية، قائلا: 'حظيت البلدة بأهمية دينية لدى المسيحيين والمسلمين، ومصدر هذا الاهتمام هو ارتباط سبسطية بالنبي يحيى عليه السلام والمعروف باسم يوحنا المعمدان لدى المسيحيين، حيث تجمع التقاليد الدينية المسيحية والإسلامية على دفن النبي يحيى في سبسطية.

وأكد فارس أن مصطلح سبسطية جاء من خلال المسميات التي أطلقت على البلدة، مشيرا إلى أن اسمها كان 'سماريا' نسبة إلى سامر المالك السابق للتلة التي أقيمت عليها البلدة، ومن ثم أطلق عليها اسم 'سيبيستي' تكريما للامبرطور اوجسطوس، إلى أن فتح عمرو بن العاص فلسطين عام 636 م، ودخل 'سيبيستي' وحول المسلمون اسمها إلى سبسطية.

وبين فارس أن دور وزارة السياحة والآثار هو حماية الآثار وتأهيلها سياحيا، منوها إلى أنه ليست لديهم سيطرة على الآثار التي توجد في المنطقة 'ج' الخاضعة لسلطات الاحتلال، وأكد أن وزارة الآثار تسعى جاهدة لإصلاح وترميم الآثار الموجود في الأرض الفلسطينية.


ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025