شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

فلسطين في زمن الغربة - د. جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

 نعيشُ اليوم في فلسطين زمن الغربة الثانية؛ التي بشر بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً، حيث فُقد فيهِ الأمنُ والأمان، والسكينة والاستقرار، في معظم أصقاع الأرض عمومًا،
وفي أمتنا العربية والإسلامية خصوصًا؛ فيما بات يُعرف (بالربيع العربي)؛ وإن شئت فقُل (الفوضى الخلاقة) وكما يخطط لها أعداء الإنسانية والإسلام، والسلام إنهُ:" الشرق الأوسط الجديد" وإن شئت فقُل: (سايكس بيكو) بثوبٍ جديد! الهدف منهُ رسم خارطة جديدة للوطن العربي، وتقسيم المُقسم وتجزئ المُجزء... لكن هناك بصيص من الأمل والنور في نهاية النفق المظلم... كما قال الزعيم الشهيد ياسر عرفات رحمه الله؛ إنني أري النور في نهاية النفق المظلم.
ربما ينقلب السحر على الساحر الصهيوني وحليفهُ الأمريكي؛ وربما تتبدل الأمور وتتغير الأحوال؛ حتى يقضي الله عز وجل أمرًا كان مقضيًا، فالتغير من حالٍ لحالٍ سُنة الله عز وجل في هذا الكون. في عصر يكاد ينعدم فيه اليقين، ويكاد يستحيل فيه تصور" الواقع الافتراضي للمستقبل... عصر يلهث فيه قادمة يكاد يلحق بسابقة، وتتهاوي فيه النظم والأفكار، على مرأى من بدايتها، وتتقادم فيه الأشياء وهي في أْوج جِدَتها...عصر تتآلف فيه الأشياء مع أضدادها؛ في هذا العصر يصبح التمسك بالثوابت الدينية ووسطية وسماحة الإسلام، والخصوصية الإسلامية والعربية، هو العاصم الوحيد من الوقوع في الفوضى الشاملة، والانهيار الكامل. "ويبدو بصفة عامة أن الإنسان مند نشأتهُ قد أحاطت به العديد من المشكلات، والتي ينبغي عليه، أن يواجهها ويعمل على إيجاد حلول مناسبة لها، وهذه المُشكلات متعددة شأنها شأن الحياة نفسها، ومعظم تلك المشكلات، الأمنية والنفسية والفكرية والمالية والبشرية؛ تولدت أولاً؛ بسبب بعُدنا عن كتاب الله عز وجل وشريعتهِ الوسطية العظيمة، وعن سُّنة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام القائل: " تركت فيكم ما إن تمسكتم بهِ لن تضلوا من بعدى أبدًا، كتاب الله وسنتي" ولأننا أتقنا القول، ولكننا أسئنا بالعمل، وثانيًا بسبب هذا الاحتلال الاستيطاني المجرم. إننا بحاجة اليوم في زمن الغربة الثانية، ومع تكالب العدو والصديق علينا؛ أن نعاود لملمة جرحنا الغائر، وأوراقنا المبعثرة، والتسامي على الجراح وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، لأن العدو اليوم بدأ يُعد العدة لحرب جديدة مدمرة على أبناء شعبنا الفلسطيني، لأن هذا العدو تنكر لكل شيء فهو لا يؤمن بمفاوضات بصورة حقيقية تُعيد جزء ولو بسيط من الحق المسلوب لنا كشعب أصبح غريبًا في وطنهِ، والاستيطان يدمر كل شيء، ومحاولة هدم القدس الشريف وبناء هيكلهم المزعوم أصبحت حقيقة مرعبة يبوح بها غلاة المستوطنين ليلاً ونهارًا؛ غير عابثين بالأمة العربية والإسلامية الغارقة في كبوتها وفي مشاكلها وانشغالاتها الكثيرة؛ وأراد الأمريكان استغلال الوضع العربي الممزق، والاستفراد بالرئيس أبو مازن في ظل الغربة العربية والإسلامية، لكنهم وجدوا عكس ذلك! وجدوا أن الرئيس مازال على درب الشهيد أبو عمار وهو أنهُ لا يوجد من يفرط بالثوابت الوطنية الفلسطينية، ولا يوجد اعتراف مطلقًا بيهودية الدولة، وكذلك القدس عاصمة فلسطين الأبدية. كل ما سبق في زمن الغربة الثانية، يحتاج إلى توحد الصف الفلسطيني، والتوكل على الله عز وجل وعمل الصالحات لهذا الشعب المسكين الصابر في زمن الغربة؛ رغم المحن التي تدك الجبال؛ وعلى العمل الفوري على بناء استراتيجية وطنية موحدة لفصائل العمل الوطني مجتمعةً، لأن انبعاث تلك الاستراتيجية وولادتها من قلب الصف الوطني الفلسطيني الموحد، يعُطيها بُعداً وطنياً وإسلامياً أخلاقياً، لأنه بغير ذلك يفقد المُجتمع الفلسطيني الأمل، واستقراره وسلامتهُ الحقيقية لانتهاء تلك الغربة الفلسطينية الفلسطينية والطلاق الحاصل بين غزة والضفة، وإلا ستتحول حياة الناس إلى كَبّدٍ وهمٍ، وغّم لا يطاق، قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" (الأنعام:82). إن الشعب الفلسطيني ينتظر من القيادات الوطنية الفلسطينية موقفًا حازمًا ومصالحة حقيقية تتحقق على أرض الواقع؛ وإلا سيزيد زمن الغربة الثانية، وسنبقي نلوم بعضنا بعضًا، وصدق الشاعر القائل: " نعيبُ زماننا والعيبُ فينا، وما لزماننا عيبُ سوانا، نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا ونهجو ذا الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا


ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024