قوات الاحتلال تجبر عائلات من بلدة طمون على النزوح    الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمها لليوم السابع     الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم السابع على التوالي    آلاف النازحين يبدأون بالعودة إلى شمال قطاع غزة عبر شارع الرشيد    شهيد وإصابتان برصاص الاحتلال قرب حاجز قلنديا    مصر تؤكد رفضها لأي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو التهجير    "مركزية فتح" تؤكد رفضها القاطع لمحاولات تهجير أبناء شعبنا من أرضهم    الاحتلال يفرج عن الدفعة الثانية من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار    "ثوري فتح": نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم    الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها: اعتقالات وتجريف محيط مستشفيي جنين الحكومي وابن سينا    الخليل: استشهاد مواطنة من سعير بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى    الاحتلال يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين    الاحتلال يشدد من اجراءاته العسكرية ويعرقل تنقل المواطنين في محافظات الضفة    الرجوب ينفي تصريحات منسوبة إليه حول "مغربية الصحراء"    الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل  

الاحتلال يوقف عدوانه على غزة: أكثر من 157 ألف شهيد وجريح و11 ألف مفقود ودمار هائل

الآن

المسلكيات في الثقافة الذاتية والحركية- نجاح الاجتماع يبدأ من داخلنا أولاً- ح8

 
بعد نشرنا الحلقة السابعة وصلتنا الكثير من الرسائل ولكن كانت هناك رسالة هامة استدعت الوقوف على تفاصيلها، وربما تشكل الإجابة عليها مدخلا لفهم الكثير من الأمور التي قد تخفى على البعض  .
الرسالة تقول : ' كنا في لقاء عصف فكري، بحيث مارس الجميع حرية إبداء الرأي والنقاش، وما أن انتهيت من عرض وجهة نظري واقتراحاتي، حتى قام احد الزملاء بمهاجمتي ومحاولا أن أبدا معه ملاسنة وجدال، ففهمت مقصده والتزمت الصمت أمام ما يقول اعتقادا مني أن ذلك سوف يبعدنا عن إفساد اللقاء، واحتراما لذاتي وللآخرين، فهل ما قمت به كان صحيحا أم أن هناك شيئا آخر كان يجب القيام به ..؟!'
ونسمع أن بعض الاجتماعات تتحول إلى غير مقصدها بل تخرج عن الإطار وتفسد العلاقات الشخصية أيضا، مع أن المجتمعين ينطلقون من فكرة واحدة ومن معطيات واحدة وتحيطنا المؤثرات المشتركة.
أليس هذا ما نتناوله بعد كل اجتماع، ويحدث كثيرا معنا، ونحتار في المعالجة أو معرفة الأسباب الحقيقة وراء ذلك ونغرق في التفاصيل الشكلية التي تأخذنا إلى مزيد من الغموض والفجوات وبالتالي ذهابنا إلى الاجتماع اللاحق محملين بكثير من الحذر وربما الصمت وعدم الدخول في أي نقاشات هامة، مما يضيع علينا فرصة الإبداع وولادة الأفكار والعصف الذهني المطلوب، ومتابعة بنود الاجتماعات، ومفهوما أنه كلما أصبح الإنسان في موقع مسؤولية أعلى كلما تطلب منه أن يكون أكثر تفهما وتواضعا ومقدرة على استيعاب الأشخاص الأقل مسؤولية أو في الأطر الأدنى.
إن الشرارة المدمرة هي الغرور نفسه، وهي ابعد ما يكون عن قداسة الكرامة الإنسانية ومبادئ المشاركة الجماعية، وهذه الشرارة الحارقة توظف أسوأ المعاني وحركات الجسد السلبية، والأنانية لكي تحرق القيم الحميدة، ويتحقق لصاحبها الانتصار الداخلي الوهمي، إن كل أنانية في العمل التنظيمي تعني التدمير الكلي للجسم وتدخلنا في دوامات ودخول للعناصر الفاشلة وربما المدسوسة أو التي تحمل أجندات خارجة عن الفكرة الأولى والأهداف المنشودة.
لا ننكر أن كل منا يحب ذاته ويهتم بنفسه ، وربما نرغب في أن نشعر بأهميتنا في كل مكان نكون فيه، وان ينظر لنا باحترام وتقدير، وهذا غير معيب بل مطلوب، وفي المقابل يجب أن نسعى ليتقبلنا الآخرون بنفس المسافة التي ينظر لنا من خلالها ، وينتظرون منا نفس الشيء، فما الذي يجب أن نقدمه لبعضنا البعض، هنا تولد فكرة التعاون والمحبة والتقدير والمشاركة الجماعية والبعد عن الأنانية والغرور والتدمير الذاتي .
إن الشخص السوي الفاعل هو القادر أن يبني العلاقة الطيبة مع المحيط في داخل الإطار والاجتماع والهيكل والمجتمع، ويسيطر على طموحاته من خلال الصدق مع النفس ومع الآخرين، وعلينا ألا نستغرب من ذلك، فبمجرد تغلب الإنسان على سخطه الداخلي يصبح أقل انتقادا للغير وأكثر تسامحا في سلوكه ويكتسب ويمارس مقومات  الثقافة الايجابية.
لنعطي مثالا من واقعنا، إنسان جائع لم يأكل منذ عدة أيام، فيم سوف يفكر، وهل ينتظر منه عطاء أو إبداع، الإجابة التقليدية لا، وهي إجابة واقعية، والأكثر واقعية انه يتحول إلى إنسان مشاكس ونكدي ومنتقدا لأي رائحة ولا شيء يريحه أو يطربه أو يهدئ من رغباته، انه يبحث عن إشباع معدته، انه ' الإشباع النفسي'، إن أي إنسان يمكن أن يصبح أكثر تجاوبا وأكثر تفهما، وبل أكثر تعاونا، ذلك إن قمت بإطعام وتغذية ذاته، ليس بالتملق الكاذب ولكن بالإشادة الصادقة والثناء الحق، فكلما شعر الإنسان انه قادر أن يكون شيئا مذكورا كلما كان أكثر قبولا أن يشارك ويقبل المشاركة ويفيد ويستفيد ويتقبل نقد الآخرين ويناقشهم فيها ولا يتحسس من أي فكرة أو عنوان لموضوع، ويظهر أكثر ودا وأقل جدلا.
ونعود لمقدمة الحلقة ونقول أن الأشخاص يتصرفون أو يفشلون في التصرف غالبا من اجل القيام بتحسين ذواتهم أو ' الأنا' الخاصة بهم، ولفت الأنظار بأي صورة كانت، فكلما كان الاعتزاز ثمينا كلما كان الاجتماع مثمرا، وكلما كان الاعتزاز متواضعا بالنفس كلما زاد الاحتكاك وولدت المتاعب وتحولت الاجتماعات إلى لعبة مصارعة ينتصر فيها الجمهور الذي لا يخطئ في قراءة الجميع.

الى اللقاء في الحلقة القادمة
الحلقة السابعة
http://fatehwatan.ps/page-72853-ar.html

za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025