قيام مجموعة من الشبان غير محددي الهوية السياسية بالمطالبة علنا بالهجرة من لبنان
كتب الحاج رفعت شناعة
انشغلت المخيمات الفلسطينية خلال الاسبوع المنصرم بظاهرة مستغربة اثارت حالة من الجدل ألا وهي قيام مجموعة من الشبان غير محددي الهوية السياسية بالمطالبة علنا بالهجرة من لبنان، ورفع اللافتات والشعارات الإعلامية للفت انتباه الرأي العام، وقد وصل صوت هؤلاء الى سفارات الدول الأجنبية التي تلقّفت هذه الظاهرة، ولبت الدعوة للقائهم والاستماع اليهم، وإعطاء الوعود لتلبية رغبتهم، كان الظن في البداية انها فشّة خلق ، لكن فوجئنا بأن هذه المجموعة التي تبنت المطالبة بالهجرة نقلت نشاطها من الشمال الى صيدا، وهذا النشاط اثار البلبلة لأنه لم يحدث سابقا حتى في أحلك الظروف، وقد قامت كافة الفصائل برفض هذه الظاهرة البعيدة كل البعد عن المألوف الوطني والسياسي الفلسطيني، ورغم الحوار الذي جرى مع هؤلاء الشبان لتوضيح الصورة الا انهم واصلوا تحركهم، وهنا يهمنا ان نوضح ما يلي:
اولا : ان شعبنا ومنذ السنوات الاولى للنكبة رفض كليا مشاريع التوطين والتهجير التي عرضت عليه، او التي حاولت بعض الجهات فرضها كخطوة هامة على طريق تصفية القضية الفلسطينية.
ثانيا : ان شعبنا الفلسطيني كان يرفض باستمرار التجاوب مع فرة التهجير التي كانت احدى أهداف الحروب التي عاشتها المخيمات في لبنان اثناء الحروب خاصة الاجتياح الاسرائيلي وعملية التدمير الواسعة ، ثم احداث المخيمات ، ومجازر صبرا وشاتيلا ، وشعبنا كان دائماً يرفض مبدأ التهجير لأنه يعي الأبعاد الخطيرة المترتبة على ذلك تجاه صمود المخيمات.
ثالثا : ان المخيمات في الشتات وخاصة في لبنان هو عنوان ال الصمود والتمسك بحق العودة ، لأن المخيمات بأهلها وقواها السياسية والمجتمعية هي القادرة على تفعيل قضية حق العودة، وتشكيل الضغط السياسي على الامم المتحدة وعلى دول العالم كي تنفذ قرارات الشرعية الدولية، وفي هذا الإطار علينا ان لا ننسى المحاولات المتواصلة لتدمير المخيمات ، وتشتيت أهلها، وتمزيق النسيج الاجتماعي فيها، وجعلها لقمة سائغة لكل الجهات المعادية للعمل على تهجير أهلنا، وهذا ما حدث مع تدمير مخيمات النبطية، وتل الزعتر وجسر الباشا ، ومخيم نهر البارد الذي كان يحتضر لولا بسالة أهله وقواه السياسية والمجتمعية ، ولا ننسى مخيمات صبرا وشاتيلا التي تعرضت للتدمير اثر من مرة ، كل ذلك كان جزءا من عملية تصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني، وايضاً ما يشهده مخيم اليرموك وكافة المخيمات الفلسطينية في سورية أليس الهدف هو التهجير لتلبية الرغبات الإسرائيلية بالتخلص من موضوع حق العودة، ودفع العالم الى التعاطي مع الواقع الجديد وتداعياته المخيفة والخطيرة.
رابعا: فعلينا ان نميز بين قضيتين أساسيتين في مجال البحث عن عمل، فهناك فارق بين من هو عاطل عن العمل، وقد ضاقت به السبل بسبب البطالة والحاجة، وبالتالي هو يسعى الى السفر ليعمل ويعمل أسرته وأهله وهذا حق مشروع ، ولا احد يعترض عليه، وهناك عشرات الآلاف من أبناء شعبنا يعملون في شى أنحاء العالم، وهذا الامر يختلف كليّا عن رفع شعار سياسي يطالب الدول الأجنبية بالهجرة الجماعية ، وبالتالي ان هذه الثقافة السلبية القائمة على التشجيع على التهجير وترك المخيمات يتناقض تماماً مع مفهوم المخيمات بالنسبة لنا كلاجئين نؤمن باستمرار الصراع ضد الاحتلال من اجل تحقيق أهدافنا الوطنية ، وأن التمسك بالمخيمات لدى أهلنا اصبح احد ركائز العمل الوطني الفلسطيني لأن المخيم يجسّد المضمون الاجتماعي، والأرضية التي تحتضن تم سكنا بحقوقنا، والتي تعبّر أيضاً عن الجريمة الانسانية والسياسية التاريخية التي ارتكبتها الحركة الصهيونية بحق أبناء شعبنا وشرّدتنا من ارضنا وارتكاب المجازر.
خامسا: اننا في هذا المجال نعي جيدا الظروف الصعبة التي حملت الكثيرين من أبناء شعبنا الى الهجرة نحو بلاد الغربة باحثين اما عن لقمة العيش وأما عن تحصيل العلم، وبناء مستقبل افضل لأولادهم، وكثيرون منهم يعودون الى مخيماتهم بعد ان يحملوا جنسيات او إقامات، ونحن هنا نقدر الدور السياسي والاجتماعي والإعلامي الذي يقوم به شبابنا الفلسطيني في الجاليات الفلسطينية، ومن خلال مجالات عملهم وأنشطتهم بطرح القضية الفلسطينية، والتصدي للمطاعم الإسرائيلية، والعمل على توحيد الجالية وإحياء المناسبات الوطنية ، وهذا دور نقدّره جيدا، اما سادسا: فانه من الواضحان من يطالب بالهجرة متذرعا بالبطالةوعم وجود فرص عمل، والادعاء ان الفصائل تخلت عن الشباب، هذا الادعاء غير صحيح، صحيح ان هناك بطالة في المخيمات، لكن هذا الواقع موجود في المجتمع اللبناني أيضاً وفي ارقى دول العالم، وهناك أزمات اقتصادية حادة تضرب العالم بأسره، ومنظمة التحرير ليس لديها شركات ومصانع بل هي تعيش أزمة مالية وهناك حصار مضروب عليها ماليا، والمنظمة تسعى في لبنان من اجل الحصول على الحقوق المدنية والاجتماعية خاصة حق العمل والتملك، لكن هناك عقبات تعود الى التركيبة السياسية في لبنان، ان ما نرفضه في الذي حصل هو استخدام المعاناة الاقتصادية وأزمة البطالة في غير مكانها الصحيح ، مما يؤدي الى حرف البوصلة الوطنية، وتقديم سلاح لعدونا يستخدمه في عملية التصفية السياسية للقضية الفلسطينية التي تمر الان في أحلك الظروف، ومثل هذه الشعارات التي رفعت عبّرت عن حالة احباط بينما نحن بأمس الحاجة الى تصليب وضعنا الداخلي، والإصرار على مواجهة الاحتلال، ومقاومة كافة التحديات والمخاطر المحدقة بنا.
haانشغلت المخيمات الفلسطينية خلال الاسبوع المنصرم بظاهرة مستغربة اثارت حالة من الجدل ألا وهي قيام مجموعة من الشبان غير محددي الهوية السياسية بالمطالبة علنا بالهجرة من لبنان، ورفع اللافتات والشعارات الإعلامية للفت انتباه الرأي العام، وقد وصل صوت هؤلاء الى سفارات الدول الأجنبية التي تلقّفت هذه الظاهرة، ولبت الدعوة للقائهم والاستماع اليهم، وإعطاء الوعود لتلبية رغبتهم، كان الظن في البداية انها فشّة خلق ، لكن فوجئنا بأن هذه المجموعة التي تبنت المطالبة بالهجرة نقلت نشاطها من الشمال الى صيدا، وهذا النشاط اثار البلبلة لأنه لم يحدث سابقا حتى في أحلك الظروف، وقد قامت كافة الفصائل برفض هذه الظاهرة البعيدة كل البعد عن المألوف الوطني والسياسي الفلسطيني، ورغم الحوار الذي جرى مع هؤلاء الشبان لتوضيح الصورة الا انهم واصلوا تحركهم، وهنا يهمنا ان نوضح ما يلي:
اولا : ان شعبنا ومنذ السنوات الاولى للنكبة رفض كليا مشاريع التوطين والتهجير التي عرضت عليه، او التي حاولت بعض الجهات فرضها كخطوة هامة على طريق تصفية القضية الفلسطينية.
ثانيا : ان شعبنا الفلسطيني كان يرفض باستمرار التجاوب مع فرة التهجير التي كانت احدى أهداف الحروب التي عاشتها المخيمات في لبنان اثناء الحروب خاصة الاجتياح الاسرائيلي وعملية التدمير الواسعة ، ثم احداث المخيمات ، ومجازر صبرا وشاتيلا ، وشعبنا كان دائماً يرفض مبدأ التهجير لأنه يعي الأبعاد الخطيرة المترتبة على ذلك تجاه صمود المخيمات.
ثالثا : ان المخيمات في الشتات وخاصة في لبنان هو عنوان ال الصمود والتمسك بحق العودة ، لأن المخيمات بأهلها وقواها السياسية والمجتمعية هي القادرة على تفعيل قضية حق العودة، وتشكيل الضغط السياسي على الامم المتحدة وعلى دول العالم كي تنفذ قرارات الشرعية الدولية، وفي هذا الإطار علينا ان لا ننسى المحاولات المتواصلة لتدمير المخيمات ، وتشتيت أهلها، وتمزيق النسيج الاجتماعي فيها، وجعلها لقمة سائغة لكل الجهات المعادية للعمل على تهجير أهلنا، وهذا ما حدث مع تدمير مخيمات النبطية، وتل الزعتر وجسر الباشا ، ومخيم نهر البارد الذي كان يحتضر لولا بسالة أهله وقواه السياسية والمجتمعية ، ولا ننسى مخيمات صبرا وشاتيلا التي تعرضت للتدمير اثر من مرة ، كل ذلك كان جزءا من عملية تصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني، وايضاً ما يشهده مخيم اليرموك وكافة المخيمات الفلسطينية في سورية أليس الهدف هو التهجير لتلبية الرغبات الإسرائيلية بالتخلص من موضوع حق العودة، ودفع العالم الى التعاطي مع الواقع الجديد وتداعياته المخيفة والخطيرة.
رابعا: فعلينا ان نميز بين قضيتين أساسيتين في مجال البحث عن عمل، فهناك فارق بين من هو عاطل عن العمل، وقد ضاقت به السبل بسبب البطالة والحاجة، وبالتالي هو يسعى الى السفر ليعمل ويعمل أسرته وأهله وهذا حق مشروع ، ولا احد يعترض عليه، وهناك عشرات الآلاف من أبناء شعبنا يعملون في شى أنحاء العالم، وهذا الامر يختلف كليّا عن رفع شعار سياسي يطالب الدول الأجنبية بالهجرة الجماعية ، وبالتالي ان هذه الثقافة السلبية القائمة على التشجيع على التهجير وترك المخيمات يتناقض تماماً مع مفهوم المخيمات بالنسبة لنا كلاجئين نؤمن باستمرار الصراع ضد الاحتلال من اجل تحقيق أهدافنا الوطنية ، وأن التمسك بالمخيمات لدى أهلنا اصبح احد ركائز العمل الوطني الفلسطيني لأن المخيم يجسّد المضمون الاجتماعي، والأرضية التي تحتضن تم سكنا بحقوقنا، والتي تعبّر أيضاً عن الجريمة الانسانية والسياسية التاريخية التي ارتكبتها الحركة الصهيونية بحق أبناء شعبنا وشرّدتنا من ارضنا وارتكاب المجازر.
خامسا: اننا في هذا المجال نعي جيدا الظروف الصعبة التي حملت الكثيرين من أبناء شعبنا الى الهجرة نحو بلاد الغربة باحثين اما عن لقمة العيش وأما عن تحصيل العلم، وبناء مستقبل افضل لأولادهم، وكثيرون منهم يعودون الى مخيماتهم بعد ان يحملوا جنسيات او إقامات، ونحن هنا نقدر الدور السياسي والاجتماعي والإعلامي الذي يقوم به شبابنا الفلسطيني في الجاليات الفلسطينية، ومن خلال مجالات عملهم وأنشطتهم بطرح القضية الفلسطينية، والتصدي للمطاعم الإسرائيلية، والعمل على توحيد الجالية وإحياء المناسبات الوطنية ، وهذا دور نقدّره جيدا، اما سادسا: فانه من الواضحان من يطالب بالهجرة متذرعا بالبطالةوعم وجود فرص عمل، والادعاء ان الفصائل تخلت عن الشباب، هذا الادعاء غير صحيح، صحيح ان هناك بطالة في المخيمات، لكن هذا الواقع موجود في المجتمع اللبناني أيضاً وفي ارقى دول العالم، وهناك أزمات اقتصادية حادة تضرب العالم بأسره، ومنظمة التحرير ليس لديها شركات ومصانع بل هي تعيش أزمة مالية وهناك حصار مضروب عليها ماليا، والمنظمة تسعى في لبنان من اجل الحصول على الحقوق المدنية والاجتماعية خاصة حق العمل والتملك، لكن هناك عقبات تعود الى التركيبة السياسية في لبنان، ان ما نرفضه في الذي حصل هو استخدام المعاناة الاقتصادية وأزمة البطالة في غير مكانها الصحيح ، مما يؤدي الى حرف البوصلة الوطنية، وتقديم سلاح لعدونا يستخدمه في عملية التصفية السياسية للقضية الفلسطينية التي تمر الان في أحلك الظروف، ومثل هذه الشعارات التي رفعت عبّرت عن حالة احباط بينما نحن بأمس الحاجة الى تصليب وضعنا الداخلي، والإصرار على مواجهة الاحتلال، ومقاومة كافة التحديات والمخاطر المحدقة بنا.