مستحيل أن يتكلم الكلب - فايز عباس
قراءة سريعة في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الجمعة، تشير إلى أمر واحد فقط، وهو أن أغلبية وزراء حكومة نتنياهو يرفضون وبشدة خطة كيري، ويعتبرونه أيضا عدوا لإسرائيل، ويكره اليهود، ويرون أن ما يهمه الحصول على جائزة نوبل للسلام.
وزير الإسكان الإسرائيلي أوري اريئيل، وهو مستوطن ومن قادة الاستيطان، قال: 'سنرفض خطة كيري'، مشبها الخطة بقصة تروى لدى اليهود وتدور أحداثها حول طاغية طلب من حاخام يهودي أن يعلم كلبه كيف يتكلم كالبشر، وهدده بتحويل حياته إلى جحيم إذا رفض طلبه، فوافق الحاخام لكنه قال للطاغية: إن الأمر مكلف ماليا، وإنه بحاجة إلى 10 سنوات لينجح في مهمته، فوافق الطاغية، وعندما عاد الحاخام إلى البيت وبحوزته النقود اعتقدت زوجته انه سرقها، إلا انه أخبرها بالقصة، الأمر الذي جعلها تستشيط غضبا لأنه لا يمكن تعليم الكلب لغة الإنسان، لكن الحاخام هدأ من روع زوجته قائلا: 'الـ10 سنوات زمن طويل جدا، ربما سيموت الكلب أو الطاغية أو الاثنين معا'.
هذا القصة كما رواها وزير الإسكان الإسرائيلي تشير إلى أنه لا يمكن التنازل عن الأراضي المحتلة أو الانسحاب منها، وأن ما يقوم به نتنياهو مسألة كسب للوقت لأنه 'من المستحيل أن يتكلم الكلب'.
وكان وزير الإسكان شارك مع وزراء آخرين في مظاهرة في المنطقة المصنفة 'أي 1' الواقعة بين مستوطنة معليه ادوميم والقدس، احتجاجا على قرار نتنياهو بتجميد خطته لبناء 24 ألف وحدة سكنية لقطع التواصل بين جنوب وشمال الضفة الغربية. وقال : 'لن تقوم دولة بين النهر والبحر إلا دولة واحدة وهي إسرائيل، لأن ارض إسرائيل هي لشعب إسرائيل' .
فيما قال وزير المواصلات يسرائيل كاتس، الذي شارك في المظاهرة، إن أرض إسرائيل دولة واحدة، قوية موحدة مع الضفة (بلغته يهودا والسامرة والخليل). أي أن كيري يستطيع أن يحلم فقط بالتوصل إلى اتفاق سلام.
وزير الزراعة يئير شامير، قال إنه انخرط في السياسة من أجل هذه المواقف 'آمل أن ننقذ أرض إسرائيل لتصبح لنا إلى الأبد'.
وقال نائب وزير الخارجية زئيف الكين، وهو مستوطن، إنه جاء ليقول للعالم إن 'هذه أرضنا ولنا الحق بالبناء عليها وسننتصر وملزمون لمن انتخبنا وليس للعالم'.
العالم وصل إلى قناعة بأن إسرائيل هي من ترفض السلام، وستزداد المقاطعة لإسرائيل التي أصبحت تعاني من عزلة دولية ستزداد بشكل كبير بعد الإعلان الرسمي في إسرائيل عن موت العملية السلمية.