تصريحات الرئيس وملف الاجئين - ماهر حسين
يسعى البعض دوما" للتشكيك بتصريحات الرئيس محمود عباس حيث يتم التعاطي مع التصريحات بإعتبار انها جديدة وتمثل تنازلات .
تم التعاطي بنفس الطريقة مع ما ورد من كلمات من قبل الاخ الرئيس أبو مازن خلال لقاءه الاخير مع الطلبة الإسرائيلين .
اللقاء هـــام وياتي بإطار ضرورة شرح وجهة نظرنا للإسرائيلين وهذا طبيعي في العمل السياسي وخاصه بمرحلة التفاوض التي تتطلب الحوار المدني المجتمعي وشرح وجهة النظر مباشرة للطرف الاخر ولقواه السياسية والمجتمعيه ،خاصه بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تسعى لإثارة الخوف والهلع من كل ما هو فلسطيني وبشكل خاص من الرئيس أبو مازن في محاولة لتبرير سياستها المتطرفه.
‘بالنسبة لي من الطبيعي أن نلتقي بهم لنتحدث فيما يخص الشعبين لتعزيز فرص السلام القائم على استعادة حقوقنا حسب ما نصت عليه قرارات الامم المتحده حول الدولتين .
بل من الواجب اللقاء بهم ومن الواجب الإهتمام بالطلاب الإسرائيلين خصوصا" باعتبارهم فئة فاعلة في القرار السياسي وكما هو عادة في المجتمعات الديمقراطية.
أتذكر بان الرئيس الامريكي أوباما ألتقى بالطلاب هناك وتحدث معهم عن السلام وضرورة صنع السلام والتأثير على الحكومات لصنع السلام باعتباره الضمانه الحقيقية للمستقبل . عادي ...طبيعي ولا يوجد ما هو غريب ..
أما الحديث عن اعتبار اللقاء تطبيع فهو حديث منقوص فما حصل طبعا" ليس تطبيعا" لان التطبيع مختلف وهو يقوم على أن تكون العلاقات طبيعية بين الشعبين والقيادتين بدون التأثر بالصراع والحقوق وهذا غير صحيح مطلقا" ..
علاقتنا فقط ستكون طبيعية لو تم التوصل الى اتفاق سلام وعندها سيلتقي الطلاب من الجامعات هنا وهناك إن أرادوا ذلك . وللعلم وللتذكير فقد حصلت العديد من اللقاءات مع وفود إسرائيلية في عهد الرئيس الراحل والرمز القائد ياسر عرفات .
أنا أرى بأن الضجه الناتجه عن اللقاء نابعه من معارضة البعض لأي تحرك سياسي من باب الرفض الدائم والبعض الاخر معارضته نابعه من الممحاكات السياسية والتنظيمية واخيرا" البعض معارضته نابعه من عدم الفهم لحقيقية الامور ولتعاطيهم المنقوص مع انصاف الحقائق القادمة من نظريات وبسبب إعاجابهم فقط بالكلمات الرنانة والكبيرة ...
كل ما سبق لا يمس بالمعارضه ولكنه يوضح أسبابها وإن كان هناك بعض من يمتلك مشروع ويرى بان الصراع يقتضي القضاء على الاخر ونحن بفعل برنامجنا وواقعنا السياسي ومواقفنا تجاوزنا هذا الطرح الغير مجدي. ضجه وكلمات ومعارضه للقاء ...فهل جاء في كلمات الرئيس ما هو جديد !!!!!!! لم أرى أي جديد ..
مجرد شرح للمواقف ...لقد قال الرئيس بأننا نريد دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وهذا هو أساس الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي . رفض الرئيس تقسيم المدينة وطالب بإبقائهـــا مفتوحه وهذا طبيعي فنحن نتحدث عن عاصمة مقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث. أكد الرئيس بان السلام هو الحل الوحيد ولا يوجد حل اخر ..وهذا ما يقوله الرئيس بكل مناسبة وحتما" سيقوله امام الوفد الإسرائيلي ...تحدث عن قيام علاقات طبيعية مع العرب والمسلمين عندما يقوم السلام وهذا هو جوهر المبادرة العربية .
أما ملف الاجئين ...فلقد قال الرئيس بانه حتما" لا يسعى لتدمير دولة اسرائيلي باعادة 5 ملايين لهـــا ...ولنتحدث بصوت مرتفع وصراحه هنــــا وبدون مبالغه ومزاوده ..من قال بأنه من الممكن قول ما هو عكس ذلك ... للأسف البعض كان يرى بان على الرئيس ان يقول للطلاب الإسرائيليين باننا سنعيد 5 ملايين لاجيئ الى أرض إسرائيل للقضاء عليكم !!!!!!!
مواقف عجيبة وغريبة وليست واقعيه !!!! عندما نتحدث عن التسوية والسلام فنحن حتما" نتحدث عن حلول لقضايا شائكة وملفات صعبه وواحد من أبرزها ملف اللاجئين وهنا أقول ملف وليس قضية وأتفق مع هذا الوصف لأن حقيقة خيارات الناس مختلفه فالبعض لا يرغب بالعودة أصلا" وكل ما يريده الوصول الى الوطن والبعض الاخر يرغب بالعودة للدولة الفلسطينية فقط والبعض الاخر يتحدث عن التعويض وفقط وطبعا" هناك من يرغب بالعوده ...
انني لست بوارد التنازل عن حقوق الاجئين الخاصه والعــــامة ولكن ما أقوله بان ملف الاجئين ملف هام وحيوي وبه عدة امور مؤثره ويمكن الوصول الى حلول تتناسب معه ومع حقوق الجميع وضمان الدولتين. حلول خلاقة ومبتكرة وفهم حقيقي لاحتياجات الناس مع الاستعانه بالقانون الدولي والقرارات الدولية باعتبارهـــا أساس حل ملف الاجئين ...
هناك في السياسة تعريفات ومراحل وحقوق خاصه وعامة تسمح بان نرتكز الى كل ما سبق فنجد حلول واقعية ممكنة . كلام يراه البعض مؤلم وخطير واراه مصارحه وحديث بصوت مرتفع لنفهم موقفنا بوضوح . سياسيا" أنا على ثقه باننا لن نتنازل عن حقوقنا وأن قيادتنا ستصون العهد حتى الوصول الى دولتنا المستقله وعاصمتها القدس الشرقيه ...ليعم السلام المنطقة بأسرهــــــــــــــــــا كما نريد .