أيمن طه وعذرية حركة حماس- الأسير ماهر عرار سجن النقب
يوم اول أمس أوردت صحيفة اليوم السابع المصرية، تقريرا مفصلا حول خلفية إعتقال القيادي في حماس أيمن طه من قبل القسام ...
فصل التقرير التهم الموجهة لأيمن ،أولا إغتصاب فتاة بعمر 14 عام ،ثانيا اختلاس 8 ملايين دولار من اصل 150 مليون اشرف ايمن على نقلها من مصر إلى غزة ،بالأضافة إلى تهم أخرى لا تقل خطورة وبشاعة عن الأنفة....
من يعرف حركة حماس ويخبرها جيدا يدرك، أن حادثة أيمن طه هي الحادثة الأولى التي يجري التعامل معها بهذا العلنية ،الأمر الذي حرصت حماس في حالات سابقة على أحاطته بطوق من السرية والكتمان، في هذا السياق لربما يحق القول أن الحادثة أفلتت من قبضة سرية حماس لسبب خارج عن إرادتها ...
لست في وارد إدانة حركة حماس ، وإنما في صدد الإشارة إلى أن الفساد أفة بشرية منذ الأزل، وأن حماس ليست معصومة عن هذه الأفة مهما سعت إلى تورية عورتها وعذريتها...
في الأثناء تستحضرني السنوات السابقة التي كانت حماس في مختلف مراحلها، توظف أخطاء وفساد بعض قيادات السلطة في سياق مهاجمة فتح وحرقها شعبيا تمهيدا لأنتزاع التمثيل والقرار الوطني وفرض الوصاية الأخوانية المشؤمة كبديل سياسي بشيئ من هالات الدين...
في مقاربتها لهذا الهدف، تيقنت حركة حماس لضرورة وأهمية اللعب على هذا الوتر الحساس وتوظيفه لتحقيق مأربها،مستغلة إحتكاك السلطة خدماتيا بهموم الشعب سياسيا واقتصاديا إلخ ، وقد تجلى ذلك في أطروحتها الشيطانية التي تقوم على تقديم نموذجين للمواطن الفلسطيني، الأول: وصم فتح والسلطة على أنها نموذج فاسد ومنحل، لا يرقى لمستوى حمل مشروع وطني وقيادة الشعب، وبالتالي والمغزى من ذلك اسقاط هذه الصروح الوطنية التي تقف عقبة أمام اطماع حماس بالسيطرة والهيمنة ..الثاني:سوقت نفسها في سياق يفرض حضورها كنموذج يمثل أقصى عتبات الطهارة والعفة ونظافة اليد والنفس والروح ،أي أنها معصومة بروح الرب لتلامس عواطف العوام وتغرر بعقولهم ..اليوم ومع أني على يقين أن ثمة العديد من حالات الفساد المشابهة لحالة أيمن طه في صفوف حماس،الا أن علنية الحادثة تكتسب أهمية بالغة،بحيث تنزع عن الحركة صراحة أحتكار هالة الطهر والنقاء وتفض عذريتها التي لطالما تغنت بسلامتها لسنوات،وبالتالي هي تأكد صحة منطق فتح و ما مللنا من قوله حول أن أي حركة أو جسم سياسي هي بالنهاية قطاع عريض فيه الفاسد وصاحب الخلق القويم بصرف النظر عن هالات الدين الزائدة من عدمها...شخصيا أطالب حركة حماس أن تقدم إعتذار أخلاقي، أولا للشعب الذي سعت لتضليله وإستثمار بساطته في مشروع إقصائي وثانيا لحركة فتح وكيان السلطة اللتين تمثلان أهم أركان مشروعنا الوطني،الأمر الذي يعد مساس بالمقدسات والمقدرات لا بل في التاريخ الوطني برمته ،كيف لا والسلطة قدمت الشهداء والأسرى ،كيف لا وفتح خاضت وأشعلت الثورة منذ 49 عام وقدمت على مذبح الحرية نصاب كامل من لجنتها المركزية علاوة على قائمة شهداء الثورة في ساحات الوغى ودرب الأستقلال والحرية ...