عبر من استشهاد وشحه - خالد معالي
رصاصات حاقدة وجبانة؛ ملؤها الحقد الكراهية والإجرام والإرهاب؛ وضعت حد لحياة الشهيد معتز وشحه وهو في رعيان شبابه؛ لا لشيء سوى لأنه أحب وطنه ورفض الظلم الواقع على أبناء شعبه الصابر.
الشاب الشهيد وشحه أراد العيش بكرامة وحرية وشرف دون إذلال وتعرية الجنود والمجندات له على حواجز الاحتلال، وكان يخطط لمستقبل مشرق وأفضل، وأحلام جميلة تبخرت وقتلت كلها تحت زخات الرصاص الجبانة وجرافات الاحتلال في بلدته بيرزيت.
الشهيد معتز وشحه؛ علم وجدد معاني العزة والفخار، وأيقظ النائمين المستطيبين للدعة والراحة، وجسد معاني البطولة والتضحية بالنفس في أبهى وأرقى صورها؛ لأجل الدفاع عن المظلومين والمعذبين والمضطهدين.
فاجعة إعدام الشهيد وشحه كجريمة حرب؛ هزت مشاعر الفلسطينيين، وأبكت القلوب؛ فشاب بمتقبل العمر؛ يقرر مئات الجنود الحاقدين والمشعبين بالكراهية؛ تطويقه وحصاره وتصفيته بدم بارد أمام مرأى ومسمع من العالم الحر والمتمدن، ولا احد منهم يحرك ساكنا أو يعترض، أو يقول كفى وقتلا واحتلالا لشعب مسالم.
يريد الاحتلال عبر صور القتل والقصف، وزخات الرصاص الجبانة على جثمان الشهيد وشحة القول: نحن الأقوى، وهذا مصير من يفكر بمواجهتنا، ويرفض الذل والعبودية، ولا مجال لكم أيها الفلسطينيين سوى شكرنا على قتلكم وذبحكم وتهجيركم.
قوة جنود وجيش الاحتلال هي مجرد فقاعات، وزبد السيل، وعبارة عن نمر من ورق؛ وإلا كيف نفسر وجود كل هذه القوات الضخمة والكبيرة لقتل وتصفية إنسان فلسطيني واحد، تحصن في منزله!؟
يريد الاحتلال من صور القوة الكبيرة التي يتعمد وجودها وتصويرها خلال عمليات الاعتقال والتصفية، أن يقول للفلسطينيين انه لا جدوى من مقاومتكم ورفضكم للاحتلال، وميزان القوى لا يعمل لصالحكم، ويوجد فارق كبير ولا يقارن، وما عليكم إلا الاستسلام؛ إلا أن الرد يكون سريعا؛ بان من أجبركم على ترك جنوب لبنان، وترك والانسحاب من غزة صاغرين ذليلين؛ هو أيضا قادر على تكرار ما نجح فيه مرتين.
إعدام الشهيد وشحه أمام الكاميرات والعالم، وقتله جهارا نهارا؛ هو رسالة واضحة للكل الفلسطيني؛ بان الإذعان أسلم الطرق؛ ولكن الشهيد وشحه رد عليهم؛ بان ننتصر او نموت شهداء؛ فكان له الفوز بالشهادة" في مقعد صدق عند مليك مقتدر".
يسترخص جنود الاحتلال دماء مواطني الضفة؛ كونه يعلم مسبقا أن حدود الرد على جرائمه، وحدود العمل محدودة ومقيدة لعوامل وأسباب مرحلية صعبة؛ ولكنه يدرك أن يومه قادم لا محالة، وان مصيره لن يكون بأحسن حال من المحتلين والظالمين الذين سبقوه؛ والى مزابل التاريخ؛ فلكل فعل رد فعل، وعندها لا ينفع الندم.