صورة من ستداس غدا يا قادة حماس - عطية ابوسعده
يبدو ان الخدع السينمائية والألعاب البهلوانية والبراعة التمثيلية لدى حماس وقادتها لم تتوقف رغم انها انطلت على الكثير من قادتنا ويبدو ان معاشرة الأفاعي لابد وان يكون نهاينها الموت ورأس الأفعى وكما قال الشافعي يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب , يلقاك يحلف انّه بك واثقاً وإذا توارى عنك فهو العقرب واحذر مصاحبة اللئيم فإنه يعدى كما يعدى السليم الأجرب
وسلامة الوطن من سلامة المواطن ولكن وللأسف المواطن تغيرت احاسيسه بمؤثرات مرور الزمن , تهيّأ له ان الامور قد تغيرت وان عجلة المصالحة الحقيقية في الافق قد لاحت وبما أنّ الفلسطيني بطبعه مسالم حالم وعاش العمر رغم الغدر مسامحا او ربما خُيّل اليه جبراً انه متسامح على الظلم والظالم وعلى القاتل وتناسي ملامح المقتول … ولكن بعد ان اندثرت على الارض معالم القتل وتاهت بين جوارح القلوب الجراح وفجأة وبدون سابق انذار يأتيك القتل والاعتقال من جديد ,,
المرة تلو المرة وتأتيك جمرات النار من اعماق انهار الدم من رجالات حماس العسكرية التي هي في الاصل اياديهم ملطخة بالدماء يبدوا انها اشتاقت للقتل من جديد واشتاقت الى رفع راية الدم السوداء كقلوبهم الحاقدة , تلك للأسف كانت حماس وتلك كانت ومازالت مبادئهم وهي اكيد مبادئ الاخوان والاحداث في وطننا العربي كثيرة ومليئة بمثل هؤلاء ولم يكن ماحدث اليوم مفاجأة بل هي طبيعة من طبائعهم فلما المفاجأة اذاً ….
المفاجأة والغرابة ان نرى عكس ذلك , سبق وأن رأيناها من اشاوس حماس الملثمين كأنهم غربان على الاسطح تنتظر الفريسة وبمهارة الغدر تمارس القتل والتعذيب الدموي ولا اريد العودة لما سبق فالجميع يعلم تفاصيل ماحدث ولكن يبدو ان القادم اكثر سواداَ وبما انه لم تكن لديهم سابقا حرمة لرمز الشهيد العظيم فينا ياسر عرفات وتناسينا او حاولنا نسيان ما حدث واعتبرنا ان هؤلاء تعلموا من التجارب السابقة وانهم يبحثون عن طريق جديد ليكون مفتاح لعلاقة جديدة وباب لبدايات جديدة وعودة اللحمة لشطري الوطن …
لكن ما بالطبع لا يتطبع ومن كان مريض بأخبث الأمراض لايشفى منه ابدا إلّا بقدرة قادر والحل الوحيد امّا الكَي او الازالة وهذا ما حصل هذه الايام في مصر ونتمنى ان تكون للفلسطيني الارادة الفاعلة والقوية والاصرار على فعل ذلك فالمرض المستفحل المعدي لدى بعض قادة حماس الأمنيين منهم والسياسيين لادواء له ولن تكون هناك فائدة من لقاءات هنا او لقاءات هناك وخيرا فعلت مصر حسمت الأمر بجرأة قائد وقرار صائب لانها حقيقة استوعبت الدرس قبل ان نستوعبه نحن برغم ان الجرح من حماس والاخوان كان هو الاسبق والاعمق ولكن التهاون في المطالبة بالحقوق والضعف المقصود وعدم الوقوف ضد الظلم والخوف من القتل واستسهال الذل جعل من حماس فرعونا خارج ارض الفراعنة واستفحل الجرم الحمساوي وتعاظم ….
كم كانت مضحكة عناوين اليوم في مواقعنا وأخبارنا الاعلامية كما كانت اكثر سخفاً في السابق يوم كانت تتغني بما يسمّى المصالحة والبحث جاهدين عن عناوين رنّانة ومرضية لحماس وقادتها ذاك الابن الأصغر والمدلل المريض بمرض التوحد , ذاك القاتل المحبوب والمجرم المرغوب والمهرب المطلوب لانهاء انقسام قابع على القلوب ,, ضاعت احلام المصححين واصحاب مقولة التصحيح ونسينا قليلا معنى الانقلاب او تناسينا تلك الكلمة بمسمياتها ومعانيها الحقيقية …
استلطفنا لقاءات المواراة والتلاقي والمحبة والأحضان للاحضان وموائد الطعام المنتشرة في بيوت قادة الاخت الشقيقة حماس , وعادت ولاحت في الافق بوادر ومعان جديدة للاخوّة من قادتنا الفتحاوية والسلطوية وتناسى الجميع بمن فيهم كاتب هذا المقال والكثير مثله ماحدث من انقلاب دموي أو ربما غضّ النظر او اعجبته في تلك الفترة مافعلت من مجازر وبين ليلة وضحاها تحوّل الانقلاب بقدرة قادر الى متسبب طبيعي ومنطقي للقاء مع اللقاء وجمالية الدخول في بوابة المتعة الحميميّة والسياحة الداخلية لدى بعض اعضاء لجنتنا المركزية واصبحت بين ليلة وضحاها غزة محجّاً ومقصدا لكل من اراد العودة من الباب العريض على موائد الاعلام بعد ان طالته مراحل النسيان وتناسى المجازر الحمساوية أو ربما اعجبته تلك السجادة الحمراء المعبدة بدماء ابناء الفتح العظام ….
ياعظام الفتح وياقادة فلسطين من استهانت عليهم صور الزعيم ياسر عرفات وداسوها بالارجل فلن تستهين عليهم صور الرئيس ابومازن او صورة الشهيد ابوحميد او اي من رموز هذا الشعب المناضل تلك كانت علامات تناساها الجميع ربما كان حرصا على وحدة الوطن كما يقولون او هكذا يصدرون الينا وللاعلام تصريحاتهم الحالمة أو ربما حرصا على وحدة الانتماء لفلسطين اولا واخيرا تلك كانت الجمل المعهودة والمحفوظة عن ظهر قلب ..
ولكن في المقابل وبما أن جماعة الاخوان لايؤمنون بالانتماء للمناطقية او الدولة أو الارض بقدر الانتماء للجماعة وتلك علامة واضحة المعالم في سياساتهم الماضية والمستقبلية ولا همّ لديهم سوى السيطرة ولايهم الاسلوب او الطريقة او طبيعة القتل وعدد القتلى والجرحى فقط المهم والأهم والهدف كان ومازال السيطرة المطلقة على السلطة وهنا لا أعني سلطتنا الفلسطينية بل السلطة او الحكم بمعناه الحقيقي , السيطرة على وطننا العربي والاسلامي والعمل جاهدين على بناء امارة القتل والتدمير والتكفير والجرم المشهود ….
اليوم كانت خزاعة وهي رسالة تحوي بين طيّاتها الكثير من المعاني فهل نتعظ ياقادتنا العظام …. بالأمس كانت صورة الياسر واليوم صورة ابومازن والشهيد اللواء ابوحميد وغدا صورة من ستداس كي نتعظ …..